وقد جاء في كتاب نفسه هذا الأسير أنَّ الولاة )محمد باشا الساقزلي(، والوالي )إبراهيم داي( فكرا في هدم القوس والاستفادة من رخامه وحجارته في بعض الانشاءات إلا أنّ أهالي طرابلس وفقهاءها عارضوهما وبشدة واتخذوا لهم حجة وهي أن تهديم القوس نذير شؤوم على المدينة كما أنه من الحرام تدمير مبنى بهذه العراقة وله هذه الهيبة، وهذا الجمال ويعد معلم المدينة الرئيس فاذعن الولاة لرغبات الشيوخ والأهالي .
وقد استخدم القوس اثناء مقاومة بعض الحملات االعسكرية التي تعرضت لها مدينة طرابلس كمخزن للمؤنة وقد ذكر ذلك مجموعة من القساوسة القادمين من البندقية للتفاوض مع الوالي لاطلاق سراح بعض الأسرى واشاروا في كتاباتهم إلى أنّ القوس زمن وصولهم لطرابلس كان يستخدم مخزنًا يتبع لقائد البحر، ولربما استمر الأمر كذلك لما بعد سنة 1732م ..
في بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا استعمل المستعمر ظلال القوس واستغلها لتحويل فسحة القوس كدار للعرض السينمائي، وفي عهد حاكم طرابلس الجنرال «كانيفا» أصدر مرسومًا فاشيًا للشروع في أعمال التنقيب والبحث الأثري تحت القوس وقد انتهت الحفريات فعلاً لكن وكما الزمن السالف والبعيد خرج منها قوس طرابلس «ماركوس اوروليوس» شامخًا ومغافًا وسالمًا ليطل على ضفاف المتوسط، والعالم كما برج «ايفل» بفرنسا وتمثال الحرية بامريكا رمزًا ابديًا لاقدم عواصم العالم طرابلس .
لقد ظل هذا القوس شامخًا يطل على بحر طرابلس منذ القرون الأولى لانشائه بل هو تاريخٌ اقدم من تمثال الحرية بامريكا، أو برج ايفل بفرنسا أو غيرهما من البصمات التي تفخر بها عواصم العالم الكبرى ..