وليعذرني في مخاطبته من دون ألقاب لشعوري بقربه من قلبي.. جعلتني أعيد النظر في كيفية توصيل المعلومة بأيسر الطرق لطلابي في الجامعة وبالدراسات العليا.. وجعلتني أفوز بأجوبة على معظم تساؤلاتي المحيرة.. وساعدتني على حل المشاكل التعليمية واتخاذ القرار السليم.
من مميزات كتابة المذكرات اليومية أنها تعود بالكثير من الفوائد على الإنسان.. فالتعبير عن المشاعر السلبية تزيد من الوعي الذاتي وتنعش الذاكرة وتعلم أشياء لم نكن نعرفها..
المذكرات سرد لماض واستخلاص نتائج وانطباعات تعتبر مرجعا دقيقا..
أدب اليوميات يعني تدوين الأحداث التي جرت وأثرت في محيطنا.. لكن الأمر عند علي الشوماني يختلف.. فقد اعتمد على أفكاره وذاكرته وعواطفه وعلمه الغزير كمصدر لتوصيل معلومات لغوية وارسال رسائل أدبية في بيت شعر أو حكاية من الأدب أو قصة من التراث أو مقارنة ليست عبثية مزاجية.. ولكن يصيغها في قالب مباشرة لتكون ذات هدف تعليمي تربوي بجمل بسيطة التراكيب صادرة من قلبه.. لأن كل ما يصدر من القلب يصل بسهولة..
يخاطبنا الشوماني في يومياته كما لو أننا شخصيات حقيقية ولسنا شخصيات وهمية.. كما لو أننا تلاميذ أو معلمون مازالوا في بداية مشاويرهم التدريسية.. فيقدم لنا النصائح والمواعظ والحكم والقاعدة والنطق السليم والكتابة الصحيحة..
الشوماني في مذكراته يجمع بين القصص و الخواطر والرسائل وبذلك يحقق لنا التقارب والمتعة والفائدة بعرض الطرائف والحوادث والمواقف النادرة بأسلوب شائق ينعش القراء بنفس نكهة اللحظة التي عاشها وعايشها فترة عمله في مجال التعليم.. يخاطبنا الأستاذ علي الشوماني خلال يومياته فيقترب منا ويقدم لنا عالمه وفكره وحقيقة رحلته مع ألف باء التعلم والتعليم.. فلا يضع لنا وجهات نظر منافية للمنطق ولا مجافية للواقع.. ولا يتركنا للحيرة..
في نهاية الأمر فإن يوميات معلم لغة عربية هي عرض لتجربة مقدسة عالجها كاتبها بحرفية وحاول فيها ومنها النهوض مجددا بطرق تدريس تبتعد عن الاستعلاء وتظهر التواضع الذي يجب.. فهي وجبة ذات مذاق لذيذ للتلاميذ ولطلاب العلم والمعلمين على حد سواء.. أشكرك أستاذ علي لأنك أعدت توازني بقراءة مذكراتك..