ارتفاعُ سعر الصرف تسبب في غلاء المعيشة ومن أهمها مادة «الدقيق» فالقنطار الواحد الذي كان سعره 195 دينارًا وصل هذه الأيام إلى 255 دينارًا، مما قد يؤثر على سعر رغيف الخبز الذي تعتزم بعض المخابز رفعه إلى الفردتين بدينار بدل سعره السابق الأربع فردات بدينار.
في استطلاع ببعض المناطق لرصد أكبر عدد من الآراء حول هذا الخبر الذي يمس قوت معظم الأسر لما تمثله هذه المادة الغذائية من أهمية فهي مادة أساسية على مائدة الأسر الليبية..
عزيزة من سبها تقول:
أزمة يومية ترهق المواطن بين غلاء الأسعار وضعف الدخل
في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، بات الخبز وهو من أبسط احتياجات المواطن اليومية عبئًا جديدًا يضاف إلى معاناة المواطن الليبي، خصوصًا في مدن الجنوب..
تقول حميدة ناعم من أوباري:
«هي خبزة»، والمفروض أقل شيء يكون سعرها مناسبًا، خاصة للمواطن الكادح حتى )4( بدينار تعتبر واجدة نحن ننتظر الأسعار تنقص، مش تزيد كل يوم النَّاس ظروفها صعبة؛ فيه اللي ما يقدرش حتى يجيب حق الخبز، يأكلوا من فتات ..
ويعبّر المواطن علي مفتاح من غات، وهو عامل يومي، عن استيائه قائلًا:
زمان كانت الفردة خبزة تشبعك، توا تاكل اثنتين، ولا ثلاث وما «تسدش»، حتى الحجم صغر، وكل يوم الخبزة تزيد خمسين قرش المواطن البسيط خلاص ما عادش يقدر يتحمل..
أما علي صلاح، صاحب فرن من سبها فيوضح جانبًا آخر من الأزمة:
”إحنا مش ضد المواطن، لكن نشري الدقيق غالي، والغاز، والكهرباء كلها مصاريف علينا نطالبوا بس بتسعيرة عادلة تضمن حقنا وحق المواطن وضع السوق صعب على الجميع..
ويظل المواطن الجنوبي في انتظار حلول فعلية تُعيد له التوازن بين الأسعار والدخل، وسط غياب واضح لأي تدخل حكومي يُنقذ لقمة العيش من هذا الانحدار.
فـ)الخبزة( التي كانتْ رمزًا للبساطة تحولتْ إلى عنوانٍ للأزمة الاقتصادية التي يعيشها الجنوب الليبي يومًا بعد آخر..
من جهته قال أحمد قليوان :
رغيفُ الخبز شيء أساسي على المائدة الليبية والتلاعب بسعره، و وزنه غير مبرَّر حتى الآن في ظل الضبابية في البيانات بين الحكومة والمصرف المركزي، وعلى الحكومة إيجاد آلية للمحافظة على الأسعار وتحسين الجودة ومتابعة عمل المخابز أنها ملتزمة بجميع الإجراءات الصحية..
أما ميلود من درج فقال :
للأسف الشديد المواطن الكادح يعاني الويلات وذاق الفقر والحاجة؛ مرتبات متدنية ومتأخرة، الدولار دائمًا في صعود، والمواطن بعد ارتفاع الدولار الان سعر قنطار الدقيق صاعد إلى 255 دينارًا لا يستطيع المواطن البسيط شراء فردات خبزة من الكوشة ..
عز النصر عاشور :
الضرر سيطال محدودي الدخل والأسر الكبيرة خصوصًا بمعدل إستهلاك يومي، وأيضا هناك بعض مشكلات في إختلافات وصغر حجم الرغيف الواحد في كل مخبز.
على جهات الاختصاص وضع معايير لذلك، وسن القوانين في النهاية ارتفاع الأسعار مقابل الدولار بالمواد الغذائية مع ارتفاع أسعار الخبز سوف يتسبب في إحداث فجوة كبيرة لدى المواطن الليبي في ظل عدم انتظام المرتبات الشهرية ..
مصطفى جونطو – خبير اقتصادي – :
إن لرفع أسعار الخبز تأثيراتٍ ذات أبعاد مختلفة، وكلها تشترك في سلبيتها على المواطن الكادح محدود الدخل.
أبرز هذه الابعاد، الاقتصادية منها:
إذ تزداد الأعباء المالية الملقاة على كاهل العوائل الفقيرة، وتقلل من قدرتها الشرائية.
إذ تزداد المبالغ المخصصة لشراء الخبز على حساب حصة السلع الأخرى وهذا الامر سوف ينعكس سلبًا على قدرة الأسر على شراء الاغذية الصحية الضرورية كـ)اللحوم والدواجن والفواكه( مما سيؤدي تردى الصحة العامة، وتفشي الامراض سواء منها الجسدية أو النفسية، بسبب زيادة الضغوط المعيشية، وزيادة مستويات القلق والتوتر ..