يواجه البرهان برهاناً أقوى.. لأمين مازن
أقدم المكون العسكري السوداني برئاسة الفريق برهان على تصفية شريكه المدني المتكون من رئيس وزرائه حمدوك بإقالتهم و اعتقالهم و كذلك حلّ جميع التنظيمات و لجانها التسيرية بدعوى إضرارهم بالسودان لتكالبهم على المصالح الشخصية في الوقت الذي كان من المنتظر أن يتسلموا رئاسة البلاد، وفقاً لما كان متفقاً عليه عشية الإجهاز على نظام البشير، و إخضاع السودان لفترة انتقالية يتناوب فيها الطرفان على الحكم، و تنتهي بإجراء العملية الانتخابية في العام الثالث و العشرين القادم، الأمر الذي أثار غضب الشارع السوداني و خروج الناس عن بكرة أبيهم من البيوت رافضين ما جرى و مُعبّرين عن ذلك بحرق الإطارات و الهتاف، لتخرج السلطة و تقابلهم بالرصاص و السجن مما دعا المجتمع الدولي على كل مستوياته إلى استنكار هذا التصرف و حض العسكريين على التوقف عمّا فعلوا و الرجوع إلى ما كان متفقاً عليه و تمكين الحكومة من الاستمرار في أدائها كي لا يستمر المجتمع الدولي في ما شرع به من وقف المساعدات ثم اللجوء إلى تدابير أكثر صرامة، أي أن العالم لن يكتفي بما عبّرَ به العرب من الإحتجاج و الدعوة إلى ضبط النفس!! لتأتي الأنباء عن اجتماع مستعجل سيعقده مجلس الأمن الدولي لبحث ما يجري في السودان من نكوص العسكريين عمّا اتفقوا عليه مع المدنيين، إذ ما يزالون على ما يبدو تواقين لما أقدم عليه عبّود في خمسينيات القرن الماضي و النميري في ستينياته و البشير في تسعينياته، أولئك الذين لم يسلم منهم مدني واحد، لا فرق بين اليمين و اليسار، أي لا غرابة أن يواجه البرهان برهاناً أقوى و معلومات عن المصالح التي جناها المكون العسكري و هو يبادر باتهام غيره، مما كان فيه أكثر ضلوعاً وأضراره أشد فتكا.