الليبي للدراسات الثقافية ينضم ندوة حول المشروع التنوع الثقافي
في النهج الثقافي :
الليبي للدراسات الثقافية ينضم ندوة حول المشروع التنوع الثقافي
عقدت مساء الإثنين الماضي ندوة فكرية اقامها المركز الليبي للدراسات الثقافية بدار حسن الفقيه بطرابلس بحضور عدد من المهتمين والمثقفين والإعلاميين، وأدار الندوة الكاتب والشاعر صالح قادربوه ثم فتح بعدها باب المشاركات بالندوة.
وكانت أول مداخلة صوتية للباحث حسام الثنى بعنوان : (تعزيز التنوع وإدارة الشخصية) طرح خلالها بعض الأفكار في رسم السياسات وفق التنوع الثقافي ودور الثقافة في ترسيخ القيم السياسية بالدولة .
مشيرا أنه «بعد سبعة عقود، هي في الواقع عمر الدّولة الوطنيّة في ليبيا، لا يبدو لنا أنّ القائمين على صوغ السّياسات الثّقافيّة للدّولة اللّيبيّة قد أخذوا إشكالَ التّنوّع الثّقافيّ للمجتمع مأخذَ الجدّ» .
واوضح الثنى أن القائمين على تلك السياسات قد اختزلوا الشّخصيّة المجتمعيّة في مكوّنات محدّدة تكاد تُلخَّص في ثقافة الدّين الإسلاميّ (بمذهبه المالكيّ) والثّقافة العربيّة، وأهملت البحث عن عناصر الشّخصيّة اللّيبيّة الأخرى من مصادرها المتنوّعة كالمذهب الإباضي والدّين اليهوديّ، والثّقافات الأمازيغيّة والتّارقيّة والتّباويّة والشّركسيّة والغريتليّة والمورسكيّة وغيرها.
كما ناقش في مداخلته مشروع تعزيز الدّولة اللّيبيّة لعناصر التّنوّع الثّقافيّ المجتمعيّ وعلاقته ببناء الشّخصيّة الثّقافيّة الجامعة للمجتمع وإدارتها، مستحضرًا في ذهنه سؤالًا:
هل تعزيز – وبلورة – أشكال التّنوّع الثّقافيّ في ليبيا هو أمر ممكن في غياب مشروع لبناء شخصيّة ثقافيّة جامعة للمجتمع اللّيبيّ؟
وأيضًا من الصيغة المقلوبة للسّؤال ذاته:
هل تشكيل شخصيّة ثقافيّة جامعة للمجتمع اللّيبيّ قائم دون تعزيز – وبلورة – أشكال التّنوّع الثّقافيّ اللّيبيّ؟
كما قدم الدكتور/ علي ارحومة ورقة عمل حول الجانب (التكنولوجيا في المشروع الثقافي والتنوع) والتطرق لملامح دور المعلوماتية في المشهد الثقافي والتنوير ووظيفة الثقافة ومجالاتها تحدث أيضا توالد الثقافة ما بعد التكنولوجيا في الإنتاج المعرفي والتغير والانفتاح والإطر الثقافية وفق تطور الإنسان باعتبار العامل التكنولوجيا هو العامل رئيس الذي يهمن على العوامل الأخرى التي تقود للتغير الأمر الذي افرز إلى السابق الدولي في صناعة الثقافة وحفظ الذاكرة والتوظيف والتجديد والنسخ وكافة العمليات التقنية مونوها اننا نعيش اليوم حضارة الرقم والاكترون وتتجه وتتسارع لأن تسيطر على المجتمعات المختلفة صنعا وإدارا وفمرا وسلوكا.
وقدم الشاعر صالح قادربوه رؤية المركز في مسألة التنوع الثقافي مؤكدًا على ضرورة انطلاقها .
من ركيزة أساسية هي الاستناد إلى قيمة (المعرفة)؛ فالحديث حول الثقافات المحلية ضمن كيان الهوية العام لا يستقيم من وجهة نظرنا إلا بانتهاج الخط الذي يعتد بالتركيب الوطني القائم على إزاحة خرافة تفوق ثقافة ما داخل كيان هوياتي على ثقافة أو ثقافات أخرى داخل هذا الكيان نفسه مع فهم خصائص كل منها على حدة .
مشيرًا إلى أن (استثمار التنوع ذاته في خطط التنمية المكانية ونشر وتعميق حالات الإبداع في بنية خطابنا العام بدل التعامل مع لغة وتراث وفنون مجموعة عرقية بمنهج الاحتفاء المبالغ أو التهميش المقصود أوالارتباك المنهجي على صعد الدراسة والتصدير أو التغليب والإقصاء الرمزي ، وهو ما يدعو ضرورة إلى الارتكان للعقل ومشتركات المصير الإنساني وتاريخ الحراك المجتمعي لمعالجة طرق التعامل مع الثقافات المكونة واستبدالها بطرق استثمار هذه الثقافات كونها من أوليات النسيج الواحد دون إلغاء الوعي بتميز كل منها جماليا).
وفق هذا المنظور يرى قادربوه أن طرحًا كهذا يستدعي تغليب قيمة المواطنة على حالات الانحياز الجهوي أو الاثني أو اللغوي ، فلا امتياز للعرب على (الأمازيغ والطوارق والتبو)، والعكس صحيحًا، حتى أن وضع مقابلة بين هؤلاء وهؤلاء وكأننا بصدَّد هويتين منفصلتين تماما ومتنافستين أو هويات مختلفة متنافرة أو متناحرة وفي أفضل الأحوال لا تتقاطع تبدو منهجية ناقصة معرفيا وذات هدف سياسي لإغفالها سياق التكوين الوطني وبنية الهوية الليبية .