ثقافةمقابلات

الصديق نصر يناقش اسباب التدني المعرفي

 

كتب : عبدالسلام الفقهي

نظم مجمع اللغة العربية بمقره السبت, محاضرة للباحث الدكتور الصديق بشير تحت عنوان (المطالب العالية في اثارة ملكات التفكير)، ادارها الدكتور محمد  بالحاج نائب رئيس المجمع بحث خلالها الاجابة عن السؤال الرئيس في موضوع ورقته وهو :كيف ننشئ جيلا مفكرا في مدارسنا وجامعاتنا ؟ .

وتناول المحاضر في حديثه الاطر العامة الحاكمة لمبدأ التفكير الحر او النظرة خارج الصندوق , مقدما في ذلك نماذج من مشاهداته ورحلاته العلمية  وكذا ما سمعه من زملاءه واصدقاءه حول مفارقات الرؤيا بيننا والاخر الاوروبي على مستوى البناء المعرفي للطالب وسبل تنمية مهاراته البحثية   .

وأضاف أن لذلك ارتباط بتنشيط الملكات الكامنة فينا كبشر ,و بالرجوع الى بيئتنا الشرقية نلاحظ فشل الاساتذة والاكاديميين في الرفع من قدرات طلابهم بحكم انهم ضحايا لهذا الاخفاق وبذا ظلت الاساليب ذاتها والنتيجة حتما ستكون مترجمة لهذا المسلك .

وعدد الباحث بعضا من تلك الملكات والتي تصل في مجملها الى 42 ملكة بحسب رأي احد المتخصصين , منها على سبيل المثال ,( الخيال ) اذ أن الكثير من الاكتشافات والنظريات العلمية والفلسفية التي غيرت من انماط حياتنا على هذا الكوكب تكونت في مادتها الاوية من رحم الخيال الذي يعمل  على صياغتها و تشكيلها بل ووضع تصورات مستقبلية لها في برنامجها العملي .

واشار الى التفكير كمهارة لازمة ورافعة لوضع تلك التصورات على منصة البحث والمناقشة وهو العنصر الخادم في فتح افاق وابعاد الموضوع المستهدف , يتبعها مهارات (التأمل ) و(الحدس) و(الذاكرة ) , كذلك توقفه عند مسألة (النقد ) خصوصا في منحاه الادبي , والذي يراه خاضعا احيانا للمجاملة على حساب اظهار الجوانب الخفية او المستترة عن القارئ .

ومن جانب اخر تناول عددا من الملكات  الكامنة في داخلنا  ما يتوجب استثارتها او تنشيطها لتحقيق اضافة مغايرة مثل الخيال , والنقد , والتأمل , والحدس , والذاكرة ..الخ , وعلل في شرحه لأسباب غياب فعاليتها في جامعاتنا الى الاساليب التقليدية في التوجيه  والرؤيا الضيقة في وضع الخطط البحثية  .

واوضح المحاضر  بعض الاثار المترتبة عن تعطيل ملكات التفكير على الانشطة العقلية والادبية على وجه الخصوص وساق مثالا على ذلك ما نراه في بعض الكتابات النقدية التي تتجه للإطراء بدل اظهار الثغرات التي غفل عنها النص .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى