دشن المعهد العالي لتقنيات الفنون، الخميس، ثلاثة أقسام اضافية لمكوناته في احتفال حضره الملحق الثقافي الإيطالي ولفيف من المهتمين بشؤون الثقافة والفن اضافة لأعضاء هيئة التدريس والطالبة الدارسين بالمعهد الذين شاركوا بأعمال في مجالات (النحت، والصناعات التقليدية، وما يتعلق بترميم الآثار). كما شهدت قاعة المعهد حفلاً فنياً بالمناسبة .
تأتي الأقسام المضافة وهي (الفن التشكيلي، ترميم الآثار، تصميم المجوهرات) كمنجز نوعي يستشرف واقع الخطر الذي يتهدَّد الثروة الآثرية، والتراجع الحاصل في مزاولي الحرف التقليدية في مجالات الذهب والفضة المترتب عليه تلاشي تلك الصناعات وغيابها من السوق، كذلك الدفع بالقدرات الليبية الشابة وتنمية مهاراتها بالأخص في مسار الترميم الأثري، والصناعات التقليدية .
وبالتطرق إلى المسار الأول فإن الواقع الليبي يشهد بشكل يومي اضافة لسرقة الآثار تدميرها أو تغيير ملامحها وهو ما أشار إليه سالم الشائبي مدير المعهد في حديثه الى الصحيفة، ما يذكرنا بشواهد الرسومات الصخرية بأكاكوس وغيرها طالتها أيادي العبث، من متطفلين وتجار الحروب .. الخ .
وفي السياق ذاته ضم المعرض الأدوات التي يستخدمها مرمَّمو الآثار من مطارق وأكواب مدرجة يوضع بها كحول ومحاليل أخرى للتظيف، كما نجد إحدى الجرار المرقمة في أكثر من موضع كمثال للخطوات المتسلسلة الواجب إتباعها أثناء الترميم في حالة التهشيم أو الكسر .
نطالع في المعرض ايضًا لوحات تشكيلية مزيج من البورتريهات، والمناظر الطبيعية المرتبطة بالبيئة وخارجها، ففي إحدى اللوحات نرى نماذجَ من صوامع نحاسية بسوق القزدارة أو أخرى لشاب ملتح من التوارق منزوع اللثام، إلى عمل تجريدي يحاكي ملامح المدينة القديمة يجاورها رسمٌ واقعي لسلة من الزهور والفواكه.كما تشاغل الريشة مناخًا خارج طقسها المحلي عبر عمل يشخص أجواء من حياة يومية أوروبية ممثلة في لقاء بين شاب وفتاة .
من جانب آخر يتربع مجسم الغزالة كتذكار بالعمل الأصلي لها أولاً، وكمثال لما يمكن أن يضيفه الفن في لمسات معينة تحدَّد هوية العمل وصانعه، يقابلها منحوتات أخرى لشاة الودان الصحراوي، وكذلك الصقر، وجواد عربي أصيل، ويتواصل مع هذه البيئة نموذج نحتي لرجل الطوارق يمتطي المهري.
يحتفي المعهد أيضًا بعرض مجموعة من المنتوجات اليدوية، وهي نماذج لما يمكن انجازه للحفاظ على الاكسسوارات التقليدية وتقديمها كرمز لهويتنا وتراثنا تشمل قلائد وخواتم وأساور ؛ وغيرها شكلت وعلى مدى قرون الجسر الواصل بين الأسلاف والأحفاد .