رأي

من الواقع

علي العزابي

لنسأل‭ ‬أنفسنا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حقَّقته‭ ‬لنا‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬مذ‭ ‬عرفناها‭ ‬رسميًا‭ ‬وانضمَّمنا‭ ‬بشأنها‭ ‬إلى‭ ‬الاتحادين‭ ‬الدولي‭ ‬والإفريقي‭ ‬وخضنا‭ ‬معها‭ ‬التصفيات‭ ‬القارية‭ ‬والعالمية؟،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المحصلة‭ ‬والنتيجة‭ ‬التي‭ ‬جنيناها،‭ ‬وخرجنا‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬الدوريات‭ ‬التي‭ ‬نظمناها‭ ‬محليًا‭ ‬وتجاوز‭ ‬عددها‭ ‬الأربعين‭ ‬دوريًا‭ ‬ومن‭ ‬التصفيات‭ ‬التي‭ ‬شاركنا‭ ‬بها‭.‬ولم‭ ‬نغبْ‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬لظروف‭ ‬استثنائية‭  ‬أو‭ ‬لتدخلات‭ ‬سياسية‭ ‬أحياننا‭ ‬أخرى‭! ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نحسب‭ ‬للزمن‭ ‬مقياسًا،‭ ‬ولا‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬لنقيمه،‭ ‬ولا‭ ‬للحاضر‭ ‬لنستفيد‭ ‬منه‭ ‬ولا‭ ‬للمستقبل‭ ‬لنخطَّط‭ ‬له‭ ‬كي‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭..‬نحن‭ ‬هكذا‭ ‬لا‭ ‬نبالي‭.‬نحيا‭ ‬ببلاهة،‭ ‬ونترك‭ ‬مستقبلنا‭ ‬للصدفة‭ ‬وللحظ‭ ‬والعمل‭ ‬بمصطلح‭ ‬‮«‬الرغاطة‮»‬،‭ ‬و«الفزعة‮»‬،‭ ‬و«العشوائية»؛‭ ‬فالدوري‭ ‬الليبي‭ ‬مثلاً‭ ‬هو‭ ‬الدوري‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬بداية‭ ‬محدَّدة‭ ‬ولا‭ ‬نهاية‭ ‬معلنة،‭ ‬وجميع‭ ‬مبارياته‭ ‬تقام‭ ‬‮«‬بالتقسيط‮»‬‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬للملاعب‭ ‬وللتواريخ‭ ‬وأيام‭ ‬اللعب،‭ ‬وإن‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬ببرمجة‭ ‬معينة؛‭ ‬فهي‭ ‬لن‭ ‬تعمر‭ ‬طويلاً،‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭ ‬وضربة‭ ‬البداية‭ ‬بمجرد‭ ‬مشاركة‭ ‬إفريقية‭ ‬لبعض‭ ‬الأندية،‭ ‬أو‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني؛‭ ‬فالتأجيل‭ ‬هو‭ ‬الغالبُ‭ ‬وسيد‭ ‬الموقف،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬المدة‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬كامل‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬دورينا‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭!.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬دوري‭ ‬المجموعتين‭ ‬عاشنا‭ ‬أيامًا‭ ‬عصيبة‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬السداسى‭ ‬الذى‭ ‬ورطنا‭ ‬فيه‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬باللعب‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬الملاعب‭ ‬وما‭ ‬صرفته‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬صيانة‭ ‬ملعب‭ ‬طرابلس‭ ‬الدولى‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬وجد‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬ينهى‭ ‬الموسم‭ ‬وكل‭ ‬موسم‭ ‬بفسحة‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬بداعي‭ ‬أن‭ ‬الأندية‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬اللعب‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يعلن‭ ‬على‭ ‬إقامته‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فاجأنا‭ ‬‭ ‬بإقامته‭ ‬فى‭ ‬إيطاليا‭ ‬بأحد‭ ‬الأقاليم‭ ‬ثم‭ ‬إحتجت‭ ‬الأندية‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬الإقامة‭ ‬حسبما‭ ‬ذكر‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬حدد‭ ‬جدول‭ ‬مباريات‭ ‬السداسى،‭ ‬وأعلن‭ ‬عن‭ ‬بدايته‭ ‬فى‭ ‬التاسع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بقرار‭ ‬محكمة‭ ‬‮«‬الفيفا‮»‬‭ ‬باعادة‭ ‬مباراة‭ ‬الهلال‭ ‬والأخضر‭ ‬التى‭ ‬كثر‭ ‬حولها‭ ‬الجدل‭ ‬وأسالت‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬ما‭ ‬سالت‭ ‬بعد‭ ‬طعن‭ ‬الأخضر‭ ‬فى‭ ‬قرار‭ ‬لجنة‭ ‬الطعون‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬المحكمة‭ ‬وأعيدت‭ ‬المباراة‭ ‬وترشح‭ ‬الهلال‭ ‬للسداسي‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى