رأي

إلى متى نستمر في الكذب ?

 

 

منذ عام 2011 م ونحن نكذب على بعضنا البعض.

وطالما اننا مستمرون في الكذب فخلافاتنا مستمرة? وكما لم يوقفها ليون فلن يوقفها غسان سلامة ولا أية مبادرة مهما كان مصدرها أو مكانها الا اذا توقفنا عن الكذب والنفاق.

كذبنا في تحديد أسباب الخلافات والصراعات بيننا , واعجبتنا اللعبة فرحنا نكذب حين نتفق على وقف إطلاق النار; ونكذب حين نلتقي في لجان ووفود الحوار., ونكذب في تعيين الأطراف التي تخرق الاتفاقات , ونكذب في الأهداف ونكذب في الوسائل ونكذب في الكذب والنتيجة خراب البلد وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى..انقسامات وأحقاد وخنادق من الدم والخوف  واللاثقة يستحيل اجتيازها لتأمين أي تلاق مهما تفاءل المتفائلون.

ليبيا بلد الإشعاع والنور والحرف والتاريخ والصيغة الفذة وتعايش الاخوة عربا وامازيغ كذبة كبيرة بلعناها فدفعنا ثمنها غاليا.

الكذب والنفاق صفتان تختصران حقيقتنا وواقعنا وكل ماسواهما كذب في كذب.

كل الكلام الذي قيل ويقال وكل  الشعر الذي نظم وينظم  ,وكل  البيانات والتصريحات والخطب كلها كذب في كذب. وكل ماندعو اليه من تعايش ووفاق كذب, وكل ماندعيه  من تمسك بوحدة  الوطن , وكل مانتناقش في الإشارة إليه من أصالة وعراقة كذب, وكل  مانعلنه من رغبة في  في التحرر والسيادة كذب في كذب.نحن كذابين ومنافقين وقليل  ماحل بنا من مصائب واهوال.

في لقاءاتنا العامة وخصوصا الرسمية منها تنحذث عن المحبة والوحدة كما يتغزل المتصوف بالعزة الإلهية وقبل أن يمحى صدى كلماتنا تكون الانفجارات قد دوت. والمتاريس قد اقيمت والخنادق قد حفرت, وانهار الدم قد سالت, نتنادى لوضع حد لما حصل فكاننا نتنادى لوضع خطة جديدة للقتل والخطف والاباذة وتحديد الجهات المسؤولة.

نحن كذابون.. تسع سنوات هل اعلنت جهة واحدة حتى اليوم ماذا تريد من هذه الصراعات ذون كذب أو نفاق?

هل  وقفت جهة واحدة وشربت حليب السباع, وتمردت على الكذب والنفاق وقالت: ان مايجري في ليبيا هو بسبب كذب المتصارعين على بعضهم البعض?لنخفف قليلا من حماستنا في الحديث عن الوطن فبيننا  وبين الوطن بيد ولنسمي الاشياء بمسمياتها فالمشروع الليبي عند قيامه كان احتمال وطن ولكن من تحملوا مسؤولية تحويل الاحتمال الى واقع فشلوا حتى في الحفاظ على الاحتمال فأين هو الوطن وأين مقوماته?

لنسمي الاشياء بمسمياتتها فليبيا إذا لم يتفق فيها كل الأطراف فيما بينها ذون اي غبن أو مساومة أو إكراه لن تنهض مما هي فيه , نعم فقد وصلنا إلى درجة من التفسخ والانحطاط ونحن جميعا نعرف هذه الحقيقة ولكننا مصرون على الكذب.

ليس عيبا أن نرى حقيقتنا كما هي وأن نسميها باسمها بل العبث ان نستمر في الكذب ونقتل ونقتل دفاعا عن الكذب.

كل الذين ماتوا منذ بدء الصراع حتى اليوم, وكل الذين سيموتون هم ضحية للكذب..الكذب وحده سيد اللعبة الذموية , وحده مادة البيانات والخطب,وحده يتصدر جداول اعمال اللقاءات السياسية الكبيرة والصغيرة , ونحن مااخلصنا لشيء يوما كما اخلصنا للكذب.

 

    مسعود أجبيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى