رأي

عبدالمولى لنقي أبرز الذين قدموا شيئاً.. لأمين مازن

 

 

ودعت مدينة بنغازي في الثلاثين من دسيمبر الوجه الوطني البارز السيد عبدالمولى لنقي عن عمر ناهز التسعين سنة كان فيه دوماً شيديد الإنشغال بما يشهد الواقع من الأحداث ، والحريص القوى على التواصل والتنزه عن كل ما يشين منذ أن اختار التخلي عن الوظيفة العمومية التي كان من بينها العمل في ديوان رئيس الوزراء في ستينيات القرن الماضي ليخوض المعركة الانتخابية للهيئة النيابية الثالثة التي كتب له الفوز فيها بالعام الستين ، ليكون بين النواب ذوى الحضور الممميز والرأي المختلف ، عند ما شهد ذلك المجلس أعنف المناقشات ، مثل مالوحظ على الحضور الإيطالي لمعرض طرابلس الدولي في دورته الأولى بدولة الاستقلال والذي بدأ في الباخرة وقفت أمام الشواطىء الليبية في هيئة ذكرت بالغزو الإيطالي عندما جاء من البحر في العشرية الأولى من ذلك القرن ، وقد زاد في التحسس منه ديكور  الجناح الإيطالي الذي اختارت له ادارة المعرض مكان المغادر للداخلين وقد جاء هو الأخر على هيئة باخرة زادت من تلك الحربية مما دفع الكثير من النواب الذين كالما حذروا من أن تتبع وحدة البلاد للإيطاليين كي يعودوا لطرابلس خلافا لماعاهدت به بريطانيا من عدم السماح لهم بذلك إنه الحس الذي كان الشاب عبدالمولى وهو يدخل مجلس النواب لأن يكون في مقدمة الذين اصطفوا لمعارضة الحكومة للتعريض بما حمله افتتاح المعرض من تلك المعاني والتي زاد من وقعها الفساد الذي رافقت تنفيذ طريق فزان وماحملته من معاني التساهل مع بعض الشركات المنفذة فان اقصاء الحكومة ومجيء أخرى شغل فيها عبدالموالي لنفي منصب وزير العمل وكان مثالاً لمناصرة العمال وحركتهم النقابية المعادية لاتحادالعمال المحمي من السلطة والشركات الأجنية ، انها المرحلة التي امكن فيها تعديل قانون العمل لصالح العمال والدفع بحقوقهم في الأضراب والتنظيم النقابي المستقل انها المناصب التي كان السيدعبدالمولى على رأس الساعين لها والحريصيين على زيادتها والتي لم يتجاوز غيرها طيلة حمله لحقيبة وزارة العمل لأول مرة في حياته أو آخر مرة يحمل فيها ذات الحقيبة ، حيث لم يتطلع لأي موقع إلى أن قرن خروجه بتأسيس مكتبته بمدينة بنغازي ليتخذ منها ركنا للتامل واستقبال من يحل بالمدينة المذكورة ليبيا كان أو مقيماً للعمل حتى إنه هيأ ركنا للدكتور عبدالرحمن بدوي ذات يوم ، لقد كانت سيرة الرجل مثالاً للعفة ورفض كل مغريات التواصل طوال السبعينيات وما بعدها ولم يعرف عنه الاقتراب إلا لمن يأنس فيه سلامة الموقف وصدق الانتماء وقد ظل على عهده الى آخر عمره فلا يملك من يتعرف إليه مرة ويبحث عنه باستمرار  وإذا كنا نأسف لشيء فليس أكثرمن شحه في الحديث عن نفسه حتى أننا لا نتحدث عنه الا من الذاكرة وعسى أن يخرج لنا ابناؤه شيئاً من اوراقه لنذكره كنائب من نواب الوطن الذين قدموا شيئاً .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى