رأي

على قد لحافكَ مد رجليكَ.. لنجاح مصدق

كلـمات 

يقول مثل يوغسلافي قديم : (اقتصد ثلاث ليرات ذهبية تسقط الرابعة في يدك دون عناء)

بمجرد الاجتهاد لتطبيق هذا المثل سوف تصدمك حقيقة مزعجة خصوصًا إذا كنتَ لستَ خبيرًا اقتصاديًا ومن أصحاب المبدأ السائد انفق ما في الجيب يأتي ما في الغيب

ليس الحديثُ هنا عن الكساد أو التضخم أو فائض إنتاج إو عجز ميزانية إو انهيار بروصة  بل ببساطة عن ما هو اقرب وبعيدًا عن المصطلحات الاقتصادية المتعلقة بالعالم أو الدخل الوطني هي حقيقة  كيف تتحول إلى مسهم في انهيار اقتصادي بمجرد التفكير في شراء قنينة عطر بمواصفات معينة، أو محاولة حيازة حقيبة من الجلد عالي الجودة أو ابداء رغبة في اضافة كم كتاب لمكتبتك برائحة الورق  أو القصد لشراء  نظارة طبية لعينيك التي بدأ يداهمهما الضباب حتى العزم على تغيير زيت لمحرك سيارتك يبدو مكلفًا إذا ما جاء خارج حسباتك المبيتة مسبقًا  مثل هذه الأشياء قد يسهم بشكل أو بآخر في تهديد اقتصادك  أو الميزانية المخصَّصة لمصروفاتك نهاية الشهر إذا كنت من أصحاب الدخل المحدود والمقسم وفق حاجياتك بآلية الصرف العادي. 

صديقتي أخبرتني أنها تحاول ادخار مبلغ منذ ثلاثة أشهر حتى تتمكن من شراء حذاء لفستان زفاف ابنتها المزمع اقامته قريبًا؛ الذي اذهلني حد الصدمة المبلغ المرصود لشرائه 

ربما صديقتي هذه تحاول تقديم أفضل ما يمكن حسب المسار المعتاد من سلسلة التضحيات، وتأمين المرغوب للأبناء ولو على حساب الكثير من الاعتبارات حتى تصنف كأم بذلت ما في وسعها لابنتها كي تبدو وفق صورة رسمتها لها ذات يوم.

على هذه الوتير يمضي كثرٌ يحاولون الاجتهاد لتقليص المشتريات والادخار من مرتباتهم لتأمين أشياء تبدو مهمة للبعض وأقل أهمية للبعض الآخر في حين يعد الأكثرية من عامة الناس ان مجرد التفكير في مثل هذه الاشياء يعد ترفا غير متاح لا وقت او قدرة لطرحه حتى في الاحلام

وسط هذا التهديد المباشر بمساهمتك في انهيار اقتصادك الاسري هناك من ينتظر منذ اشهر موعدا لتسديد قيمة صورة ملونة او رنين مغناطيسي واخر ينتظر تحويش ثمن جرعة لمرض خبيث افسد حياته واخرى مهوسة هي وزوجها بتأمين مكان يأويهم يتناسب ايجاره مع ما في أيديهم من مال وغيرها من الصور الحية التي لا تسمح بالاقتراب من مرتب نهاية الشهر إلا في ما هو أساسي وفق نمط حياة طبيعية مرهونه للاكل والشرب والنَّوم في مكان آمن وملبس متواضع ثم يأتي احدهم ويخبرك بانك من  دولة مصدرة للنفط «اللعنة» وإن الحكومة اجرت معالجات  لرفع مرتبات العاملين بها وفق قانون تعديل المرتبات وهو لا يعرف ان الزيادة حينما تأتي دون حماية للمواطن صاحب الدخل المحدود سوف يلتهمه تغول السوق وعدم ثبات سعر الصرف وسوف يظل يكدح ويكدح خصوصًا بعد أن يبشر من محافظ مصرف ليبيا المركزي بأن الدين العام بلغ 150 مليار دولار وسوف يفكر ألف مرة كيف يمد رجليه على قد غطاه أو أقل ويؤجل الأحلام إلى اشعار آخر هذا إذا ما كانت ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى