كأس العالم حدثٌ لا يتكرَّر دائمًا إلا مرة كل أربع سنوات وفيه تتنافس المنتخبات لأجل بلوغه وحضور النهائيات .وفيه أيضا تتنافس أقوى وأعرق المنتخبات للظفر بكأسه العالمية ذائعة الصيت وأصل المنشأ وأمجد الكؤوس والبطولات.
كأس العالم ملئ بالدروس الفنية والخطط التكتيكية وأساليب اللعب المختلفة التي تمثل منتخبات العالم وأكثرها حضورًا ومشاركة، فضلاً عن توهجات ومهارات وإبداعات اللاعبين..كأس العالم هو مهرجان.وكرنفال.للمتعة وللفواصل الكروية التي تبهج النفس وتدفع الدم في عروق محبي ومتيمي وعشاق الساحرة المستديرة..كأس العالم فيه تعرض ثقافات شعوب الأرض ممثلة في ألوان وطبائع البشر من شتي بقاع الأرض..
يبدو أن عدوي الوقت بدل الضائع المبالغ فيه الذي يمنحها حكام دورينا المحلي والتي وصلت إلى ثماني وعشر دقائق في بعض المباريات قد إنتقلت الى حكام كأس العالم بقطر حيث بلغ زمن الوقت بدل الضائع الممنوح الى تسع دقائق وربما تكون سابقة لم تسجل في نهائيات كأس العالم حتي الآن!
هذه المتعة والإثارة والتشويق التي ترافق وتلازم مباريات كأس العالم بقطر و الإبداع الفني والتنظيمي المميز الذي وصل حد الإبهار سوف يخلق تخمة فنية ممتعة جدًا لعشاق المستديرة الساحرة في ليبيا وفي غيرها من دول العالم .!
السؤال كيف لنا أن نتكيف مع واقعنا الكروي المعاش بعد إنقضاء الكرنفال العالمي لمونديال كأس العالم؟ .وكيف لنا أن نتعايش ونتقبل هذا المستوي الذي تجود به فرقنا المحلية علينا وفي ظل الحالة المزرية التي تمر بها ملاعبنا ومنشآتنا الرياضية التي أكل عليها الدهر وشرب!!
..إلى سياسينا ومن بيدهم مقاليد البلد ومن يبعثرون أموالنا ومدخراتنا علي كل من هب ودب..الا تشاهدون كأس العالم..ألا تتساءلون لما لا يكون لشبابكم مثل هذه الملاعب والمنشآت الرياضية..فكروا فيهم وفي مستقلبهم وفي تحقيق. لو القليل من طموحاتهم!!