احفظوا علي أولادكم فطرتهم .. وعلموهم أن السعادة في الرضى والاكتفاء ، لا في الخروج والشراء .. الحياة فيها جوانب كثيرة وليست فقط في الدراسة وحفظ الكتب والانتقال من المدرسة إلى درس ثم درس آخر ، وفي نهاية الأسبوع نواد وتجمعات مغلقة..
.
اخرجوا بهم إلى الحدائق العامة ، وابتعدوا عن أماكن الصخب والضوضاء ، أو اكتفوا معهم بزيارات الأقارب والأرحام..
عودوهم على الخضرة والماء والاتساع ، واذهبوا بهم إلى الصحراء أو الريف .. لا تذهبوا بهم إلى “المولات” التجارية ولا أماكن اللعب المغلقة ، ولا تربطوهم بالتقنية الحديثة قدر المستطاع..
لا تصنعوا جيلا يحسن التعامل مع الآلة ولا يدرك معاني الإنسانية ، بلا شعور ولا إحساس .. جيل كسول ، بطيء الفهم ، لاعتماده على التقنية في كل شيء ..
لا_تقتلوا فيهم حب القراءة ، ولا تقتلوا فيهم الخيال ، بالاكثار من “المشاهدة” ، دعوا أرواحهم تحلق وخيالهم يسرح .. ولا تفرضوا عليهم نمطكم الذي تعانون أنتم منه ..
.
لا تعودوهم الاستهلاك ولا الاسراف ، بل التدبير والرضى بالقليل ، علموهم صنعة وإن كنتم أغنياء..
علموا البنت كيف تكون بنتا .. مرتبة نظيفة منظمة في نفسها وبيتها ، مدللة تهتم بجمالها ، خافضة الطرف والصوت يجملها الحياء ..
وعلموا الولد كيف يكون رجلا يتحمل المسؤولية ويعتمد على نفسه ، كيف يغالب الدنيا بلا مغالبة ، وكيف يكون راعيا صالحا يحفظ الله في نفسه ومن يعول..
علموهم سنة نبيهم ، وحفظوهم القرآن يكونوا من أذكى الناس ، وازرعوا فيهم الاعتزاز بالدين واللغة ، وحدثوهم بالعربية الفصيحة السهلة ما استطعتم .. فاللغة هوية ودين..
اهتموا لمعاني الإنسانية والجمال فيهم ، قبل أن تهتموا لحشو عقولهم بمناهج الدراسة ، أوبطونهم بالوجبات السريعة أو البطيئة..