رأي

■ محمد الرحومي يكتب.. أرباحٌ ليبية

 

لم تكن كأس العالم المقامة حاليًا بقطر مجرد نهائيات لكرة القدم .. ولم تقتصر مكتسبات هذا الحدث على قطر وحدها..

حتى الدول غير المشاركة استفادتْ من هذا الحدث بشكل كبير ..

ليبيا هي إحدى أهم الدول التي لم تشارك ولكنها جنتْ نصيبًا لا يقدر بثمن .. في الوقت الذي لم تنفق فيه درهمًا واحدًا على تجهيزاته الخدمية والتأسيسية وحتى الإعلامية ..

الاستفادة في تقديري كانت كبيرة أما كيف تكون ليبيا ضمن أكبر المستفيدين من هذا الحدث الذي فاق نجاحه وتميزه تقديرات العديد ممن لم ترقَ لهم أن تكون دولة عربية هي المنظمة لهذا الحدث فإن الاجابة موجودة في كل بيت، وساحة، ومشهد كروي يتابع مباريات هذه الكأس الغالية على العالم اجمع ..

ربما لم نكن بحاجة للمال بالنظر لحجم الفساد المالي المستشري في كل مؤسساتنا بقدر ما نحتاج لحدث قوي يحيي فينا قيم الوطنية، ومحبة الوطن الكبير الذي تجاوز حدود الجغرافية إلى حدود اللغة والعرق، والدم..

أرباح ليبيا تحديدًا من المونديال تجاوزت كل ما يمكن شراؤه بالمال لأنها كسبت الروح الوطنية التي اعتقد العديد منا بأنها تلاشتْ وسط هموم الوطن وانشغاله بقضاياه ومشكلاته .. راية ليبيا هي الوحيدة الحاضرة في هذه الفعاليات رغم عدم وجود لمنتخبنا .. وما جنيناه من وجودها في الملعب وعلى أزناد ليبية الأصل عربية، ومغربية المنشأ زادتْ من أرباحنا الوطنية  ..

المكسب الحقيقي هو أن يكون لك تفاعل مستميتًا على هويتك وقيمك..

لذا كان لزامًا علينا أن تكون هذه الفعاليات استثنائية .. وحتى وإن لم نستطع أن ننظمها في بلادنا إلا أننا جنينا الكثير من أرباحها .. فعلاً كم كنا محظوظين فيها بأن بلغنا قوة عطاء وطننا الكبير ببلوغ المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي..

ومازال مازال بإذن الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى