رأي

أطرابلس .. تاريخ و أصل التسمية

 

 

خالد الهنشيري

‎ذكر «الطاهر أحمد الزاوي الطرابلسي» في كتابه، (معجم البلدان الليبية) أنها مدينة فينيقة قديمة، أحتلها القرطاجيون سنة 795ق.م، زمن انشغال الليبيين بالحرب مع المصريين، تعد أحد المراكز الفينيقية الأربعة التي إنشاؤها على الساحل الإفريقي وهي: قرطاجنة صبراتة وأويا ولبتس مانيا-لبدة، يقال إنها أنشئت في زمن قرطاجنة، ولم يحدَّد أحد تاريخ إنشائها، وأول من بنى سورها  «أسفاروس» قيصر الروم .

‎وفي أوائل القرن الثالث الميلادي أطلق عليها اسم «تريبولتانوس» وهذه الكلمة تفيد معنى إقليم المدن الثلاث، (صبراتة وأويا ولبتس مانيا –لبدة)، وعندما كانت لبدة في أوج عظمتها ونفوذها كانت أويا –طرابلس- بالنسبة لها شيء لايذكر، وفي سنة 24 ق.م حدثت غارات من الجرمنيين سكان جرمة بفزان على لبدة كانت سبباً في تأخرها، ومنذ أن أخذت في التأخر أخذت طرابلس في التقدم حتى أصبحت عاصمة الإقليم كله، وأطلق عليها ما يفيد ذلك، وهو كلمة (تريبوليتانوس) ويظهر مع طول الزمن غيرت إلى تريبولي وتعني أيضاً ثلاث مدن (أويا وسبراتا ولبتس مانيا)، فإذا أرادوا الإقليم كله قالوا تريبولي.

‎وكلمة طرابلس ينطق بها الطرابلسيون هكذا طرابُلسُ طرابُلسْ أطْرابُلس، بهمزة قبل الطاء وبضم الباء واللام، وهذا هو الاسم العربي الذي سميت به منذ سنة 22 هـ، وجاء في جواب «عمرو بن العاص» إلى «عمر بن الخطاب» في المدينة بعد أن فتح «شروس» عاصمة جبل نفوسة حينها:- ( إن الله قد فتح علينا أطْرابُلس وليس بينها وبين إفريقية إلا تسعة أيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن يغزوها ويفتحها الله على يديه فعل).

‎فكتاب بن العاص صريح بأنها أطْرابُلس، وهو أول اسم عربي أطلق عليها، ويفهم من خطابه أيضاً أن هذا الاسم يطلق على القطر كله لأنه كتبه بعد أن فتح سرت ولبدة وأطْرابُلس وسبراتة ، ووصل إلى شروس عاصمة جبل نفوسة، ومنها كتب الجواب وعبر بكلمة أطْرابُلس على كل هذه المنطقة ولم يذكر بلداً غيرها من بلاد كل هذه المنطقة ووجود حرف السين في أطْرابُلس يدل على أنها تعريب لكلمة «تريبوليتانوس» لأن كلمة تريبولي ليس فيها حرف السين.

‎وقد وصفت طرابلس في الزمن الإسلامي بحسن النظافة والتنسيق وجودة البناء، ووصفها بعض المؤرخين بأنها كرقعة الشطرنج ويسمونها المدينة البيضاء لبياض بنائها وكنا نشاهد بياضها من ساحل بحر الحرشا على مسافة خمسة وأربعين كم، كما وصف أهلها بالكرم والشجاعة وطيب النفس وإكرام الضيف واحترام العلم والعلماء.

‎وجاء في تقرير فرسان القديس يوحنا في وصف طرابلس مايلي:- (طرابلس صافية الأديم وهواؤها صحي، وهي غير معرضة للأمراض السارية ويبلغ محيط سورها 3728خطوة ، ثلثاه يطل على البحر والثلث الآخر يشرف على البر ويحيط بالقصر خندق عرضه 44 خطوة وعمقه قصبتان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى