هاشم شليق يكتب.. مصالحة
ليبيا 24 ساعة .. نحو سيادة مناخ الوطنية في كل مكان فالمجتمع الليبي لا يتجزأ..بمعنى مؤسسات تعمل على تنمية الصداقة المتينة والإحساس بوجود هدف مشترك وهو المصالحة الوطنية..
مصالحة سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية واجتماعية..
بالنسبة للسياسي..المحترمون المتقلدون للمناصب يقومون بحراك مشهود له في الآونة الأخيرة وربي يوفقهم لما فيه خير ليبيا دونما تعارض أو تقاطع مع خطوط المصالح الوطنية والإقليمية والدولية..وهذا النشاط يتمنى كل مواطن ومواطنة أن ينتج عنه بلادًا واحدة موحدة..
أما العسكري..فلا أحد ينكر مدى إسهام القوات والكتائب العسكرية في بسط واستتباب الأمن إلى حد كبير..فتجد كتيبة ما يمتد واجبها الوطني إلى ما بعد حدود طرابلس العاصمة مثلا..أو أخرى مسلحة شرقًا أو جنوبًا إلى ما بعد حدود المدن الكبيرة..وإضافة إلى ذلك لجنة (5+5) العسكرية التي الكل يثمن عملها الدؤوب..
أما المصالحة الاقتصادية فهدفها إراحة بال المواطن قدر الإمكان من الضغط المعيشي الذي يعاني منه كل مواطن عالمي في العصر الحديث..وهنا احيي جهود الدولة في منح قروض الزواج وبطاقات ربات البيوت ومنح الأطفال والقروض بأنواعها..ولا بأس هنا من توجيه الطلاب نحو سوق العمل الخفيف حيث صرح خبير اقتصادي عالمي بأنه في هذا الزمن لابد لكل أسرة من دخلين على الأقل..وربما يمكن منح مبلغ على كل كتيب عائلة متى سمحت الميزانية العامة..ناهيك عن نزول المرتبات في مواعيدها لو أتيح ذلك..رغم إني مقتنع إن شاغلي الوظيفة أكثر في ليبيا من شاغلي الحرفة وهذا ما لا يجب أن يكون في المستقبل القريب أو البعيد..فالعالم مؤسس اليوم على المشاريع الصغرى التي تتطلب قروضًا وسلفًا صغيرة..ولم تعد الدولة الحديثة مثلما عايشت ذلك في السويد تتحمل عبء مصاريف المواطن..ويقتصر دورها فقط على تقديم الخدمات عبر الكومونات أي البلديات..أما الإنتاج المحلي فيتكفل به القطاع الخاص..
الثقافي والاجتماعي تحت مظلة المصالحة الوطنية..يتم عبر الأندية الرياضية والروابط الشبابية والفعاليات الاجتماعية..بالنسبة للاجتماعية فدورها معروف للجميع..ويظل حُلمي أن اشهد يوما ما في الشرق جماهير الأهلي بنغازي والنصر والأخضر يجوبون الشوارع حاملين الأعلام كتف بكتف..ولماذا لا في طرابلس في الساحة تقف جماهير الاتحاد والأهلي والمدينة..لو تم ذلك فالمنتخب الوطني سوف يدخل كأس العالم القادم بإذن الله..ومن المهم تشكيل روابط اجتماعية للعمالة العربية والإفريقية والأجنبية..وكل ما سبق يتم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة وبالتنسيق بينهما..
رأيي المتواضع أن المصالحة الوطنية تأتي أولا ثم تليها الانتخابات..تفاصيل المصالحة وشخصيات الحكومات بيد المعنيين بالأمر فأهل مكة أدرى بشعابها..مصالحة حتى يرضى كل مواطن مهما كان بسيطا بالنتائج..يعني السير إلى صناديق الاقتراع يتم مباشرة بعد قص شريط المصافحة الوطنية..