هاشم شليق يكتب.. حرية
محطة
أشهد لثورة فبراير بحرية التعبير..فالكل في كل مكان وتوقيت يتحدث بحرية مطلقة..حيث أعيش مواقف ومشاهدات النقد البناء..وكذلك الهدام منه وإن كان يقال تحت سقف (اللي يكرهك يحلملك الحلم الشين)..حرية تلمسها على أرض الواقع في الشوارع والازقة والبيوت والمقاهي والمطبوعات..إنها الحرية إلى درجة الانفعال..حرية محاولة إقناع الطرف الآخر بأن 1+1=2..وفي حال تصاعد الجدال .. فإن 1+1= 5 وأنت على صواب..
دعونا ننتقل إلى شاطيء آخر..فلا يوجد على وجه الأرض منذ نشوء التاريخ من ينعم بالحرية مثل الطيور..لأنها تطير بكل راحة وهدوء وانسجام..وإن كان هناك من يغرد خارج السرب..
وأنا شخصيًا أعشق الصقر لأنه نموذج للإنفراد بالحرية..كما احب الحمامة لأنها تمثل السلام..
ومن جهة أخرى تبرز مسألة عالمية محيرة وتدعو للتأمل والتفكير لمعرفة الأسباب والمعطيات التي حالت دون وصول الإنسان إلى ما يصبو إليه من حياة حرة سعيدة مبدعة..فهذه الثلاثية إن لم يصلها الإنسان تظل حياته بكل أبعادها المعنوية والمادية رهينة المعاناة والتصادم والتناحر وبالتالي لن يتقدم مهما بذل من جهد ومال..
ربما يعود بنا بعضكم ويقول إن الطيور تتصرف بالغريزة والطبيعة..والسؤال المفترض هنا..لماذا حتى الإنسان لا يتصرف هو الآخر بطبيعته وغريزته الإنسانية بدلًا من تصرفه بطبيعة وغريزة الحيوان؟..
ألا ترون معي أن سبب غبن وتخلف الإنسان عن الطائر أنه خالف قوانين ونواميس حياته الطبيعية..
ختامًا .. لا نريد أن نحجب شمس الحرية التي أشرقتْ في فجر فبراير وإن كان هناك من يحمل الغربال..
لحظة .. لقد عادت بي الذاكرة وأنا أكتب هذه السطور إلى أغنية ليبية عنوانها (مطلوق سراحك يا طوير وين ما تريد تعدي عدي) ..فلتطر عصافير بلادنا عاليًا ولتزقزق على أغصان الأشجار ولتبني أعشاش الحرية بكل حرية..
واسمحوا ليَّ أن اقول إنه صحيح اني عملت طوال حياتي في صحافة وخارجية النظام السابق..واظل وفيًا لرفاق الماضي ما حييت ..لكن يوجد مثل إنجليزي يقول (إن أردت أن تصل إلى المستقبل فلا تركب قطار الماضي)..