كثر من تسعة عقود هي العمر الزمني لمعرض طرابلس الدولي لذا فهو الاقدم عربيا وافريقيا وقد ادرجت بوابته التاريخية بسجلات اليونيسكو لاحتفاظها بمعالمها القديمة و احتضن المعرض طيلة هذه العقود دوراته السنوية التي كان لها الدور الأبرز في التعريف بالمنتج المحلي إلى جانب استضافته السنوية للمشاركات الأجنبية التي اكتظت بمنتجاتها اجنحته في كل دوراته السابقة … ولكل ذلك فقد مثل مبنى معرض طرابلس الدولي رمزا ثقافيا كونه أحد المعالم التاريخية لمدينة طرابلس علاوة على كونه فضاء اقتصاديا لعرض وتسويق المنتجات المحلية والأجنبية ويضاف الى ذلك ما تمثله دورات المعرض ومرافقه الترفيهية من متنفس يقصده الليبيون من كل المدن للتنزه و الترويح عن انفسهم … وتضعنا الأهمية المركبة لهذا الدور التاريخي والاقتصادي والسياحي في صورة العديد من الأسئلة التي نطرحها في حوارنا هذا على الاستاذ صلاح الدين الهادي حمزة رئيس لجنة إدارة الهيئة العامة للمعارض فإلى نص الحوار ..
وداد الجعفرى
– مبنى معرض طرابلس الدولي يعد من المباني الأثرية في ليبيا لكنه لم يلقى اهتمام بالصيانة الدورية .. لماذا ؟
معرض طرابلس الدولي تم إنشاؤه في عام 1927م وكانت اول دورة له في عام 1929 ، ويعتبر من أقدم المعارض في الدول العربية وشمال أفريقيا ، ومرت عليه حقبة من الظروف والأزمات والحروب العالمية فقد استغل كمعسكر لإيطاليا أثناء الحرب وتوقف لفترة نتيجة لمشاكل في الدولة الليبية ، وتعتبر بوابة المعرض التاريخية تراث مسجل في اليونسكو .. ، وبخصوص الصيانة فقد خاطبا مرارا الجهات المسئولة لصيانته باعتباره مرفق اقتصادي كما أن أرض المعرض صغيرة ولا تتسع للنشاطات المقامة عليها ولا الاعداد الكبيرة من الزوار وعدد السيارات ، والهيئة العامة للمعارض سعت بامكانياتها المحدودة لصيانة المعرض مع العلم بأن ايرادها ذاتي ولا علاقة لها بخزينة الدولة وقد أثرت الحروب والأزمات سلبا على الإيراد الذي كان بمستوى ممتاز في الظروف الطبيعية .
، ومع هذه الظروف فنشاط الهيئة مع المعارض مستمر وإيراد المعرض قل لسبب آخر وهو عدم مشاركة الدول الأجنبية زد على ذلك جائحة كورونا وقد كنا نعول على الدورة 47 لسنة 2020 واعددنا ديكور للاجنحة والشركات الا انه تم مخاطبتنا يوم 25 _ 3 تقريبا من العام الماضي من الرئاسي بايقاف نشاط معرض طرابلس الدولي وجميع النشاطات في ليبيا خوفا من الازدحام باعتبار أن معرض طرابلس عدد زواره كبير ولا نستطيع أخذ الاحترازات اللازمة للوقاية من الجائحة .
قاعات معرض طرابلس قديمة ولا ينفع معها صيانة كما يقال ( القديم لا ينفع معه ترقيع ) ونتمنى أن تستقر البلاد ، وسيقام معرض جديد يتناسب مع العرض ويقام معرض ثقافي اقتصادي به حدائق وقاعات جيدة والمعرض ايراده ذاتي منذ عشر سنوات ولا يأخذ شيء من الدولة الليبية ويغطي مرتبات 130 موظف ..
– دور مصلحة المعارض في التعريف بالمنتج المحلي دوليا . اين وصل ؟
يلعب معرض طرابلس الدولي دورا كبير في التعريف بالمنتج المحلي حيث يعتبر حلقة تواصل ما بين التجار الليبين ورجال الأعمال والمناطق المشاركة لعرض منتجاتهم وعقد الصفقات ومن سنة 2014لم يتم مشاركة شركات أجنبية وكل المشاركات كانت محلية والحمد لله تم إقامة دورات رغم ظروف الحرب بالمشاركات المحلية للتعريف بالمنتج المحلي سواء اثاث او اتصالات او تمور او اي سلعة أخرى تم عرضها لرجال الأعمال او التجار وعقدت الصفقات مع التاجر الليبي او الشركة الليبية بهذا الشأن .
– ماهي أسباب وآثار تعطل إقامة بعض الدورات السنوية للمعرض ؟
في سنة 2011اقمنا دوره في شهر أبريل 2012 وكانت دورة ورائعة وحققت إيراد جيد جدا وفي 2013كانت الدورة 41 وهي ممتازة وشاركت معنا شركات ودول الا انه وللاسف من 2014 توقف نشاط الهيئة العامة للمعارض بسبب رجوع سفارات وشركات أجنبية إلى دولهم ولم يبقى في ليبيا الا الشركات المحلية ومع هذا اقمنا الدوره الأربعين والواحد والاربعين والثالثةوالاربعين والخمسة والاربعين والسادسة والاربعين في نفس التوقيت بشهري 2_4 من كل عام وكانت آخر دوره 2020 والديكور جاهز وكانت الأمور جاهزة الا انه جاءنا منشور بايقاف النشاط لانتشار جائحة كورونا شهر 3 وتم إيقاف هذه الدورة بناء على كتاب وصل الهيئة العامة للمعارض ولم تقف دوراتنا إلى سنة 2019 وإضافة إلى تنظيم بعض المعارض التخصصية مثل الثقافة والتمور والصناعات التقليدية والأسر المنتجة ونشاط المعرض لم يتوقف باعتباره ايراده ذاتي ويغطي مرتبات الموظفين .
– ماهي خطتكم بشأن تطوير منتسبي الهيئة والاستفادة من الخبرات الدولية بالخصوص ؟
الحقيقة نحن أعددنا ميزانية لتطوير موظفي الهيئة المعارض وفيما سبق تم ارسال 70 موظف إلى دورات خارجية لتونس للاستفادة الا ان الظروف الآن تحول دون ذلك بسبب ان الهيئة العامة للمعارض لا علاقة لها بخزينة الدولة الليبية ولم يتم دفع أي دينار للهيئة العامة للمعارض خلال الفترة من 2012حتى يومنا هذا وايراد الهيئة ذاتي مثل الشركة الخاصة .
حتى الموظفين اللي انقطعوا عن العمل تم ايقاف مرتباتهم فليس من المعقول أن يكون زملائهم يشتغلون وهم لا يشتغلون .
ولن يعد بأي كتاب الا بعد دراسته من المكتب القانوني .
– لماذا لا نرى فروع للهيئة في أكثر من مدينة ليبية كما هو الحال في طرابلس؟
لدينا فروع وفرع مصراته يشتغل جيدا والفترة الماضية اقيم هناك معرض ولدينا معرض سبها ومعرض بنغازي ومعرض مصراته ومعرض طرابلس والظروف الأمنية في الجنوب حالت دون إقامة معرض والان معرض مصراته يشتغل ومعرض طرابلس يقام في جميع دوراته دون توقف من سنة 2012حتى 2019 وتوقفتا في جائحة كورونا فقط .
– هل هناك دورة قادمة للمعرض وماهي الاستعدادت بالخصوص؟
تم مخاطبة اللجنة الاستشارية لجائحة كورونا ومازلنا ننتظر الرد ونحن على تواصل معهم ولانستطيع أن ننظم أي دورة مالم نتحصل على الموافقة من اللجنة الاستشارية لجائحة كورونا باعتبار انها الجهة المختصه.
ونحن مستعدين لإعادة نشاط الهيئة
ولقد بادرت الهيئة العامة للمعارض بإعطاء مخازن لتخزين الأدوية والمعدات الطبية خدمة للمواطن الليبي .
– هل لديكم تنسيق مع رجال الأعمال والغرف التجارية ؟
طبعا يشاركوا معنا في كل عام ويتم إعداد ندوات ومؤتمرات سواء كانوا الغرف او مجلس رجال الأعمال..
– هل هناك ما تودون اضافته؟
نتمنى من الدولة الليبية الاهتمام بصناعة المعارض .
وادعو لليبيين بالهنا والاستقرار
واشكركم لوجودكم معنا ..