هاشم شليق يكتب في المحطة عن فضاء
محطة
ثقب أسود ضخم انطلق عبر الفضاء بسرعة قصوى تعادل قطع المسافة بين الأرض والقمر في 14 دقيقة فقط..ذلك حصل منذ شهر تقريبا..ومن اعلمني بالخبر وربما لا يكون عاجلا من وجهة نظرنا..أحد الأصدقاء بينما كنا جالسين في إحدى مقاهي طرابلس نتبادل أطراف الحديث وأحيانا نبحر في الإنترنت..كل مواطن عادي ربما شاهد في حياته الكسوف أو الخسوف..ونحن منذ سنوات نسمع بالثقوب السوداء ولا ندرك وقتها كينونتها وأنا أولكم..وما دعاني للبحث فكرة ظلت تدور في عقلي في الفترة الأخيرة بعد تواتر أخبار اكتشاف ثقوب سوداء من حين إلى آخر..حتى أبلغني صديقي بالخبر الطازج..فقد ظلت إشارتي الاستفهام والاستغراب وأنا عائد ادراجي إلى البيت في نهاية سؤال مفاده «ما علاقة ما يحدث بنظامنا الشمسي الذي نعيش فيه وما هو مصير الكون؟!»..مع العلم ان كينونة المجرات الأبعد التي تتشكل بداخلها الثقوب السوداء تشبه الأقرب..فهذا ما أدركته بعد بحثي نهاية الأسبوع الماضي في مجموعة أخبار تناولت الموضوع..ورأيت مشاركة ما لخصته معكم..و أول ما لفت انتباهي أن الثقب هو عبارة عن نجم احتضر حيث يتكون عند انهيار النجوم الضخمة جدا في نهاية دورة حياتها..وكل المجرات فعلا بها ثقوب هائلة سوداء..و تبلغ كتلتها بين مئات الآلاف ومليارات الكتل الشمسية..وان الأخير تشكل نتيجة اصطدام مجرة جديدة بإثنتين أخريتين شكلتا سابقا ثقبين اسودين بسبب موت نجمين كما ذكرت..ونتج عن هذا الاصطدام الثقب الحالي حديث الساعة عند علماء الفلك الأكاديميات والكليات المختصة..ونتيجة ما حصل من تداخل تم طرد ثقب من الثلاثة..و أثناء حركته بعيدا بدأ في سحب نجوم لتشكل ذيلا وراءه بسبب الجاذبية..فالثقب الأسود لا يعكس ولا يصدر أي ضوء او أي شيء آخر..ولا يمكن مشاهدته بل يمكن معرفة وجوده من خلال تأثيراته على محيط بيئته..ولا يبتلع ما يصادفه في طريقه..بل تسقط الأشياء فيه كما يسقط أي شيء على الأرض بسبب الجاذبية..
ورغم قدرة الثقوب السوداء على جر كل ما يعترض طريقها في الفضاء..إلا أن خطر سقوط الأرض في ثقب أسود لا يزال احتمالا بعيدا جدآ..فلا يوجد ثقب أسود قريب بما يكفي منا..وذلك يدعو إلى الاطمئنان..فالفضاء يترك البشرية وشأنها..لكن الإنسان هو الذي يدمر بيته ووطنه الأم الكرة–الأرضية..من تلوث البيئة إلى الاحتباس الحراري..فثقب الأوزون ليس عنا ببعيد..بل الفضاء يرحب بنا كضيوف نذهب إليه بالصواريخ والمركبات الفضائية والاقمار الصناعية..ورواد الفضاء يسبحون في بحره..ويهبطون على قمره..وقريبا المريخ..بعد وصول مركبة صغيرة إليه مؤخرا لالتقاط الصور التذكارية..
هذا الموضوع يقودك إلى فكرة يمكن تحقيقها في مجال العلوم بأنواعها وغيرها من المواد الدراسية كالكيمياء والفيزياء الكهربائية والمغناطيسية..فبالإضافة إلى الكتاب المدرسي يمكن توزيع ملخصات مواكبة للأحداث يقوم المعلم بسحبها من الإنترنت ويوزعها على فصوله الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية..ونعلم أنه يوجد من يفعل ذلك ولو من حين الى آخر..فالمطبوعات والكتب تظل ثابتة ربما لسنوات لكن التقدم العلمي كل يوم شيء جديد..وكما يقولون كل ساعة
بعلمها..سبحان الله العظيم..وما اوتيتم من العلم إلا قليلا..