رأي

وضع معلم فارق ورسم الخطوط الجديدة– انعقاد القمة الصينية العربية الأولى بنجاح للسيد “وانغ تشيمين” القائم بأعمال السفارة الصينية لدى ليبيا

 

في 9 ديسمبر 2022، اجتمع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ مع العديد من رؤساء وقادة الدول العربية، في الرياض بالمملكة العربية السعودية ليشهدوا نجاح القمة الصينية العربية الأولى التي بمثابة معلم فارق في تاريخ العلاقات الصينية العربية.

تعدّ الصين والدول العربية أعضاء مهمين للدول النامية وقوى سياسية مهمة على الساحة الدولية. يضرب التواصل الودي بين الصين والدول العربية بجذوره في أعماق التاريخ، وبلورت روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في “التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة”، حيث أصبحت علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة ولمستقبل أفضل قوية ولا تنقطع في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، وفي قضية تحقيق أحلام نهضة الأمة، وفي المعركة ضد جائحة فيروس كورونا المستجد. وخلال السنوات الـ10 الماضية، ازداد حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بـ100 مليار دولار أمريكي، وتجاوز إجماليه 300 مليار دولار أمريكي؛ وبلغ رصيد الاستثمار المباشر الصيني في الدول العربية 23 مليار دولار أمريكي بزيادة 2.6 ضعف؛ وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء “الحزام والطريق”، الأمر الذي عاد بالخير على قرابة ملياري نسمة. وحتى أكتوبر من هذا العام، دعمت 17 دولة عربية مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين، وانضمت 12 دولة عربية إلى “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية”.

في الوقت الراهن، دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، وتشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات جديدة وعميقة. باتت رغبة الشعوب العربية في السلام والتنمية أكثر إلحاحا، واشتدت نداءاتها الداعية إلى الإنصاف والعدالة. في هذا السياق، على الجانبين الصيني والعربي، باعتبارهما شريكين استراتيجيين، توارث وتطوير روح الصداقة الصينية العربية، وتعزيز التضامن والتعاون، وبناء مجتمع مستقبل مشترك أوثق بين الصين والدول العربية، بما يعود بمزيد من الفوائد على شعوب الجانبين ويساهم في قضية التقدم للبشرية. تم الاتفاق في هذه القمة على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مع وضع “الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية”، بغية تخطيط آفاق تطور العلاقات الصينية العربية بشكل مشترك. كالخطوة الأولى لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وتنفيذ “الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية”، يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ “الأعمال الثمانية المشتركة” خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، التي تغطي المجالات الثمانية التالية، تدعيم التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، الأمن والاستقرار. قد أفاد الجانب الصيني الجانب العربي بالمحتويات المفصلة لـ”الأعمال الثمانية المشتركة”، وسيعمل مع الجانب العربي على تنفيذها في أسرع وقت ممكن وتحقيق حصاد مبكر.

ظلت الصين تدعم عملية الحل السياسي للملف الليبي، وتشارك بنشاط في المؤتمرات الدولية والإقليمية للوساطة في المسألة الليبية، وتحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة لليبيا في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل الدولية. تدعو الصين المجتمع الدولي إلى تدعيم العملية السياسية التي يقودها ويتولى زمامها الشعب الليبي، وتقديم مساعدة بناءة مع تجنب فرض حلول من الخارج، ومكافحة القوى الإرهابية والمتطرفة في داخل ليبيا.

قد عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤخرا المؤتمر الوطني العشرين بنجاح، حيث تم تحديد المهام والطرق للدفع بالنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، كما تم رسم الخطوط العريضة الطموحة للتنمية الصينية في المستقبل. سيلتزم الجانب الصيني بالحفاظ على السلام في العالم وتعزيز التنمية المشتركة والدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. ويلتزم الجانب الصيني بكل ثبات بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين، ويلتزم بتطوير الصداقة والتعاون مع كافة الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتعميق وتوسيع الشراكات العالمية. ويتمسك بثبات باستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ويدفع بالانفتاح العالي المستوى والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما يوفر فرصا جديدة لكافة الدول بما فيها الدول العربية من خلال التنمية الجديدة في الصين. إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية، وتعزيز التعاون الودي الصيني العربي بشكل شامل في مختلف المجالات، والتكاتف لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، بما يقدم مساهمات صينية عربية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى