الرئيسية

رسوم الأطفال المدمرة والمسلسلات الهابطة

 

محمد بن زيتون

نلاحظ خاصة في قنواتنا الفضائية (العامة والخاصة) عرض الرسوم المتحركة المستوردة التجارية كثيرٌ منها يحمل مضمونات هدامة ويشطح بخيال علمي غير محدود; وغير مدروس من إختصاصيين متخصصين في الدولة حتى نضمن إختيار القصص الهادفة التي تربي النشء على الخلق الكريم وحقوق الإنسان والعُرف والدين وإحترام البيئة وكثير من القصص الخيالية التي تشجع على القتل والجريمة وبعيدة عن الواقع كالطيران وتحطيم الصخور وغيرها مما يشجع الطفل على مباهاتها وتقليدها وسمعنا بسقوط عديد الأطفال جربوا الطيران وتأذوا بكسور ورضوض, كذلك يجب الحرص على عرض الرسوم التي تفيد الأطفال وتنمي فيهم المهارات اللازمة وتبعث الأمل والتطلع لغد مشرق وتكون حافزاً للطفل أن يكون له هدف في المستقبل لخدمة الإنسانية والتحلي بإخلاق الإسلام الحنيف الوسطي دون تشدَّد وفرط أو تفريط .. نجد اليوم قصص الأنبياء كبادرة طيبة في كثير من القنوات الفضائية العربية ويا حبذا تكون على غرارها قصص الصحابة حتى يقتدى بهم  الأطفال في أخلاقهم وتعاملهم, ويمكن إختيار قصص (كليلة ودمنه) مثلاً, وعلى شاكلتها لما فيها من مواعظ وتربية وتعليم وترفيه حسن كذلك بعض القنوات تعرض رسوماً علمية قد تنمي إدراك ومواهب الطفل وتغذي عقولهم علمياً.

يجب على القنوات خاصة الليبية الإقتداء بقنوات جزائرية مثل (الفجر, والشروق) وغيرهما في التقيد بعرض المسلسلات والبرامج العائلية التي تحرص على حذف اللقطات والعبارات المسيئة للخلق والدين والعُرف حتى يمكن للعائلة متابعة المسلسلات التاريخية والتي تصيغ البطولات لقادة وزعماء وعلماء وفقهاء ليمكن متابعتها من الجميع وتتم الاستفادة منها وتكون مثالاً طيباً للناشئة وترفيهاً جميلاً للعائلات التي لا تجد مكاناً لائقاً تتنزه فيه; وتتوفر كثيرٌ من المسلسلات التاريخية مثل (تأسيس الدولة العثمانية, ونهوض دولة السلاجقة), وغيرهما من المسلسلات الهادفة لمكافحة الإرهاب والذود عن حمى الوطن, كذلك الأشرطة الوثائقية عن الطبيعة والصناعة والحرف والسياحة وحياة الشعوب وعاداتهم وغذائهم وحرفهم, وأماكن السياحة المفيدة للتعرف عليها من قبل المشاهدين .

على القنوات الإبتعاد عن تكرير البرامج والمسلسلات خاصة الهابطة التي تجعل المرء يلعن القناة وأصحابها ويقفلها نهائياً, لا ننسى أن عدم التقيد بمراعاة الخلق القويم والدين والعُرف وتربية النشء على أصول ومعايير صحيحة يعد جريمة أخلاقية وإعلامية خطيرة تخلق جيلاً, ومشاهداً لا يتحلى بأدنى أدبيات التعايش مع المجتمع وينشأ على حب الجريمة والقتل وتعاطي التدخين والمسكرات والمخدرات وبالتالي يجعله غير مفيد لمجتمعه ووطنه ودينه ولا يرجى منه فائدة بل تزيد من معدلات الجريمة والجنح ومظاهر التعصب والفساد والتطرف وعقوق الوالدين وضياع أواصر الأخوة والقرابة والتقارب مع المجتمع ككل, يجب على مسؤولينا إن وجدوا في قطاعات التربية والتعليم والإعلام والثقافة ومديري القنوات الإعلامية الاهتمام بالطفل والاهتمام بمواهبه في ظل هذه الظروف القاسية والصعبة والعمل على امكانية أن يشعر المواطن بشيء من الرضا والارتياح على أعمال تراعي شعوره وإهتمامه وعليهم إجراء استبيانات فصلية عن ذلك. واللّه من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى