رأي

عطيني عاقل نتفاهم معاه

 

أمين مازن

 

يعود مع حلول العشرين من يناير الجاري السيد جو بايدن إلى البيت الأبيض بوصفه رئيساً للولايات المتحدة بعد أن غادره منذ سنوات أربع و كان يومئذ نائباً للرئيس أوباما الذي خرج بانتهاء العهدتين فيما أخفقت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أمام المرشح الجمهوري ترامب بسنواته الأربع التي اتصفت بالمفاجآت  و انتهت بخسارة الجمهوريين للرئاسة و أغلبية الكونغرس بشقيه الشيوخ و النواب, تلك الخسارة التي قابلها ترامب بمجموعة من ردود الأفعال التي أثارت الكثير من الجدل و لا يعرف أحد ماذا ستفضي إليه مستقبلاً لدى الرأي العام الأمريكي فيما يحل بايدن وسط قراءات سياسية تؤكد أنه لن يكون كما عرفوه نائباً لأوباما و إنما رئيساً له الخصائص التي تميزه و البصمات التي تبقى بعده, خاصة و أن ذلك تلا جملة من المتغيرات التي طالت المنطقة جرّاء القرارات التي أقدم على اتخاذها الرئيس المهزوم مثل الإعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية و تسمية قنصل بأشهر مدنها و أكثرها عمراناً و المشاركة في أضخم مناورة عسكرية في شرق المتوسط دعت إليها و نظمت كل من اليونان و قبرص و فرنسا حيث تستعد تركيا للشروع في التنقيب عن النفط و تفعيل الإتحاد الأوروبي و ذراعه حلف الأطلسي على تطبيق القرارات الرامية إلى حضر توريد السلاح للأطراف الليبية المحتكمة لقوة السلاح و قبل ذلك وقف إطلاق النار بين المتقاتلين و اتخاذ منطقة سرت شاملة الجفرة نقطة فصل لينتقل إليها مقر الحكومة و البرلمان و رئاسة الحكومة بالضرورة, فضلاً عن الهلال النفطي لتؤمَّن من عواقب أي اشتباك قد يأتي مخالفاً للمتفق عليه و برعاية أممية تقدمها المندوبة الأممية بالإنابة و التي هي أصيلة الدبلوماسية الأمريكية و أمنها بالأساس و يؤكد أكثر من مطلع  أنها بصدد استلام مسئولية رفيعة المستوى بل قد لا تغادر مهمتها حتى تفرغ من انجاز الإتفاق المنتظر عن الحوار الذي دأبت عل إدارته بصبر و حنكة و ثقة -على الأرجح- في نجاحه, و لا عجب, فالمعضل الذي ترتب على المشاركة الأمريكية في ذلك الربيع الذي كان فيه الديمقراطيون يحكمون أمريكا, و قد عكسوا على ما اعتراه من سلبيات تردد الرئيس أوباما و تعاطف وزيرة خارجيته مع قوى لم تتردد في الإساءة للأمريكيين قبل غيرهم عندما استغلوا ذلك الدبلوماسي الذي جوزئ بجزاء سنمار, و من غير المنطقي أن يهمل الديمقراطيون و هم يعودون لحكم أمريكا ما تجرعوه من كؤوس المرارة و ما لحق مثلهم الليبيين قبل غيرهم, فإذا ما قُدِّرَ لهذه العودة أن تؤدي إلى شيء من الحكمة الباعثة و لو على القليل من الأمل سنقول نعم للعودة, و في جميع الأحوال قال الأقدمون «عطيني عاقل نتفاهم معاه و لا غافل ناكل رزقه»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى