نتحاور في هذا العدد مع فنان قدم جميل الكلمات الشعرية وأبدع في نظمها وتفنن في رصفها …
حيث أعطى معاني تعود بنا إلى أصالة الشعب الليبي تكمن بين النجع والبادية الليبية أنه فنان أطلق عليه أسير النجع هو أشرف الزرقاني
الذي تنقل أثناء دراسته بين مدينة طرابلس ومنطقتي الماية وجنزور وأتم تعليمه الجامعي بمدينة الخمس في جامعة ناصر.
■ حاورته
فاطمة سالم عبيد
قسم الآثار
تخرج من كلية الآداب قسم الآثار سنة 2001 (ليسانس آثار) وهذه نبذة عن فناننا أسير النجع أشرف الزرقاني وكان حواري معه يحمل عدة أسئلة حول مشواره الفني .. البداية كانت :
كيف جاءت هذه النقلة من ليسانس آثار إلى شاعر الكلمة والشعر ؟
ليست نقلة وإنما هو مزيج مختلط بين الوظيفة والهواية فـــ وظيفتي كباحث آثار ساعدتني كثيراً في منحي القدرة والقوة على جمع المفردات وفهم معانيها، وكذلك الأجواء الهادئة والجميلة هي أيضا كانت السبب الرئيس في ذلك، فعندما أتجول في الأماكن الجبلية وفي الصحراء وأنتم تعلمون أن الصحراء عالم مزدحم بالسحر والجمال يوحي بالسكينة والاطمئنان ويشعرك بطاقة رهيبة في الكتابة خصوصاً عندما ترى النجوم كأنها قريبة منكَ. وسماؤها الصافية وأجواؤها العليلة فـإن الحديث عن جمال الصحراء لا يمكن أن ينحصر ببضعة كلمات، فمن أراد أن يتذوق هذا الجمال على طبيعته فما عليه إلا أن يذهب إليها ويراها كما هي شاهدة على كل من مروا فيها برمالها الذهبية ونباتاتها الشوكية وحيواناتها وطيورها فالصحراء عالم قائم بذاته فيه الكثير من الأشياء المثيرة للدهشة تساعدك كما أسلفتُ على شغف الكتابة.
متى انخرطت بالفرقة الوطنية للفنون الشعبية ؟
عندما زاد شغف الكتابة وحُب التجوال من مدينة إلي مدينة سمعتُ عن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وهي (أم الفنون، والفرق) الموجودة الآن في شارع بن عاشور قرب جزيرة القادسية دخلت ُعضواً بهذه الفرقة سنة 2001 شاعراً ومؤدياً للحركات التعبيرية هذه الفرقة تأسست عام 1963م ضمت كوكبة من ألمع نجوم الفن الشعبي بــ ليبيا وشاركت في جُل الاحتفالات داخل ليبيا وخارجها وتحصلت على ترتيب أولى وجوائز وميدالية ذهبية وفضية كانت ليّ ولازالت الذكريات الجميلة مع الفرقة فقد تجولتُ معهم في بعض المناطق الليبية وتعرفتُ عن قرب على تراثهم وفنونهم وطقوسهم الفنية وكذلك أشعارهم ومفرداتهم التي زادتني قوة وحُباً وشغفاً للكتابة .
ما سبب تسميتك باسم أسير النجع؟
عشقي للنجع والبادية والعادات والتقاليد والقيم التي تربينا عليها من شجاعة وفزعة وكرم وجود هو من أسرني وجعلني أسيراً لهذا التراث المترامي الأطراف الذي اخترته ليكون توقيعي في جميع كلماتي وقصائدي ومسيرتي هذا هو معنى أسير النجع والأســر : هو القيد أي ما يقيد به الأسير والأسر هو القبض على شخص وأخذه أسيراً، والأسير : من يؤخذ في حرب أو معركة، والأسير هو أسير أهوائه ومبادئه وملذاته أي مستسلم لها وأسير التقاليد: مُكبل بقيودهــا والنجع : مكان يحط فيه القوم رحالهم لوجود الماء والعشب، والنجع من النجعة وهي مسقط الغيث والارتحال إلى مكان الخصب والكلأ في أطراف البادية والنجع تراث والتراث هو كل ما وصل إلى أمة من الأمم وشعب من الشعوب ممن سبقوهم من الأجداد أي كُل ما ورثناه عن الآباء والأجداد من ملابس وأدوات مستعملة وفنون وأداب وقيم وأقوال مأثورة وألعاب وحكايات ورقص، فهذا الإرث هو أرث عظيم قد أسرني ولهذا توقيعي هو كان باسم (أسير النجع) .
أول عمل فني شاركتَ فيه ؟
شاركتُ في عدة أعمـــال سواء في الأمسيات أو في المهرجانات وكل أمسية تتخللها كلمات جديدة، وكذلك المهرجانات بكلمات جديدة أذكر أني شاركتُ في تأبين الفنانين الذين أعطوا في مسيرتهم الفنية عمراً مع الفنان إبراهيم الزروق على ركح مسرح الكشاف بقصيدة (هذه طرابلس).
مع من تعامل شاعرنا سواء المخرجين أو الكتَّاب ؟
تعاملتُ وبكل فخر وشرف مع الفنان القدير إبراهيم الزروق في مهرجانات جميلة لازالت في الذاكرة هذه المهرجانات ما هي إلا تكريماً لمبدعين أعطوا لمسيرتهم الفنية عمراً .
عرفنا أن لك عديد المشاركات الفنية ماهي أهم مشاركة تعتبرها سجلت حضوراً مميزاً ؟
في الأمسيتين الشعريتين (سماحة الكلمة) مع نخبة من الشعراء الشباب وهم الشاعر محمد الرابطي، والشاعر وليد الترهوني، والشاعر أحمد الشكري، وفي المهرجانات التي قدمتها على ركح مسرح الكشاف بقيادة الفنان إبراهيم الزروق لاقت استحسان وإعجاب الجمهور والفنانين والمتذوقين للإبداع والكلمة.
قمتَ بإعداد وكتابة برنامج تراثي حمل عنوان (زينك كلام) كيف جاءت الفكرة ومَنْ قدم البرنامج ؟
نعم قمتُ بإعداد برنامج تراثي يتكلم عن الموروث الثقافي الليبي بعد أن تم استضافتي من قبل الشاعرين محمد الرابطي وأحمد الشكري في برنامجهما (زينك كلام) الذي يبث عبر أثير راديو (جنزور أف أم) حيث أن برنامجهما كان معتمداً على قراءة الأشعار واستقبال المشاركات من المستمعين فقط ولكنني غيرتُ فكرة البرنامج إلي برنامج تراثي بحث يحكي واقعاً تراثياً، وسرد قصصي تراثية. تصاحبه الأنغام والموسيقى والأغاني التراثية لتكون دعماً للبرنامج وكان منفذ هذه الحلقات محمد غريبة.
مَنْ مِن الفنانين تغنى بكلمات الشاعر اشرف ؟
تغنى بكلماتي المتواضعة كلٌ من الفنان القدير عبد الله الأسود، والفنان الشاب الراقي عبد الله الفقي، والفنان حمزة سعود، والفنان إدريس أبو مخاطره من المنطقة الشرقية، هذا على صعيد الأغنية أما فيما يخص المسرح فتغنى بكلماتي الفنان جمال أبو ميس والفنان فرج الشريف في مسرحية ما (تفهم شـــيء)، صحبة المخرج والفنان أحمد كابوكا .
هل لك مشاركات خارج ليبيا ؟
نعم شاركت خارج ليبيا في أمسية شعرية في المملكة الأردنية وفي جمهورية تونس .
أغنية قريبة لك تعد المولود الأول من أعمالك الفنية ما هي واكتب لنا مطلع منها ؟
هي أغنية ( شفت منام) والتي تغنى بها الفنان عبد الله الفقي وألحان الفنان عبد الرحيم الفقي توزيع وتنفيذ الموسيقى الفنان ياسر نجم وهي من إنتاج وزارة الثقافة والمجتمع المدنـــــي . تقول الكلمات :
شفت منام أمبارح جاني
منام عجز القلب أيرد نسمع في صوت يناديني يا وليدي يا وليدي رد أني أمك ياوليدي راني
شد أطريف رداي شد نبي نظمك بين أحضاني
مشتاقة يا وليدي رد وشفت منام قاتلها شن حالك يمه
مستا حشك حضنك ضُميني هاتي طرف أرداك نشمه
وما بين ذراعك حُطيني بعدك عايش عيشة غُمه
ما لقيتش حد يواسيني لا خاله عندي ولا عمه
ولا أوخيه ولا ووخي إيجيين شفت منام أمبارح جاني .
في رأيك هل تعد الأغنية الليبية حققت وجود في الوطن العربي ؟
هي لا فالأغنية الليبية تعاني انحدار شديد في الكلمة فقد دخلت مفردات لا تتناسب مع عادتنا وتقاليدنـــا ولكنها فُرضت فنحن أحوج ما نكون لنا أغاني قوية المعنى والمضمون والهدف كلمات لا يخجل منها الكبير والصغير لمواجهة التغريب والغزو الثقافي بالمحافظة على الموروث والتراث ولا سبيل للتصدي لها إلا بإنتاج مثل هذه البرامج.
كلمة لمن يحب شاعر الكلمة وأسير النجع يوجهها ؟
وفق الله كل مبدع وكل هاوٍ وكل عملاق وسدد الله خطــى الأجيــال القادمة وثبتها وثبت أقلامها بالمفردات الطيبة والهادفة والجميلة وأن تتحلى بالقيم والمبادئ الفكرية كما أشكر كُل من عشق حروفي وكلماتي ووقف وقفة طيبة أمام الكلمة ونثر عبير حروفه .