أن سبب تسميتها بليلة ” القدر ” هو تقدير الله سبحانه و تعالى ما يشاء من مقادير السنة إلى ليلة القدر في السنة الهجرية القادمة ، قال الله تعالى : (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) ) سورة الدخان .
ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، و قد ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول صل الله عليه و سلم قال ” فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ ” ، و قد اختصها الله سبحانه و تعالى بشأن عظيم و هو نزول القرآن الكريم قال الله تعالى ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ” سورة القدر الآية (1) .
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه قالت ” كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ و يقولُ : تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ” ورد في صحيح البخاري ، الحكمة وراء اخفاء ذكر ليلة القدر هو تحفيز المسلمين على القيام بالأعمال الصالحة طيلة شهر رمضان المبارك و خاصة في العشر الأواخر ، و الصلاة ، و العبادة و ذكر الله سبحانه و تعالى ، و قراءة القرآن الكريم ، و الدعاء و التسبيح و سؤال الله العتق من النيران و التعوذ منها ، و الإكثار من الدعاء لله عز وجل ” اللهم إنّك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني ” ، و قد رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: ” قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي ” .
فضل الأعمال الصالحة في الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك :
كان رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام يجتهد في ليلة القدر بالعبادات و الطاعات ما لا يجتهد في غيرها ، فعلى المسلم القيام بالأعمال الصالحة في بيته و الحي الذي يسكن فيه و في المجتمع و ذلك لما في ليلة القدر عظيم الأثر الحسن في الدنيا و الآخرة ، إخراج الصدقة في كل ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل ، فأجر العمل الصالح فيها أفضل من أجر العمل مدة ألف شهر قال الله عز وجل : ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ” سورة القدر الآية رقم (3) ، و قد روت السيدة عائشة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه و سلم ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه و سلَّمَ ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ ) متفقُ عليه .
اعداد : فاطمة الثني