الرئيسية

من‭ ‬يكتب‭ ‬التـاريخ‭..‬؟‭! ‬

‭ ‬هند‭ ‬محمد‭ ‬

‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والرقمنة،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تتسارع‭ ‬فيه‭ ‬الأحداث‭ ‬والتحولات،‭ ‬يبقى‭ ‬التوثيقُ‭ ‬والأرشفة‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬الذي‭ ‬تُبنى‭ ‬عليه‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأمة،‭ ‬ووعيها‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬عملية‭ ‬تخزين‭ ‬للبيانات‭. ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬حكاية‭ ‬الماضي‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬لنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬وتضيء‭ ‬لنا‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ .. ‬في‭ ‬ليبيا‭  ‬حيث‭ ‬مرتْ‭ ‬سنواتُ‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والفوضى‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السجل‭ ‬التاريخي‭ ‬فكل‭ ‬وثيقة،‭ ‬كل‭ ‬صورة،‭ ‬وكل‭ ‬مخطوطة،‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه،‭ ‬وإهمالها‭ ‬يعني‭ ‬فقدان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هويتنا‭ ‬وذاكرتنا‭..‬

هدف‭ ‬استطلاعنا‭ ‬الصحفي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لرصد‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬للتوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬لكشف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬والمبادرات‭ ‬الفردية‭ ‬والمؤسساتية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث،‭ ‬ودور‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬هذه‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ .. ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬نسعى‭ ‬لإطلاق‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬بناء‭ ‬أرشيف‭ ‬يليق‭ ‬بتاريخ‭ ‬ليبيا‭ ‬العظيم،‭ ‬ويضمن‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬قصتها‭ ‬بالكامل‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التشويه،‭ ‬والتزييف،‭ ‬والتلاعب‭.             

اسئلتنا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الكل؛‭ ‬حيث‭ ‬طرحنا‭ ‬أسئلة‭ ‬وتساؤلات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬معنا‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬علاقته‭ ‬بالتوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬والتجميع‭..‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬أن‭ ‬للشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬تاريخ‭ ‬ليبيا‭ ‬عبر‭ ‬النصوص‭ ‬الشعرية،‭ ‬والروايات‭ ‬الشفوية‭ ‬لعديد‭ ‬الشعراء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬ملفنا‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬أ‭. ‬أحمد‭ ‬النويري‭ ‬لإثراء‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬لكنه‭ ‬تعرّض‭ ‬لعارض‭ ‬صحي‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭…‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬كانتْ‭ ‬لنا‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬يوسف‭ ‬كركام‭ ‬مؤسس‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬قوافي‮»‬‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للشعر‭ ‬والتراث‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتوثيق‭ ‬الأرشيف‭ ‬الكامل‭ ‬للأستاذ‭ ‬النويري‭ ‬وعديد‭ ‬الشعراء‭..‬

‭ ‬هل‭ ‬لديكم‭ ‬اهتمامات‭ ‬شخصية‭ ‬لتوثيق‭ ‬التراث‭ ‬قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬قوافي‮»‬؟

نعم‭ ‬هناك‭ ‬اهتمامٌ‭ ‬بأهمية‭ ‬توثيق‭ ‬التراث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعنا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬تطبيق،‭ ‬ومنصة‭ ‬إلكترونية‭ ‬يضمان‭ ‬الشعر‭ ‬والموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬الليبي‭.‬

‭ ‬غياب‭ ‬الوثيقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬التوثيق‭ ‬ومنها‭ ‬توثيق‭ ‬الشعر‭ ‬والتراث‭ ‬المحلي‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬الدافع‭ ‬الأساسي‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة؟

الدافع‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬حب‭ ‬الموروث‭ ‬الليبي‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تجميع‭ ‬الموروث‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭ ‬فكان‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬قوافي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬وسيلتنا‭ ‬لذلك‭.‬

كيف‭ ‬أسهمت‭ ‬المنصة‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬وحفظ‭ ‬التراث‭ ‬الشعري‭ ‬الليبي؟

تطبيق‭ ‬‮«‬قوافي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬كبير،‭ ‬ونراه‭ ‬كذلك‭ ‬لأنه‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬فكرة‭ ‬المساهمة‭ ‬كونه‭ ‬مشروعًا‭ ‬متكاملاً‭ ‬يجد‭ ‬فيه‭ ‬المهتم‭ ‬والباحث‭ ‬والشغوف‭ ‬بالشعر‭ ‬والتراث‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬لإشباع‭ ‬نهمه‭.‬

‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬توثيق‭ ‬تاريخ‭ ‬الجهاد‭ ‬الليبي‭ ‬شفويا‭.. ‬هل‭ ‬لديكم‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التوثيق؟،‭ ‬ولمن‭ ‬من‭ ‬الشعراء؟

نعم‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬منصتنا‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬تاریخ‭ ‬الجهاد‭ ‬الليبي‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيطالي،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬ذلك‭ ‬الشاعر‭ ‬المعروف‭ ‬رجب‭ ‬بوحويش‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬قصيدة‭ ‬ما‭ ‬بي‭ ‬مرض‭ ‬غير‭ ‬حبس‭ ‬العقيلة‭..‬

ماهي‭ ‬أنواع‭ ‬التوثيق‭ ‬المعتمدة‭ ‬لديكم‭ ‬في‭ ‬المنصة؟‭ ‬اعتمدنا‭ ‬في‭ ‬التوثيق‭ ‬للشعر‭ ‬على‭ ‬التسجيلات‭ ‬الصوتي‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬الأشعار‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأحياء،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬توفاهم‭ ‬الله‭ ‬فكان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عائلاتهم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينوب‭ ‬عنهم،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأمثال‭ ‬الشعبية‭ ‬والمرويات‭ ‬وغيرها‭ ‬سواء‭ ‬الصوتية‭ ‬أو‭ ‬المكتوبة‭ ‬فكانت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الموثق‭ ‬والإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬الأستاذ

أحمد‭ ‬النويري‭ ‬فهوأحد‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭.‬

درنة‭ ‬الزاهرة‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬استطلاعنا‭ ‬برأي‭ ‬للشاعر‭ ‬والمهتم‭ / ‬فارس‭ ‬برطوع‭..‬

ما‭ ‬هو‭ ‬تقييمكم‭ ‬للوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للتوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟

الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬شديد،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬منظومة‭ ‬وطنية‭ ‬حديثة‭ ‬ومنظمة‭ ‬لحفظ‭ ‬الوثائق،‭ ‬وغالبية‭ ‬الأرشيفات‭ ‬الرسمية‭ ‬إمّا‭ ‬تعرضت‭ ‬للإهمال‭ ‬أو‭ ‬الفقدان‭ ‬نتيجة‭ ‬الحروب‭ ‬والانقسامات،‭ ‬فيما‭ ‬بقيت‭ ‬الجهود‭ ‬مشتتة‭ ‬وفردية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬مؤسساتية‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬عملية‭ ‬التوثيق‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟

غياب‭ ‬مؤسسة‭ ‬وطنية‭ ‬مركزية‭ ‬قوية‭ ‬للأرشفة،‭ ‬نقص‭ ‬الكوادر‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التوثيق‭ ‬والأرشفة،‭ ‬تدمير‭ ‬وضياع‭ ‬الأرشيفات‭ ‬خلال‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأهمية‭ ‬حفظ‭ ‬الوثائق،‭ ‬و‭ ‬غياب‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تنظّم‭ ‬عملية‭ ‬الحفظ‭ ‬والتوثيق‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬أنواع‭ ‬الوثائق‭ ‬عرضة‭ ‬للضياع‭ ‬أو‭ ‬التلف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟

الوثائق‭ ‬الإدارية‭ ‬والسياسية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011،‭ ‬أرشيف‭ ‬المحاكم‭ ‬والبلديات،‭ ‬سجلات‭ ‬العقارات‭ ‬والأراضي،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬المواد‭ ‬السمعية‭ ‬والبصرية‭ (‬صور،‭ ‬تسجيلات‭ ‬فيديو‭ ‬وإذاعة‭) ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬لا‭ ‬تُحفظ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تقنية‭ ‬مناسبة‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬منظمات‭ ‬التوثيق‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬يتركها‭ ‬غياب‭ ‬الأرشيف‭ ‬الحكومي؟

هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬جمع‭ ‬الشهادات،‭ ‬الصور،‭ ‬الوثائق‭ ‬المحلية،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬الرقمنة،‭ ‬لتشكيل‭ ‬أرشيف‭ ‬بديل‭ ‬أو‭ ‬موازي‭. ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬إمكانياتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتسد‭ ‬ثغرات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمؤرخين‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الذاكرة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الأرشيف‭ ‬الوطني؟

من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬الروايات‭ ‬الشفوية،‭ ‬تحليل‭ ‬الوثائق‭ ‬المتناثرة،‭ ‬كتابة‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬معمقة،‭ ‬توثيق‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية،‭ ‬والضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنشاء‭ ‬أرشيف‭ ‬وطني‭ ‬حديث‭. ‬المؤرخون‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬حلقة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الجهود‭ ‬الفردية‭ ‬والمؤسساتية‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬مبادرات‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬جماعية‭ ‬لتوثيق‭ ‬تاريخ‭ ‬ليبيا‭ ‬الحديث؟

نعم،‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬باحثين،‭ ‬صحفيين،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني،‭ ‬وكذلك‭ ‬مبادرات‭ ‬رقمية‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لتوثيق‭ ‬الصور‭ ‬والأحداث‭. ‬لكنها‭ ‬تظل‭ ‬متناثرة‭ ‬وغير‭ ‬مؤطرة‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬شامل‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الرواية‭ ‬الشفوية‭ ‬كمصدر‭ ‬للمعلومات‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الوثائق‭ ‬المكتوبة؟

الرواية‭ ‬الشفوية‭ ‬مهمة‭ ‬جدًا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬أرشيفاتها‭ ‬للتدمير‭ ‬أو‭ ‬الإهمال‭. ‬لكنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬منهجية‭ ‬دقيقة،‭ ‬مثل‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬المصادر،‭ ‬وتوثيقها‭ ‬كتابةً‭ ‬وصوتًا‭ ‬وصورةً،‭ ‬لتصبح‭ ‬مادة‭ ‬علمية‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭.‬

‭ ‬في‭ ‬رأيكم،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬الفترات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬عاجل‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟

فترة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإيطالي‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬مقاومة،‭ ‬حقبة‭ ‬المملكة‭ ‬الليبية‭ (‬1951‭ ‬–‭ ‬1969‭)‬،‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬القذافي‭ (‬1969‭ ‬–‭ ‬2011‭)‬،‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬لما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬مفصلية‭ ‬وحروب‭ ‬وانقسامات‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للتقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التوثيق‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟

من‭ ‬خلال‭ ‬رقمنة‭ ‬الوثائق‭ ‬والمخطوطات‭ ‬والصور،‭ ‬إنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬مركزية‭ ‬ومفتوحة‭ ‬للباحثين،‭ ‬حفظ‭ ‬النسخ‭ ‬الاحتياطية‭ ‬في‭ ‬خوادم‭ ‬محلية‭ ‬ودولية،‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتنظيم‭ ‬وفهرسة‭ ‬المواد،‭ ‬و‭ ‬نشر‭ ‬الأرشيفات‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬لإتاحتها‭ ‬للجمهور‭ ‬ومنع‭ ‬احتكارها‭ ‬أو‭ ‬ضياعها‭.‬

عند‭ ‬أي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬التوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬وحفظ‭ ‬التراث‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬نذكر‭ ‬اسم‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬دعوب‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬بحوث‭ ‬و‭ ‬دراسات‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربية‭ ‬وباحث‭ ‬ومهتم‭ ‬بتوثيق‭ ‬التراث‭ ‬لجهوده‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬مشاركة‭ ‬معنا‭…‬

في‭ ‬ليبيا‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬أن‭ ‬الصحوة‭ ‬بأهمية‭ ‬التوثيق‭ ‬والوثيقة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالتاريخ‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة‭ ‬جدا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬لأناس‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬وشهدوا‭ ‬وعاشروا‭ ‬حقبات‭ ‬مختلفة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أدوات‭ ‬التوثيق‭ ‬تعتبر‭ ‬مفقودة‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬منها،‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق،‭ ‬مرحلة‭ ‬المسوحات‭ ‬الميدانية‭ ‬،‭ ‬مرحلة‭ ‬التوثيق‭ ‬الشفوي‭ ‬والأرشفة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬بدأت‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بدأنا‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭..‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬أبارك‭ ‬خطوات‭ ‬مركز‭ ‬المحفوظات‭ ‬والدراسات‭ ‬التاريخية‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬الجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المؤرشفة‭ ‬والحامية‭ ‬للتاريخ‭ ‬الليبي‭ ‬،‭ ‬تواجه‭ ‬عملية‭ ‬التوثيق‭ ‬عديد‭ ‬التحديات‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬غياب‭ ‬الوثيقة‭ ‬بذاتها‭ ‬المرجعية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬داعمة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬والتحقيق‭ ‬والاكتشاف‭ ‬والتوثيق،‭ ‬جميع‭ ‬الوثائق‭ ‬متعرضة‭ ‬للضياع‭ ‬والتلف‭ ‬الورقية‭ ‬منها‭ ‬والمرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمؤرشفة‭ ‬إلكترونيا‭ ‬ولكن‭ ‬التحدي‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬تاريخية‭ ‬بالأرشفة‭ ‬السليمة‭ ‬واتباع‭ ‬أسلوب‭ ‬علمي‭ ‬في‭ ‬التوثيق‭..‬

نعم،‭ ‬توجد‭ ‬مبادرات‭ ‬فردية‭ ‬للتوثيق‭ ‬ونحن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المركز‭ ‬القومي‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربية‭ ‬نسعى‭ ‬جاهدين‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالجانب‭ ‬الفني‭ ‬والموسيقي‭ ‬وخلال‭ ‬أيام‭ ‬ستنطلق‭ ‬أعمال‭ ‬لجنة‭ ‬تجميع‭ ‬تراث‭ ‬فن‭ ‬المالوف‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬فن‭ ‬المالوف‭ ‬مسموع‭ ‬ومكتوب‭ ‬باختلاف‭ ‬الروايات‭ ‬كذلك‭ ‬مدون‭ ‬تدوين‭ ‬موسيقي‭ ‬صحيح‭ ‬وإيقاعي‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬خطوة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬التصحيح‭ ‬وهي‭ ‬تصحيح‭ ‬المفردة‭ ‬واستكمال‭ ‬المنقوص‭ ‬منها‭ ‬ونسعى‭ ‬جاهدين‭ ‬لجمع‭ ‬شتات‭ ‬الوثائق‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬ليكون‭ ‬ملاذا‭ ‬لكل‭ ‬باحث‭ ‬ومؤرخ‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭…‬

لابد‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬العصر‭ ‬الآن‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الأرشفة‭ ‬والتوثيق‭ ‬النسخ‭ ‬ورقمنة‭ ‬لكل‭ ‬المواد‭ ‬الأرشيفية‭ ‬المقروءة‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمرئية‭ ‬بحيث‭ ‬تتم‭ ‬العملية‭ ‬بإدخالها‭ ‬في‭ ‬أرشيف‭ ‬وحفظها‭ ‬وإعطائها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نسخة‭ ‬لحفظها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬متعددة‭…‬

استلمت‭ ‬مهامي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬وثيقة‭ ‬صوتية‭ ‬وبدأت‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬والتجميع‭ ‬وكل‭ ‬وثيقة‭ ‬جديدة‭ ‬نحصل‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬مكسب‭ ‬للمركز‭ ‬ولكل‭ ‬البحاث‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والتراث‭.‬

وحتى‭ ‬لا‭ ‬يقال‭ ‬عنا‭ ‬‮«‬‭ ‬حوش‭ ‬النجار‭ ‬بلا‭ ‬باب‭ ‬‮«‬‭ ‬ونحن‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬التوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬والأفراد‭ ‬المهتمين‭ ‬لم‭ ‬ننسى‭ ‬أننا‭ ‬معنيين‭ ‬أيضاً‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬كصحفيين‭ ‬وكهيئة‭ ‬عامة‭ ‬للصحافة‭ ‬من‭ ‬مهامها‭ ‬توثيق‭ ‬وأرشفة‭ ‬الصحف‭ ‬والمطبوعات‭ ‬ولها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إدارة‭ ‬كاملة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬ورقيا‭ ‬وإلكترونيا‭..‬

من‭ ‬إدارة‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬بالهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬حدثنا‭ ‬الأستاذ‭ ‬المبروك‭ ‬بزيك‭ ‬عن‭ ‬التوثيق‭ ‬والأرشفة‭ ‬والمعلومات‭…‬

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬اهم‭ ‬مراحل‭ ‬التوثيق‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬وماهي‭ ‬الصحف‭ ‬والمطبوعات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توثيقها‭ ‬فعليا‭ ‬لديكم‭ ‬؟

كما‭ ‬وضحت‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬أن‭ ‬التوثيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬هو‭ ‬الذاكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الرجوع‭ ‬إليها،‭ ‬والاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬لما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬دقيقة‭ ‬خفضت‭ ‬وبوبت‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬استرجاعها‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬بسهولة‭ ‬وانسيابية‭.‬

وندرك‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬ارشيف‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬يمثل‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬الذاكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬للصحفي،

وتسعى‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬يتظمن‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬صحفية‭ ‬منظمة‭ ‬تتميز‭ ‬بالدقة‭ ‬والانسيابية،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬منها‭ ‬توثيق‭ ‬وحصر‭ ‬وتصنيف‭ ‬المطبوعات‭ ‬الليبية،‭ ‬حفظ‭ ‬مايمكن‭ ‬تسميته‭ ‬لحقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭.‬

توظيف‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعلوماتية،‭ ‬توثيق‭ ‬الأعمال‭ ‬الإبداعية‭ ‬الثقافية‭ ‬والإعلامية‭ ‬الصحفيين‭ ‬والكتاب‭ ‬والمثقفين‭.‬

تعد‭ ‬إدارة‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬تخصصها

أرشفة‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئة،‭ ‬كما‭ ‬وتجليد‭ ‬الصحف‭ ‬دورياً‭ ‬ليسهل‭ ‬الرجوع‭ ‬إليها‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭..‬

كما‭ ‬تقوم‭ ‬الإدارة‭ ‬بحصر‭ ‬وتوثيق‭ ‬أسماء‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

الصحف‭ ‬الرسمية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئة

التوثيق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لديكم‭ ‬تجربة‭ ‬فيه‭ ‬كيف‭ ‬بدأت‭ ‬والى‭ ‬أين‭ ‬وصلت؟

تعتبر‭ ‬عملية‭ ‬الأرشفة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لحفظ‭ ‬التراث‭ ‬الصحفي‭ ‬وتسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬لكنها‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تعثرها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

لقد‭ ‬شهدت‭ ‬إدارة‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011م،‭ ‬تحولاً‭ ‬جذريا‭ ‬بفضل‭ ‬التسارع‭ ‬التقني،‭ ‬مما‭ ‬أحدث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬جمع،‭ ‬تخزين،‭ ‬استرجاع،‭ ‬ونشر‭ ‬المحتوى‭ ‬الإعلامي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الأرشفة‭ ‬الورقية‭ ‬والمكتبات‭ ‬الضخمة،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬عملية‭ ‬التخزين‭ ‬بصيغة‭(‬pdf‭) ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬رقمية‭ ‬متطورة،‭ ‬وقد‭ ‬استفادت‭ ‬صحف‭ ‬الهيئة‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬تخزينها‭ ‬على‭ ‬وحدات‭ ‬تخزين‭ ‬خارجية،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ضعفت‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬تدريجياً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬نظرا‭ ‬لقلة‭ ‬الدعم‭ ‬وصرف‭ ‬المبالغ‭ ‬لإنجاح‭ ‬قسم‭ ‬التوثيق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بالإدارة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتوفر‭ ‬غالبا‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬الليبية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضائقة‭ ‬مالية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالكوادر‭ ‬واستثمارهم‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الرقمنة‭ ‬والأرشفة‭ ‬الحديثة،‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬ونشاط‭ ‬التوثيق‭ ‬والارشفة‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬قدرتم‭ ‬نسبة‭ ‬الضائع‭ ‬والمتلف‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬والمطبوعات؟

للأسف،‭ ‬تعرص‭ ‬الأرشيف‭ ‬لعمليات‭ ‬تلف‭ ‬وضياع‭ ‬ممنهجة‭ ‬وغير‭ ‬ممنهجة‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ويمكن‭ ‬إرجاع‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬إلى‭ ‬الأتي‭:‬

هذا‭ ‬الإهمال‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬صدفة،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬محو‭ ‬الذاكرة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬المواطنين‭ ‬ينسون‭ ‬مراحل‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬تاريخهم‭.‬

‭ ‬مع‭ ‬انهيار‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬تعرضت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مقرات‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والمكتبات‭ ‬العامة‭ ‬والمراكز‭ ‬الثقافية‭ ‬للنهب‭ ‬والسلب،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬وتخريب‭ ‬محتوياتها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأرشيفات‭ ‬الهامة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الأمنية،‭ ‬شهد‭ ‬مبنى‭ ‬ه‍يئة‭ ‬العامة‭ ‬الصحافة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحتفظ‭ ‬بالأرشيفها‭ ‬حرائق‭ ‬متعمدة‭ ‬أثناء‭ ‬إصابة‭ ‬المبني‭ ‬بقدائف‭ ‬أثناء‭ ‬ثورة‭ ‬فبراير‭.. ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬احتراق‭ ‬وتلف‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مجلدات‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭.‬

ختــــــــاماً‭..‬

بصراحة‭ ‬ينجح‭ ‬مجال‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬عندما‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬ليس‭ ‬كعمل‭ ‬إداري،‭ ‬بل‭ ‬كجزء‭ ‬أساسي‭ ‬ومكمل‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفي،‭ ‬إنه‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬تكتب،‭ ‬وكل‭ ‬قصة‭ ‬تروى،‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬صلب‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬والبيانات‭ ‬الدقيق،‭ ‬ويجب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالكوادر‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬احدث‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأرشفة‭ ‬الإلكترونية،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى