الرئيسيةمتابعات

البحرية الطرابلسية في مدونة الوثائق الأوروبية: ملامح وشواهد من سيرة ربابنة شواطئ المتوسط 

الحديث عن هذا الموضوع له عـــــــــــــــــلاقة بضرورة توثيق التاريخ الليبي

تناول الباحث والكاتب عبدالمنعم اسبيطة في محاضرة بدار انويجي نظمتها منظمة مدينة طرابلس القديمة للتنمية، جانبًا من تاريخ البحرية الطرابلسية في مجال الدفاع والغزو والصيد، مقدمًا اضاءات عن العصر الذهبي لقوة الأسطول في العهد القرمانللي، كذلك الأسباب الدافعة لتكوين البحرية الطرابلسية، واشهر رياسيها وملامح عن طبيعة العلاقة المتوترة آنذاك بين طرابلس وأمريكا. 

كانت البحرية الطرابلسية وتحديدًا في العهد القرماللي قوةً يُحسب لها ألف حساب 

 والتي أدت إلى أسر السفينة (فيلادلفيا) .

و اوضح المحاضر أن الحديث عن هذا الموضوع له علاقة بضرورة توثيق التاريخ الليبي من وجهة نظر ليبية والتوقف عند الأطر والانساق والدوافع الحاكمة في تريسخ المفاهيم الغربية المشكلة للتاريخ العربي، ومناقشتها وردها إلى الحقل البحثي  وعدم اخذها كمسلمات.

 واشار كتعزيز  لحديثه إلى جهد الكاتب الصادق النيهوم في سلسلة (تاريخنا) عبر مجلداتها الخمسة.

أسماء ووجوه

وتوقف في عرض ضوئي عند مجموعة من البورتيهات للبحارة الطرابلسية ممهورة بتوقيع فنانين ليبيين مثال  بورتريه للرايس محمد ازريق من عمل الفنان صلاح الشاردة، الذي انجز أيضًا أول بورتريه للباشا ليوسف القره مانللي، ثم مشاهدة  بورتريها  لشخصية  الرايس حسين سلفادور، و لوحة أخرى بتوقيع الفنان جمال دعوب للريس محمد الدغيس، والانتقال بعدها  إلى بورتريه للباشا عمر الشللي، والرايس مصطفى قرجي .

واوضح أن هؤلاء الذين لقبهم المؤرخون الأوروبيون بالقراصنة أسهموا في بناء المساجد، وهو ما يتنافى مع أخلاق القرصان وسلوكه.

مشيرًا أن كلمة قرصان تهمة وصفة ألصقوها بدول شمال أفريقيا رغم أن الكلمة ليست مفردة في اللغة العربية، وهي مفردة لاتينية مرتبطة بجزيرة كورسيكا معقل القراصنة الأوروبيين .

يتوقف أيضًا عند الكتب المتعلقة بهذه المرحلة وجهود مكتبة الفرجاني بالخصوص وما  وثقه المؤرخ عبدالكيم أبوشويرب في ترجمته لكتاب طبيب السفينة فيلادلفيا واعتمد عليه كمرجع في مسلسلي (حرب السنوات الأربع)، و(بصمات على جدار الزمن)، كذلك كتاب (الحوليات الليبية ) للدكتور محمد عبدالكريم الوافي .

تدارك الموقف 

يرجع الباحث كتوضيح لمسألة الوجود العثماني ومسبباته بالإشارة اإلى حملات التنصير التي قادتها أوروبا 

خصوصًا بعد سقوط غرناطة، إذا كانت التوجهات تقضي بالسيطرة على أي أرض لا توجد بها مقاومة وبذا اجبر أهالي طرابلس على الاستنجاد بالقوة العثمانية دفعًا لأي خطر قادم؛ لتصبح فيما بعد السواحل الطرابلسية وتحديدًا في العهد القرماللي قوة يحسب لها ألف حساب . 

وأشار إلى كتاب مهم يعكف على ترجمته بعنوان (توماس جيفرسون وقراصنة طرابلس : الحرب المنسية التي غيرت التاريخ الامريكي)، وهو أفضل مبيعات  نيويوك تايمز لسنة 2017 حسبما ذكر  .. كما أنه  يعكس لدى القارئ  متعة الكتابة التاريخية، متوقفًا عند الفصل الرابع المعنون : (جيفرسون يستلم مسؤولية الرئاسة) الحاوي على رسالة موجهة إلى الرئيس جيفرسون سنة 1800حول طبيعة القوة الموجودة قبالة الشواطئ الطرابلسية  مفادها أنه إذا لم يتم الرَّد خلال ستة أشهر سيعتبر ذلك بمثابة إعلان حرب مع أمريكا . 

أيضًا الرَّد على المشكَّكين في قدرة أسر السفينة (فيلادلفيا) حيث ارجع البعض  ذلك لرداءة الطقس، وأسباب أخرى وفنَّد الباحثُ تلك التخمينات بما ورد في الكتاب بحسب ما دونه الكابتن (موري) في يومياته الذي كان رابضًا بالأسطول شمال غرب المرسى، حيث خرج اثنا عشر طرادًا مدفعيًا صوب الأسطول الذي يشن حصارًا على الساحل الطرابلسي، وادرك من ذلك وجود مناورة لجر السفينة إلى المياه الضحلة والمقصد وجود قوة قادرة على المواجهة . 

واستشهد بما ذكره البحارة الأمريكيون عن البحارة الطرابلسية مثال الرايس عمر الشَّلي الذي اشتهر ببسالته وقوة شخصيته حيث ورد في تعليقهم (ذلك الوغد المستميت الذي لا يترك شيئاً)، وساق نماذج مما كتبه الفقيه حسن في حولياته عن الرايس عمر الشَّلي حيث يدون الفقيه كتب استعارها منه الشَّلي وهي (زوز سور أنصاف  كتاب كبير من مجموعة أحاديث، وكراريس في مناقب عبدالسلام الأسمر ).

وذكر اسبيطه تجميع لما تبعثر من أسماء رجال البحرية الطرابلسية الليبية  ومنهم الرياس (آمر الأسطول الأدميرال مراد محمد زريق، عمر الشَّلي، محمد الدبسكي مصطفى قرجي، الرايس الشاوش، علي بالحاج، علي التاجوري).. الخ.

متابعة :  عبدالسلام الفقهي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى