وصايا من ذهب..!!
حافة العشق
الناجي الحربي
فرج أحد أثرياء وعقلاء القرية .. كان بيته يعج بأصوات الدفوف والدرابيك احتفالا بزواج ابنته مبروكة..
كانت مراسم الفرح غاية في البساطة رغم حالة الترف والغنى التي يوفرها الحاج فرج تاجر الجملة وشريك أكبر تجار المواد الغذائية في المنطقة ..
لم تكن قريتنا تعرف الكوافير ولا الصالات ولا المطربات ولا النامصات .. كل شيء يتم داخل بيت العروس .. الحنة والعطور الشعبية والخلوط المتواضع ووجبة العشاء بأقل التكاليف.. حتى العريس كان من مدينة تبعد عن قريتنا كثيرًا.. قيل إن المعرفة عن عن عن .. لا مدار ولا ليبيانا ولا فيس بوك.. وقتئذ..
النساء يدخلن منزل عيت الحاج فرج وهن يزغردن.. فيما كانت إحدى العجائز تتوجه نحو العروس وعلى انفراد أخذت تسرد لها وصايا لحياتها الجديدة .. قالت فيما قالت لمبروكة: يابنتي.. راك طالعه من حوش عز .. خليك سميعه مطيعه لراجلك.. شوفي وين ينظر .. وتفقدي وين يحط خشمه.. وخليه ما يلحظ فيك غير الحاجة السمحة .. ولا يشم منك غير البنه الطيبة .. حافظي على مواعيد أوكاله.. ووقت القايله والنوم راك تعلي حسك.. حافظي على فلوسه.. وردي بالك تحكي سره لحد .. أفرحي لفرحه.. وأحزني لحزنه.. حاجة أخرى نوصيك عليها راه رزق اليدين خير من ميراث الجدين … وربي يرعاك ويحفظك..
كانت مبروكة تستمع لوصايا العجوز الطيبة باهتمام شديد فيما تهز رأسها في إشارة إلى السمع والمحافظة على الوصايا الثمينة ..