
من مُنْطَلَقِ اَلْبَحْثِ وَالرَّغْبَةِ بِالِاهْتِمَامِ بِالنَّصِّ المسرحي، خُصُوصًا البناء الدرامي دَعَتْ اَلضَّرُورَةُ لِدِرَاسَة النَّصِّ المسرحي اَللِّيبِيِّ اَلْمُعَاصِرِ بِالتَّحْدِيدِ، الذي لطالما اتصل بالواقعً اتصالا مباشرا ومعبرا عن القضايا الإنسانية الخاصة والعامة، ويسعى الكتَابُ إلى استخدامِ العناصرِ والآلياتِ والتقنياتِ التي تجعلُ النّصَ المسرحي يلامسُ الواقع، ومن هذا المنطلق وسمتْ الدراسة بـ: )البناء الدرامي في مسرحيات منصور أبو شناف(، وتكمنُ أهميتها في أن تكون إضافة أكاديمية للدراسات الليبية حول النص المسرحي الليبي، وتتجسد أهميتُهَا أيضَّا في التعرفِ على أهم عناصرِ البناءِ الدرامي التي وظفها الكاتب منصور أبو شناف في نصوصهِ المسرحيةِ قيدَ الدراسةِ، وتهدف إلى الكشفِ عن عناصر البناء الدرامي )الشخصية، الحوار، الصراع( في مسرحيات الكاتب منصور أبوشناف )الإرث، مطعم الفكر الدولي، الحجاب العروس، نازية(، من خلال تحليل الأنواع، والأبعاد، والأنماط، والوظائف التي تؤديها هذه العناصر داخل النّص المسرحي، وتم اختيارُ المنهج الوصفي التحليلي والاستعانة بالمنهج السيميائي للتطبيقِ والإجراءِ، إذ يعدُّ من أكثر المناهج انسجامًا مع أهدافِ الدراسة.
ومن أهم الدراسات السابقة: الصراعُ الدرامي في النصِ المسرحي الليبي )دراسة تحليلية(، والإخراجُ وإشكالياته في المسرحِ الليبي المعاصرِ )دراسة تحليلية لعروض المسرحيات الليبية السعداء، البيت الحي، توقف(، والشخصيةُ الدرامية في مسرح على الفلاح )دراسة تحليلية نقدية(، ومن البحوث «الإنتاجُ الدلالي للنصِ المسرحي مسرحية الإنسان والشيطان للكاتب منصور أبو شناف أنموذجا»، وجاءتْ هيكليةُ الدراسةِ في مقدمة، ومهادٍ نظري وثلاثةِ فصول، وخاتمة وملحق، المهاد النظري تم فيه عرض مفهوم المسرح لغة واصطلاحا، ومفهوم البناء الدرامي، وتم التطرق إلى التعرف على المسرح الليبي ومراحل تطوره، أمَّا الفصل الأول فوسومَ بالشخصيةِ الدرامية في مسرحيات منصور أبو شناف واشتمل على مبحثين، والفصل الثاني: موسوم بالحوار في البناء الدرامي وينقسم بدوره إلى مبحثين، والفصل الثالث: موسوم بالصراع الدرامي وينقسم أيضًّا إلى مبحثين، وخاتمة وملحقا حوى التعريف بالكاتب منصور أبو شناف وأهم أعماله،
وخلصتْ الدراسةُ إلى نتائجَ أهمها:
إنَّ مسرحياتِ منصور أبو شناف تعدُ بناءً دراميًا متكاملَ العناصرِ والأطرافِ، ومنبعًا زاخرًا للتقنيات الدرامية، إذ تنوعتْ الشّخصياتُ في المسرحيات بين الشَّخصياتِ الرّئيسيةِ، والثّانويةِ، والهامشيةِ، والصامتةِ، ووفقًا لهذا التنوع برزتْ أبعاد مختلفة جسدتْ مقاصدَ الشخصياتِ وتوظيفها.
فيما يمثلُ الحوارُ الدرامي أساسَ البناء الدرامي، وقد وظفه الكتابُ أتمَ توظيف، من حيث الأنواع واللغة، وتميز بعض المسرحيات بالحوار الخارجي عن غيرها، واحتواء النصوص المسرحية على جلّ أنواعِ الصراع الدرامي، مع تفاوتِ نسبةِ حضور كلَِ نوعٍ عن نوعٍ آخر.
وختمتْ بتوصيات أهمها:
1. الاهتمام بالنص المسرحي الليبي؛ لما يحمله من قضايا تعبر عن الواقع، وتلامس التغيرات على مختلف الأصعدة.
2. دراسة عنصري الزمان والمكان من حيث البنية والعلاقات في النصوص المسرحية التي تمت دراستها في مسرحيات: )الإرث، مطعم الفكر الدولي، الحجاب، العروس، نازية( للكاتب: منصور بو شناف.