
تتعرض الشواطئ في بعض المناطق للتلوث نتيجة ضخ كميات هائلة من مياه الصرف غير المعالجة، مما أثّر على الصحة العامة، والبيئة البحرية، والنشاطات الترفيهية. رغم تحذيرات البلديات من خطورة السباحة في تلك الشؤاطئ إلا أن بعض المواطنين يرتدون، ويسبحون في مياه ملوثة تسبَّب عديد الأمراض الجلدية خاصة للأطفال وهذا ما رصدته العام الماضي في شاطئ حي الأندلس أطفال صغار يسبحون رغم التلوث الواضح.
حول هذا التعميم من البلديات، أسئلة طرحناها على إدارات الإصحاح البيئي والحرس البلدي في البلديات
مصطفى الشتيوي، رئيس قسم المختبرات بمديرية شؤون الإصحاح البيئي جنوب طرابلس :
تُعدّ إدارة المختبرات بالإصحاح البيئي ركيزة أساسية للحفاظ على صحة البيئة وسلامة الإنسان؛ فهي تعمل على رصد وتقييم الملوثات المختلفة لتقديم البيانات والمعلومات التي تُساعد في اتخاذ القرارات، والإجراءات التصحيحية.
تتكون هذه الإدارة من أقسام متخصَّصة، ولكل منها مهامها التي تخدم الهدف العام للإصحاح البيئي.
أقسام الإدارة ..
قسم تحليل المياه
يُركز هذا القسم على ضمان جودة وسلامة مصادر المياه المختلفة سواء أكانت مياه شرب أم مياه جوفية يتم تحليلها بالتحاليل الكيميائية، والتحاليل الميكروبيولوجية ومدى مطابقة مياه الشرب للمعايير الصحية العالمية والمحلية من أهم أولويات هذا القسم حيث تم البدء الفعلي للمعامل التي تم تجهيزها في سحب عينات دورية من شبكات المياه لفحصها.
قسم تحليل الشواطيء
يُعنى هذا القسم بمراقبة وتقييم جودة المياه في المناطق الساحلية والشواطيء لضمان كونها آمنة للاستخدام الترفيهي وللحفاظ على النظام البيئي البحري تُؤخذ عينات من مياه البحر في مناطق السباحة والترفيه لتحليلها كيميائيًا وميكروبيولوجيا .
قسم رصد ملوثات الهواء والتربة
يُعدّ هذا القسم حيويًا لفهم ورصد جودة الهواء
رصد جودة الهواء
يُسهم القسم في تحديد مصادر تلوث الهواء مثل: )الانبعاثات الصناعية والمركبات(
ما أسباب التلوث في الشؤاطي المذكورة في التقرير الذي عُمم على البلديات المعنية؟
تلوث الشواطئ مشكلة بيئية خطيرة تؤثر على النظم البيئية البحرية وصحة الإنسان والاقتصاد.
تتعدد أسباب هذا التلوث ومن أهمها:
– تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة .
– التلوث البلاستيكي والنفايات الصلبة.
– التسربات النفطية والمواد البترولية التلوث الكيميائي والصناعي .
- التلوث الزراعي .
الأنشطة السياحية والترفيهية
إلقاء القمامة وبقايا الطعام من قبل الزوار على الشواطئ، وفي مياه البحر يسهم بشكل كبير في تلوث الشواطئ.
بإلاضافة الى المخلفات من السفن والأنشطة البحرية .
الآثار المترتبة على تلوث الشواطئ:
– تدمير النظم البيئية البحرية والشُعاب المرجانية.
– تأثير سلبي على صحة الإنسان من خلال تناول الأسماك الملوثة أو الاتصال المباشر بالمياه الملوثة.
– فقدان الشواطئ لقيمتها الاقتصادية والترفيهية، والسياحية.
انتشار الأمراض والأوبئة.
تغيير خصائص المياه: )اللون، الرائحة، درجة الحرارة، الملوحة(
تتطلب مكافحة تلوث الشواطئ جهودًا مشتركة من الحكومات والمؤسسات والأفراد من خلال سن قوانين صارمة وتطبيق معالجة مياه الصرف الصحي وزيادة الوعي البيئي وتشجيع إعادة التدوير والتقليل من استخدام المواد البلاستيكية..
هذا الإجراء يُتخذ كل عام، هل النسبة قابلة للزيادة في ظل غياب آلية لمعالجة أسباب التلوث؟
هذا الإجراء سنويًا وفق القوانين المنظمة لمشروع رصد شواطيء الاصطياف
القانون )15( لحماية وتحسين البيئة الفصل السادس أصحاح البيئة ، المادة )51( الفقرة )8( تنص على :
التأكد من تطبيق الشروط الصحية في شواطئ الاستحمام، وقرار وزير الحكم المحلي ) 1500( لسنة 2022 بشأن اعتماد الهيكل التنظيمي الموحد للبلديات الفصل الرابع )الإدارات المادة ) 8 ( ما تختص به إدارة الاصحاح البيئي الفقرة )11( إجراء الاعتيان الموسمي للتحاليل الخاصة بشواطئ الاستحمام والمصائف وإجراء التحاليل الدورية على مرحلتين قبل موسم الاصطياف تمهيدًا لاتخاذ إجراءات من قبل البلدية لتحديد الأماكن الصالحة للسباحة والصيد، وتركيب اللوحات الارشادية.
ما نسبة الشواطئ صالحة للسباحة على طول الساحل ؟
تعد النسبة ثابتة لأن أكثر الملوثات هي مصبات مياه الصرف الصحي من أصل 180 شاطئ ومصيفًا مبرمجًا لرصد جودة مياه الاصطياف تتوفر فيها العدد الكافي من العينات اللازمة للقيام بعملية التصنيف، وبالتالي تم تصنيف 153 شاطئ ومصيفًا )أي بنسبة 85 %( ذات جودة مكروبيولوجية مطابقة، وتصنيف 27 شاطئ ومصيفًا )أي بنسبة 15 %( ذات جودة مكروبيولوجية سيئة ورديئة، وهذا التلوث ناتجٌ أساسًا من مقذوفات مياه الصرف الصحي..
ما أهم التوصيات بالخصوص ،؟
من توصيات الفريق المكلف بتحليل الشواطي :
- مراقبة ورصد جميع المصادر المحتملة لتلوث مياه الاصطياف
- العمل على إنشاء وصيانة محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
- رصد ومراقبة ومنع تصريف مياه الصرف الصناعي إلى البيئة البحرية دون معالجة .
- تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات الصحية لشواطيء الاصطياف.
- المراقبة الدورية لحفر مياه الصرف الصحي الموجودة بالساحل والمصائف إما ربطها بالشبكة العامة، أو نقلها بصهاريج النضخ، مع وضع برامج توعية وإرشاد صحي وبيئي عن حماية البيئة الشاطئية.
د.محمد أبوقميزة – مدير مديرية شؤون الاصحاح البيئي الخمس التي تضم.بلديات )قصر الخيار. الخمس. زليتن. مسلاتة. ترهونة(.
في المديرية لدينا مشروع وطني موسمي كل عام، ونشتغل على البلديات المطلِّة على البحر والغاية منها تحديد أماكن اصطياف المواطنين في فترة الصيف نظراً لوجود مصبَّات للصرف الصحي غير المعالج في جل المناطق في البلاد مما أثر سلبًا على الصحة العامة.
نحاول قدر الإمكان إجراء تحاليل للشؤاطئ المفتوحة والخاصة لتحديد أماكن السباحة والصيد، بصدور قرار بعدم السباحة والسلطة المحلية في البلديات هي من تمنع السباحة في تلك المناطق وتركيب اللوحات الإرشادية..
هل يوجد توصية لمعالجة المشكلة؟
من توصيتنا معالجة البنية التحتية والصرف الصحي وإنشاء محطات المعالجة، وبذلك يمكن التقليل من نسبة التلوث.
ما هي الشواطئ الصالحة للسباحة في البلديات التي من ضمن مهامكم
المديرية مسؤولة عن بلديات الخمس وزليتن، فيما يخص «قصر الأخيار» لا يوجد بها أي تلوث وصالحة للسباحة لأنها لا يوجد بها مصب للصرف الصحي في الشواطئ المفتوحة والخاصة.
بلدية الخمس بها «4» مصبات للصرف الصحي، بلدية زليتن بها عدد 2 مصبان للصرف الصحي .. هل المواطنون متجاوبون ولا يرتدون هذه الشواطئ ؟
أحياناً لا يتجاوب المواطن بحكم أنه متعود على المصيف نفسه كل عام ولكن يوجد استحسانٌ وارتياحٌ من النّاس من جهة أن الدولة والبلديات مهتمة بوضع الواحات الإرشادية وتحديد شواطئ الاصطياف.
عميد / مصطفى شهبون : الحرس البلدي صبراتة :
بعد الإطلاع على قرار السيد وزير الحكم المحلي أتضح أنّ الأماكن المحظورة من السباحة هي المصيف العائلي:
)دحمان والجرف مصيف باراســـو( التقرير أفاد أن هذه المناطق ملوثة بمياة الصرف الصحي والآبار السوداء وأنها غير صالحة للسباحة وتتسبب في بعض الأمراض..
هل سيقوم الجهاز بمنع السباحة في تلك الشؤاطئ؟
نعم سيقوم الحرس البلدي بمنع السباحة في الأماكن المذكورة.
هذه الإشكالية تصادفكم كل صيف، كيف يمكن الحد من تلوث الشواطئ؟
لم يسبق أن صادفتنا هذه الإشكالية أما بخصوص الحد من التلوث في مياه البحر فهذا من إختصاص مكتب الأصحاب البيئ، ووزارة البيئة ..
محمد شعبان :مدير إدارة الإصحاح البيئي حي الأندلس :
ما نسبة الثلوث ؟
نسبة التلوث عالية جرثوميا.. نتيجة وجود كل من .E.coli…وKlebsilla…
كيف يمكن منع المواطنين من السباحة خاصة صغار من غير أهاليهم، وهذا شاهدته في كورنيش حي الأندلس؟
طبعًا لمنع المواطنين وخاصة الشباب من السباحة هو ضرورة وضع لافتات ولوحات إعلانية تبين بعدم صلاحية الشاطيء من السباحة.
لكن هذا لا يكفي لأن معظم العائلات الليبية لا تستطيع على مصاريف التمتع بالشواطيء في الأماكن المتاحة بعيدًا عن العاصمة فهذا يتطلب أموالًا؛ فيضطرون للسباحة في الشواطيء الملوثة، إلا بوضع قوانين صارمة من قبل الجهات المختصة.
هل سيبقى الحالُ هكذا في كل صيف ؟.
بكل بساطة نعم لأن الأسباب نفسها موجودة مياه الصرف الصحي تصب في البحر .. فالنتيجة سلفًا معروفة حتى دون إجراء تحاليل..
هل من حلول تلوح في الأفق للحد من هذا التلوث ؟
الحلولُ في يد صانعي القرار، الموضوع مقلقٌ فمنذ سنة 1990م، والحالُ على ما هو عليه.
هذه اسمها بنى تحتية من الدرجة الأولى في دول العالم حتى النامية منها…خاصة الصرف الصحي لما له من خطورة ليس على الشاطيء، والثروة السمكية فقط بل على كل الصُعد الصحية والبيئية مثل حالات الكلوريا..
إنه لأمر مخجل جدًا، وعار علينا في بلد غني جدًا، ولا يستطيع إنشاء محطات معالجة وتنمية مياه الصرف الصحي.
د. أسامة بن لاغا – خبير في مجال الغذاء والبيئة – مستشار الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي سوق الجمعة
بخصوص تلوث بعض الشؤاطئ في عدة مناطق، ماذا عن شؤاطى بلدية سوق الجمعة ؟
بعض شواطيء بلدية سوق الجمعة غير مناسبة للسباحة، وقد صدر بها قرار السيد/ وزير الحكم المحلي وذلك بعد إجراء التحاليل الميكروبيولوجية.
هل سيتم منع إقامة المصائف فيها ؟
يجب أن يتم منع السباحة في هذه المواقع نتيجة التلوث العالي.
هذا المنع يأتي من الجهات المختصة مثل :
)جهاز الحرس البلدي(، وقد تم الإعلان والتنويه في السنوات السابقة، وتم وضع لافتات تحذيرية من قبل إدارات شؤون الإصحاح البيئي في كامل البلديات التي تُطل على شواطيء البحر..
هل يوجد شاطئ في البلدية يمكن أن يصطاف فيه المواطنون ؟
وفق القرار )2843( لسنة 2025م فإن الموقعين
)النادي البحري(، والمدخل الشرقي من جهة المطار إلى جزيرة معتيقة .. هي مناطق عالية التلوث، وفيما عدا ذلك لم يشمل القرار إشارة لمنع السباحة، إلا إنه لا ينصح بالسباحة نظرًا لإمكانية انتشار التلوث خلال حركة الأمواج، أو زيادة معدلات تدفق الصرف الصحي..
حسب خبراتكم في هذا المجال كيف يمكن معالجة هذا التلوث ؟
- يجب الاستثمار في التكنولوجيا لمعالجة مياه الصرف الصحي بتركيب وحدات معالجة لأنابيب التصريف التي ترمي حمولتها في مياه البحر مباشرة دون معالجة.
- التوعية من مخاطر هذا التلوث الذي سيشمل أيضًا الأحياء البحرية وعودتها من خلال السلسلة الغذائية للمستهلك مسبّبةً أمراضًا صحية خطيرة مثل التسمَّمات الغذائية، والأمراض السرطانية نتيجة التعرَّض للملوثات الكيميائية والميكروبية..
كلمة الختام ..
أكملنا لقاءاتنا مع عدة جهات؛ حيث تنوعتْ الأسئلة لعلنا نجد إجابةً شافية كافية لمعالجة، وحلحلة هذه الإشكالية التي تصادفنا كل عام، ولكن لا جديد يذكر إلا قديم يعاد من خلال مصبات لمياه الصرف الصحي دون معالجة.
وهكذا نكون قد أكملنا جولتنا ولكنَّنا لم نكمل تساؤلاتنا لأهم وأخطر ملف يمس كل الجوانب البيئية.
كلنا أملٌ بأنّ تجد كلماتنا أذانًا صاغية تعي ما يعيشه المواطن من قلق جراء رحلة الاصطياف التي تتكرر مأساتها كل صيف، ربما يمكنّنا مستقبلاً أنّ نتمتع بشواطئ نظيفة خالية من التلوث.
وتبقى الأسئلة معلقة حتى يتم إيجاد الحلول الناجعة، قد نرى ذلك قريبًا ..