اجتماعي

نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬وصوت‭ ‬التغيير

فائزة‭ ‬العجيلي

رغم‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬تشكــــــل‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬عددًا‭ ‬وأثرًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الانتخابي‭ ‬ظلّ‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬دائم‭: ‬هل‭ ‬هو‭ ‬حضور‭ ‬فاعل‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬أم‭ ‬مجرد‭ ‬مشاركة‭ ‬شكليــــة‭ ‬لتجميل‭ ‬الصورة؟‭.‬

الانتخــــابات‭ ‬البلدية‭ ‬الأخيرة‭ ‬كشفتْ‭ ‬عن‭ ‬وجهين‭ ‬متباينين‭ ‬للقضية‭. ‬فمن‭ ‬جهة،‭ ‬هناك‭ ‬نساء‭ ‬كسّرن‭ ‬الحــــواجز،‭ ‬ترشحن‭ ‬بقوة،‭ ‬وقدمن‭ ‬برامج‭ ‬واضحـــــة‭ ‬لمدنهن‭ ‬وأحيائهن،‭ ‬متحديات‭ ‬العقلية‭ ‬الذكورية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬حكرٌ‭ ‬على‭ ‬الرجال‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬بقيت‭ ‬بعض‭ ‬القوائم‭ ‬النسائية‭ ‬حبيسة‭ ‬الأرقام،‭ ‬دون‭ ‬قدرة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬البنية‭ ‬الصلبة‭ ‬للتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬بفضل‭ ‬خبراتها‭ ‬المتراكمة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والعــــمل‭ ‬الأهلـــي،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬الإدارة،‭ ‬أصبحت‭ ‬تمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬للتفاوض‭ ‬والتخطيط‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭. ‬وما‭ ‬تحتاجه‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أصواتاً‭ ‬تمنحها‭ ‬الشرعية،‭ ‬بل‭ ‬بيئة‭ ‬سياسية‭ ‬وتشريعية‭ ‬تحمي‭ ‬مشاركتها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُختزل‭ ‬في‭ ‬مجرد‭ ‬رقم‭ ‬انتخابي‭.‬

إن‭ ‬السؤال‭ ‬الجوهري‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يطرحه‭ ‬كل‭ ‬ناخب‭ ‬وناخبة‭: ‬هل‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬تجربتنا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بنصف‭ ‬قوة‭ ‬المجتمع‭ ‬فقط؟‭ ‬أم‭ ‬أننـا‭ ‬مستعدون‭ ‬للاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬المرأة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صانعة‭ ‬للقرار،‭ ‬لا‭ ‬مجرد‭ ‬شاهدة‭ ‬عليه؟‭.‬

فالرهان‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا‭ ‬سياسيًا،‭ ‬بل‭ ‬استثمارًا‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًاوعدلًا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى