
في مساحة تتجاوز ثلاثة هكتارات، وبمبنى يتجاوز ثلاثة طوابق وبميزانية تتجاوز الخمسين مليونًا.. تم تشييد مستشفى لن تجد فيه مداواة لأصبع جريح..
ستجد الشعب من الرجال، والنساء بلباس مختلف ثم تصنّيفه على حسب رغبة المرتدي..
أن تتعرض لاصابة طفيفة تحتاج )فاشة، أو غرزة( هذا يعني أنك ستدور في دوامة من القلق والحيرة..
فالاسعافات أصبحت شيئًا شبه مستحيل في مؤسسات صحية ضخمة .. ليس لانعدام الأدوات والمعقمات فقط..بل حتى في تحمل مسؤولية المداورة، ومزاولة مهنة التمريض. المواطن الليبي عانى الأمرين من ضعف وفساد قطاع الصحة.
هذا على مستوى الخدمات واحتياجات المواطن لها ..
أما على صعيد الدولة فإن قطاع الصحة الليبي سجل أرقامًا يصعب استيعابها دون أي نتائج.
المصروفات بالمليارات، والخدمات عاجزة عن مداواة ظفر الأصبع الأصغر.
كل الحكومات المتعاقبة، والوزارات، وأمانات اللجان الشعبية قبلها استغلت قطاع الصحة الذي هو اشد احتياجات المواطن .. فهو دون أي منازع القطاع الأكثر فسادًا ماليًا، وإداريًا، وخدميًا.
في إحدى دول الجوار يتشافى الليبيون في بيت صغير ذا حجرتين، وغرفة انتظار، وحمام على أكثر تقدير لن تجد فيه إلا دكتورًا واحدًا، وملائكة للرحمة تقوم بجميع خدمات هذه المصحة من مداواة، وعمليات صغرى، وأحيانا علاجية..
لن تجد إلا أرباحًا تفوق حجم هذا المنجز الذي أسس بالايجار..
ما الذي يحدث لنا؟، كيف يتعايش شعب مع هذا القطاع الذي تجاوز الخيال في مصائبه، وفساده؟، إلى متى يتواصل وجع أجسادنا نتجرع الألم، ولا نؤسس حجارة من أجل الأمل ولو في سبيل مستقبل صحي يمنح أطفالنا طمأنينة لمداواة أصبع جريح.
كونوا بخير