رأي

2-3 الخصخصة هي الحل !!!

يوسف يخلف

فننقل‭ ‬لكم‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بتقرير‭ ‬أكاديمية‭ ‬“DW‭  ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬اكتوبر‭ ‬3013‭ ‬وبقلم‭ ‬دانهونغ‭ ‬تشانغ،‭ ‬وفاق‭ ‬بنكيران”‭ ‬التالي‭: ‬،‭ ‬حول‭ ‬اعجاب‭ ‬العالم‭ ‬بـ”معجزة”‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألماني‭ ‬سنة‭ ‬2013،‭ ‬الذي‭ ‬صمد‭ ‬أمام‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬وحقق‭ ‬نمواً‭ ‬رغم‭ ‬ثقل‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬باقتصاديات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الباحثين‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬“النموذج‭ ‬الألماني”،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬النموذج؟

حيث‭ ‬اشارت‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تقنين‭ ‬السوق‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدول،‭ ‬فالمنظومة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تحدد‭ ‬فقط‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬للعمل‭. ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬حيث‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬“اقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬الاجتماعي”‭. ‬ويعتمد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭_‬الرأسمالية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ويسمح‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬للدولة‭_‬بالقيام‭_‬بتعديلات‭ ‬لضمان‭ ‬منافسة‭ ‬عادلة‭ ‬وإيجاد‭ ‬توازن‭ ‬اجتماعي‭.‬

أُسس‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وضعها‭ ‬المستشار‭ ‬بيسمارك‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يلقب‭ ‬بالمستشار‭ ‬الحديدي،‭ ‬إذ‭ ‬يعود‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬التقاعد‭ ‬والضمان‭ ‬الصحي‭. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬التقاعد‭ ‬والضمان‭ ‬الصحي‭ ‬“تُدفع‭ ‬مناصفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬والعاملين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء”‭. ‬كما‭ ‬يوضح‭ ‬فيرنر‭_‬شرايبر‭ ‬وزير‭ ‬سابق‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ذالم‭ ‬عبر‭ ‬قوله،‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬أسس‭ ‬بيسمارك‭ ‬قائمة‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بسياسية‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬يشمل‭ ‬حق‭ ‬التفاوض‭ ‬المفتوح‭ ‬بين‭ ‬أرباب‭_‬العمل‭ ‬والنقابات‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬للطرفين‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأجور‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬شرايبر‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـDW‭  ‬وكان‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬المفاوضات‭ ‬المباشرة‭ ‬بين‭ ‬النقابات‭ ‬وأرباب‭ ‬العمل‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬الإضرابات‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭.‬

‭- ‬ازدهار‭_‬سوق‭_‬العمل‭ ‬الألماني‭… ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬فيه‭ ‬أسواق‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬المجاورة‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬البطالة،‭ ‬تشهد‭ ‬ألمانيا‭ ‬معجزة‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ #‬بلغ‭_‬عدد‭_‬العاملين‭_‬42‭_‬مليون‭_‬عامل‭. ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬لم‭ ‬تشهده‭ ‬ألمانيا‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذا‭ ‬النجاح‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬حكومة‭ ‬المستشار‭ ‬السابق‭ ‬غيرهارد‭ ‬شرودر،‭ ‬والتي‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬آنذاك‭ ‬أجندة‭ ‬2010‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬إنشاء‭ ‬قطاع‭ ‬للأجور‭ ‬المنخفضة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬الأسواق‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬“خلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوظائف،‭ ‬لكن‭ ‬بعضها‭ ‬بأجور‭ ‬متدنية”،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الألماني‭ ‬أولي‭ ‬بروكنير‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ستاندفورد‭. ‬

‭- ‬كفاءات‭_‬متخصصة‭_‬ألمانية‭ … ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية‭ ‬لنجاح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألماني‭ ‬هو‭ ‬إعداد‭ ‬والتكوين‭ ‬المستمر‭ ‬للكفاءات‭ ‬المتخصصة‭. ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يتوافد‭ ‬نحو‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬مهندس‭ ‬ومتخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬قادمين‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬التقنية‭ ‬الألمانية‭ ‬والتي‭ ‬يزيد‭ ‬عددها‭ ‬على‭ ‬المائتين‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬ألمانيا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬الألماني‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬الجوانب‭ ‬النظرية‭ ‬بالتطبيقية،‭ ‬معتمداً‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬الحرفي‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى،‭ ‬ما‭ ‬يضمن‭ ‬للطالب‭ ‬والمهندس‭ ‬لاحقاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملمّا‭ ‬باختصاصه‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى