ويلات الحرب داخل ليبيا لها آثار سلبية على كل المدن اليبيية عامة وعلى السكان المقيمين في مناطق الإشتباكات خاصة وقت الحرب و بعد إنتهائها على البيئة والإقتصاد ونفسية السكان والبنى التحتية والبناء المعماري ومع تأخر معالجتها تزداد مشاكلها ككرة الثلج فتتفاقم تكاليف معالجتها وتستمر آثارها على الأجيال القادمة مادياً ومعنوياً بسبب تسارع نشاط الفاسدين في أجهزة الدولة السياسية والمدنية والعسكرية.
ومؤخراً شهدت ضواحي طر ابلس حرب إستنزاف وإهدار الاموال وإزهاق الأنفس البريئة فأصبحت كل المدن الليبية تعاني تدني الخدمات وضيق العيش وإنهاير العملية التعليمية والصحية والمعيشية .
وتعد حرب طرابلس التي إستمرات عام ونيف حقبة محزنة للشعب الليبي أظهرت كغيرها من الحروب الداخلية السابقة العديد من الماسي وساهمت في إرتفاع وتيرة الفساد ليس من المسؤولين فحسب بل من شريحة واسعة من المواطنين أنفسهم وهو فساد خفي يصعب كشفه ومعالجته . فظهر نوع من الفساد الخفي مع قرار الحكومة بتشكيل لجان ازمة في كل بلدية بغية توفير إحتياجات الأسر المتضررة من مناطق الإشتباكات , ففتح باب صرف الملايين على النازحين شهية الفاسدين ومنتهزي الأزمات سواء من المسؤولين أو من المواطنين المتضررين فتجذبهم رائحة المشكل السياسي للشبع حتى التخمة من المنافع المادية التي تسارع في الغنى السريع وتنتج شريحة تنتهج سلوكا سيئا لتحسين وضعهم المعيشي وهو التحايل وإستغلال و سرقة مؤسسات الدولة والكسب دون عمل .
وبتعدد وتلون أشكال الفساد في التعليم والصحة والإقتصاد الذي أدركه المثقفون والإعلاميون والصحفيون والحقوقيون والنشطاء المدنيون من المواطنون الشرفاء اللذين تحركوا مطالبون بالقضاء على الفساد بأنواعه .
وصحيفة فبراير الصحيفة الليبية المتميزة بشهادة قرائها الأعزاء في محاكاتها للواقع المعاش فهي دائماً تسابق الصحف بل والقنوات الإعلامية في كشف قنوات الفساد وسبل معالجته فصفحاتها تنشر بمصداقية وشفافية كل معلومة ويتحرى محرروها الدقة في نشر قضايا إقتصادية وإجتماعية ونوعية وتسليط الضوء على شرايين الفساد فيها والتي إغضبت الشارع الليبي شرقاً وغرباً وجنوباً فترفع اصواتهم لصناع القرار والأجهزة التنفيذية ومن ذلك صوت بعض مسؤولي لجان الأزمة والمتضررين من الحروب .
(صرفت ميزانية مالية مخصصة للنازحين)
محرر صحيفة فبراير حاور ( الاستاذ محمد مرشوشه ) مختار محلة منطقة الدريبي الشارع الغربي ونائب رئيس لجنة النازحين حي الاندلس قال منذ بدء أزمة الحرب تم إستقبال الاسر النازحة من مناطق الإشتباكات فخصصت لهم بعض المدارس ورياض الاطفال والقرى السياحية وقد سارعت الحكومة في البداية في صرفت ميزانية لمن هجروا من مناطق الإشتباكات لأجل توفير ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومسكن وتم إستحداث بطاقة نازح لصرف سلة غذائية لكل عائلة نازحة .
(وقف دعم الحكومة مع نهاية أزمة الحرب)
وأشار مرشوشة إلى نهاية ازمة الحرب التي وقف فيها دعم الحكومة للأسر النازحة مما جعل أعضاء لجنة الأزمة لدعوة أهل الخير ومساعدة العائلات المهجرة وهم دائما في الموعد فمنهم من تبرع بأضاحي العيد ومنهم من تبرع بمبالغ مالية للارامل والمطلقات المسجلين في المنظومة نازحين بلدية حي الأندلس واللذين وصل عددهم 7500 عائلة يتم إعطاؤهم مساعدات غذائية دائماً وبإستمرار لكن المساعدات المالية حسب ترتيب كل عائلة في المنظومة وحسب ما يصلهم من دعم من الكشافة أو الجمعيات والهلال الاحمر والصليب الأحمر وقد عملنا بجد لاجل راحة النازحين.
(دعوة الحكومة لدعم المتضررين من الحرب )
أوضح بداية الحرب على طرابلس ركزنا على ضيوف البلدية النازحين وأولينا أهتمامنا بهم أكثر من بيوتنا لكن مع نهاية الحرب ومطالبة وزارة التعليم بإستئناف الدراسة بات من الضروري إخلاء المؤسسات التعليمة خاصة من الأسر النازحة وندعوا الحكومة بالإسراع في دعم النازحين بتوفير مأيحاتجونه وتعويضهم عما لحق بيوتهم من دمار وسرقة كما ندعوا المواطنين بالتكافل الإجتماعية والبعد عن الأنانية وحب الوطن .
(نهاية الحرب غياب دعم الحكومة ورجوع النازحين لبيوتهم )
وقال سابقاً كانت توجد 5 مراكز إيواء للنازحين في حي الاندلس ومعضمهم رجعوا إلى بيوتهم ا بعد صيانتها بالمجهود الذاتي أو بمساعدة أهل الخير والأصدقاء والأقارب ولم تدعمهم الحكومة في شيئ ولجنة الأزمة حالياً تطبق قرار إخلاء المدارس من النازحين عقب قرار إستئناف الدراسة وهي أمام مشكلة وجود عدد بسيط من العائلات إما بيوتها مهدمة بالكامل أو أصلاً من ذوي الدخل المحدود و لا تملك مسكن والإيجارات مرتفعة .
(البحث عن مشكلة السكن )
أكد على وجود القليل من العائلات في مدرسة أبي ذر الغفاري ولا يملكون مساكن وعلى اللجنة العليا أن تحل مشكلة السكن إما تخصيص بيوت جاهزة لهم أو تجميعهم في قرية سياحية أو غرف فندقية لمدة معينة ليتمكن المتضررة بيوتهم من صيانتها وليجد من لا يملكون مسكن بيت بإجار يناسبهم .
(كشف المفسدين ومنتهزي الأزمات)
كشف مرشوشة فئة من العائلات النازحة مستغلة أسم النزوح وقد اعجبها ما يقدم لها من أكل وملبس ومبالغ مالية دون عمل فتبنوا الإتكالية على لجنة الأزمة في توفير سكن مجاني في المدارس والقرى السياحية كما يقدم لهم ابسط إحتياجاتهم من مواد التنظيف والأكل والعلاج واكد على وجود عائلات لا تملك مسكن أصلاً وكانت تعيش في إجار واعجبها السكن المجاني مع الخدمات التي قدمتها لهم لجنة الازمة وعليهم أن يبحثوا عن بيت بإيجار يناسبهم وإعطائهم شهر للبحث عن سكن وهو متوفر فمثلاً في وسط مدينة الزاوية بيت حديث ب300دينار .
(المطالبة بحقوق النازحين المقيمين والغير مقيمين )
وقالت الاستاذة سميرة سعيد شداد بإعتباري رئيس لجنة شؤون الإجتماعية حي الأندلس و عضو مجلس بلدي ورئيس لجنة النازحين فيها دعوت مراراً بالإهتمام بالنازحين الحقيقين وغير المقيمين في مراكز الايواء اللذين لم يتمكنوا من الحصول على مكان لهم فيها فإضطروا إلى الإجار بمبالغ مرتفعة وهم بأمس الحاجة للمساعدة .
وأشارات أغلب المساعدات تأتي إلى مراكز إيواء النازحين بينما من هم في إجار يعيشون ضيق العيش ومنهم الذين بيوتهم مدمرة ومازالوا في إيجار ولولا اهل الخير لساءت معيشة أغلب الاسر كما أكدت على غياب الدعم من البلدية والحكومة مع نهاية الحرب وعودة أغلب الاسر النازحة لبيوتهم كما أشادت بأهل الخير كالشيخ ايمن الكبير من سكان حي الأندلس وهو من أكبر وأفضل الداعمين لمساعدة النازحين .
(كشف النازحين غير الحقيقين)
أكدت شداد على إستغلال أزمة النزوح وأشارت إلى وجود عدد 9 عائلات كانت في إجار قبل الحرب وتسللت على إنها عائلة نازحة بينما الأسر النازحة الحقيقية غير المقيمة في مراكز إيواء تسكن بالايجار بمبالغ مرتفعة وعلى الدولة أن تدعم من تضررت بيوتهم إما بالحرق أو الهدم او السرقة ونحن كلجنة ازمة نعمل لأجل عودة أمنة ومريحة للعائلات ومساندين لهم في توفير ما يعينهم من مواد غذائية ومواد تنظيف ونربطهم برجال الاعمال حتى إستكمال صيانة بيوتهم .
( كشف مستغلي الأزمات في الكسب دون عمل )
مصباح زايد نازح قال عشت معاناة النزوح من فقر وتشرد وأشار إلى مراكز الإيواء وأكد على إن وجود عائلات تملك مسكن في طرابلس المركز لكنها إستغلت أزمة الحرب وسمعت بمراكز إيواء النازحين وما يقدم لهم من أكل وملبس ومبالغ مالية فسارعت بتاجير بيتها للنازحين الميسورين الحال ب1500دينار لمن تضررت بيوتها بالهدم أو الحرق أو من تم سرقة بيوتهم وإستغلوهم بدفع إجار مقدم من 3 إلى 6 شهور وأكد زايد على فضح مستغلي الأزمات منذ أول الحرب بدءاً في صحيفة فبراير التي تسارع دائما في مواكبة الحدث وفضح المفسدين وشدد على ضرورة الإهتمام بدعم صحيفة فبراير التي تحاكي الواقع المعاش للمواطن البسيط .
(فضح الفساد ومكافحته )
سامي خليل عبد الباري معلم
أشار إلى سبب تردي معيشة المواطن وانهيار التعليم والصحة والإقتصاد هو خوف المواطنين من الفاسدين ذوي النفوذ من المسؤولين في مؤسسات الدولة وطالب الحكومة بكشفهم وتغييريهم ومحاسبة سراق المال العام وتحسين الأوضاع المعيشية لكل الليبين وضرورة تفعيل ودعم الجهات الرقابية للمكافحة الفساد والإرهاب ولابد من إنتخابات جديدة لعمداء البلديات ومحاسبة المقصرين اللذين أتعسوا المواطن في السلم والحرب.