ليكن حس الظن في محلِّه
أمين مازن
أجمعت الدول المنخرطة في المسألة الليبية لما تراه مؤثراً عليها دون شك، على إبداء ارتياحها بتوصل المتحاورين الليبيين في جينيف إلى الفراغ من تشكيل السلطة التنفيذية التي اقتُرِح لها مجلس رئاسي من رئيس و نائبين و رئيس للحكومة يُشترَط ألّا يكون من ذات الإقليم الذي ينحدر منه رئيس المجلس إلى آخر ما نصّت عليه مخرجات برلين، و قد حددت المندوبة الدولية بالإنابة فترة ثلاثة أسابيع للمُكَلَّف برئاسة الحكومة كي يُشكل حكومته و يقدم برنامجه لنيل ثقة مجلس النواب المُنضَبِطة هي الأخرى بأجل و بديل حُدِّدَ في لجنة الحوار حالة ما أن لاح في الأفق ما قد يُحَوِّل هذا الإستحقاق إلى فرصة لممارسة السلطة تحت مبرر الأمر الواقع و التي كان من نتيجتها الوصول إلى الإحتراب الذي جرَّ من الخسائر ما كان ظاهراً في الحرث و النسل فإن ما لا يزال خافياً ليس من أحد قادراً على معرفة أبعاده، اللهم إلا رحمة الله و ما أودعه لدى الخُلص من عباده ممن نتعشّم أن يكون أولو الأمر الجدد من بينهم، و إذا كانت مسئولية المساهمة في تناول ما يتيسر الإطلاع عليه من شئون البلد عبر هذا الفضاء و ما يتيسر بفضل الله من الثقة في النفس تسوغ الإنضمام إلى الذين أبدوا ارتياحهم لاختيار هذا الفريق فإن الأمل وطيد في عدم الإنصات إلى الأصوات المحبطة و لا الأخرى التي تزين البداية من الأصعب و إنما المضي حكومتا، نحو الأساسيات المتمثلة في الكهرباء و لقاح الجائحة، و رئاسياً باختيار الأيسر في دسترة الإتفاق و تعديل الإعلان الدستوري لتفادي شرك الإستفتاء على مسودة الدستور و هو التوجه الذي لا يدفع به سوى من يسعى لإطالة عمر الأزمة و لعبة الأمر الواقع، فإذا ما تفطّن الفريق إلى تفادي أي التزامات مالية تمليها التعيينات المختلفة و المشروعات التي تحتاج إلى السنوات و ليس الشهور العشرة، و إذا لم يجدد لأي دبلوماسي انتهت دورته و لم يعين آخر تفرضه القرابة أو المصاهرة أو الحزبية في بلد لا تخفى فيه أصوات طنين الذباب، و إذا ما استُثمِرَت الرعاية الدولية لصون مصالح الناس و تقصير فترة الحكم فإن قبائل المْنِفَة و الطوارق و معدان و الزاوية قد تسعد بوجود من يرفع الرأس بالزهد في السلطة و الحرص على البقاء بين الناس و الترفّع على التقاط الصور و أعياد الميلاد و الإحتفاء بالأحفاد على حساب البلاد، و إذ ذاك سيكون ما ساد الجميع من الإرتياح في محله فقد قيل قديماً ألسنة الناس أقلام البارئ.