نرحل اليوم مع فنان يعد قامة من قامات الفن الليبي الأصيل إنه صاحب الصوت الشجي الفنان لطفي العارف الذي غاب عن الساحة الفنية فترة طويلة غاب فيها عن الفن والغناء ….
بعد غياب عاد والعود أحمد للغناء ليواصل مشواره مع النجومية الذي بدأه قبل نصف قرن تقريباً, بداية من دراسته في معهد «جمال الدين الميلادي»
ثم انضمامه فيما بعد لفرقة (طلائع النصر) وانفصاله عنها, مروراً بانفراده وتميُّزه في غناء اللون العاطفي ليستقر به الحال مع فرقة (الشروق) للمألوف والموشحات مع الراحل مفتاح جرود وفناننا لطفي كان من بين الفنانين الذين تصدروا الصفوف الأولي للفن الليبي الأصيل ….
لقد كان في البداية يمارس مهنة الصحافة حيث يهواها بشغف رغم الإمكانات البسيطة رغم أن الكثيرين لا يعرفون هذا عن الفنان لطفي .
الرحلة لأول مع مشوار حياته
بدايته كانت منذ الطفولة مع الأستاذ الراحل عبدالله كريسته من خلال برامج الأطفال, ثم التحق بالنشاط المدرسي وشارك بعدها مع الفنان الراحل كاظم نديم والأستاذ الراحل عامر الحجاجي في برامج لهما, واستمر نشاطاته من خلال النشاط المدرسي ثم أصبح مدرسًا لمادة الموسيقى والنشاط المدرسي كان يعده مهماً جداً ويراه النَّواة الأولي.
هذا النشاط كان في العام 1968 وكان معه مجموعة من الشباب حينها من بينهم الفنان راسم فخري الذي شارك معه في مهرجان في الجزائر بداية سبعينيات القرن الماضي, ودرس في معهد الموسيقى وفي الوقت ذاته في معهد المعلمين.
رحلة ثانية لعالم الفن ..
بداية الانطلاقة كانت في عام 1974 سافر الفنان لطفي العارف إلى تونس للمشاركة في أحد المهرجانات, وكان المسؤول عليه يومها الراحل الفنان كاظم نديم, وفي العام نفسه قدم له الفنان الراحل كاظم نديم أغنية يقول مطلعها «ياعيوني وين غربتوني خدتوني وما رديتوني»
وبعد هذه الأغنية أصبحت تتوالى بعدها الأعمال الفنية عليه, منها مشاركته في العمل الرائع (رحلة نغم) مع الفنان الراحل محمد حسن وثم تغنى للموسيقار علي ماهر مجموعة أعمال من ضمنها أغنية بعنوان «حنيت» ويقول مطلعها «حنيت للبلد والوطن», التي تحكي عن حالة حنين التي يعيشها المتغرب وهو بعيد عن أهله وبلاده.
وكانت أغلب أعماله ونشاطاته لم يكن الهدف منها الربح المادي, بل كانت من أجل الفن والرسالة التي يحملها فقط لا غير بمعنى أن الفن لم يكن بالنسبة له كجيل كامل, كان معه يسعي للارتزاق أو مجرد وظيفة لا بل كثير من الأعمال التي قدمها ذلك الجيل من أهل الفن اليوم الذين من بينهم فناننا العارف حيث يجد أنهم يصرفون على أعمالهم من مالهم الخاص.
أغنية «حنيت» أو «كيف ننسى» التي غناها مصطفى طالب وغيرهما .
كما كانت له مشاركة في المهرجان الأول للأغنية الدي نظم في العام 2001 من ألحان الراحل عبد الباسط البدري بعنوان (ماني قليل ولوع)
وكان ولا يزال الفنان لطفي العارف يجد نفسه في المألوف والموشحات ويعده متنفساً له إلى جانب أن له ضمان وجوده بقرب جمهوره خاصة عشاق الفن المألوف والموشحات ….
وعلى ذكر فرقة المألوف والموشحات كان أيضا الراحل والدي رحمة الله عليه المنشد سالم صالح عبيد الذي كان من بين المؤسسين لفرقة المألوف والموشحات مع الفنان الراحل حسن عريبي ويعد كذلك صديقاً حميماً للفنان لطفي العارف .
ويردَّد لطفي أنه من المعروف أن الفنان لو ابتعد فترة عن جمهوره ينتهي ويتم نسيانه.
وهكذا تظل الرحلة مستمرة مع الفنان لطفي العارف الذي قدم فنا جميلا وأصيلا يحمل أصالة ليبية لها أصوال منبثقة من جذور أجدادنا .
سيبقى معنا العارف بذلك الصوت العاطفي الراقي بجماله وحسه الفني الهمس بألحانه المَّميزة.
له تحياتي وأطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية .