ثقافة

خلود الزَّوي: ظاهرة فنيـة تستحق التأمل

حين نريد أن نتحدث عن الفن التشكيلي تأتي على طول تلك الفنانة الباسمة صاحبة شخصية مميزة كيف لا وهي ابنة كاتب له اسمه رحمة الله عليه الكاتب محمد أحمد الزَّوي إنها الرسامة الرائدة في مجالها الفني التشكلي خلود حيث أفردنا لها هذه المساحة الفنية حتي يتعرف عليها القاريء الكريم عبر مسيرة عشقها لفن الريشة واللون .. كانوا معنا في رحلة شعارها الإبداع والجمال …..

مع رسامة الفن التشكيلي خلود محمد أحمد الزوي.. رحلة مع توافق الرسم والنغم .. 

كانت بدايتها مبكرة جداً ككل الأطفال يحبون التلوين والرسم غير أنها كنت محظوظة كونها ولدت في بيت يحب ويتذوق الفن، والدها الراحل كاتب وصحفي وناقد محمد أحمد الزَّوي، وأيضاً كان محباً للفن التشكيلي، وجامع فنون و«أنتيكات» مما خلق عندها شغف وحب للفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها، وبعد الشهادة الإعدادية بدأت حياتها الفنية بالموسيقى.

الفنانة خلود محمد حقًا لقد أجادت الفن بكل روعة واتقان بعدها نالت الدبلوم من معهد «جمال الدين الميلادي» للموسيقى وكان هذا بعام  1994 م ثم انتقلت إلى كلية الفنون والإعلام فنالت بكالوريوس موسيقى تخصص بيانو عام 1997م، إلى بكل جدارة تحصلت على الجائزة الأولى في التأليف الموسيقي في مهرجان الإبداع النسائي على مستوى ليبيا.

سنة 2004م تفرغت للتصوير الفوتوغرافي ومنه نحو الرسم والتشكيل فأبدعت.

وتعد الفنانة «خلود الزوي» واحدة من جيل الفنانات الليبيات اللواتي برزن في السنوات الأخيرة من القرن العشرين.

 لوحاتها الفنية نرها ترصد شخصية الإنسان  في المجتمع الليبي، وكأنهن تجسد شخصية واحد بكل  تفاصيلها الجميلة  

هي الفنانة، المتفائلة والمتبسمة على الدوام خلود الزوي، ظاهرة فنية تستحق الكثير من التأمل والدراسة والتحليل.

بروزها في السنوات الأخيرة من هذا القرن، فإنها حجزت لإبداعها ركنًا بديعًا في المشهد التشكيلي الليبي. معظم لوحاتها ترصد النساء، وتمنحهن بفرشاتها وألوانها قدرة ليبُحن بما يشعرن به من ظلم وقهر، خصوصًا من بعد سنوات التهجير والخطف والاغتصاب. ومع ذلك كله لا تترك فرصة من دون أن تبرز قوتهن وقدرتهن على المجابهة والحياة ونيل حقوقهن، ولعل نجاحها في انتقاء عناوين معارضها يوحي لنا أنها متمكنة من لغتها .

يقول الكثير من يعرف خلود الزوي أنها متأثرة بقلم والدها الراحل  الكاتب المعروف « محمد أحمد الزَّوي» 

في العام 2007،م أقامت أول معارضها التشكيلية بعنوان (عيون الآخر).

وعن سر التسمية قالت الفنانة خلود الزوي: المجتمع الليبي يرى (بعيون الآخرين”.

بعد ذلك، أقامت معرضها الثاني (طلاسم الروح) وكان تخليدًا للذكرى السنوية الأولى لوفاة والدها الكاتب محمد الزَّوي وعن لوحات المعرض قالت: استخدمتُ فيها اللون الأصفر الذي كان والدي يفضله، والذي شكل بالنسبة ليَّ منذ رحيله لوناً للحداد.

في العام 2013م أقامت معرض (بوحهن) وعن نساء لوحاتها قالت:

نساء بوحهن مختلفات بعضهن مستسلمات وبعضهن قويات، نساء (بوحهن) مارست عليهن كل الانتهاكات من عنف وتهجير وخطف واغتصاب، وأضافت الفنانة خلود الزوي:

حاولتُ في (بوحهن) أن أوصل صوتهن، قصص حزنهن وفرحهن، نعم الفن لديه الجرأة والأدوات لتسليط الضوء عن الجانب المعتم من المجتمع بحرية وبالكيفية التي يراها الفنان.

حتي أن الكاتب الأديب منصور بوشناف قال:  إن  في أعمالها الأخيرة تتحرَّر خلود الزوي من ظلام القدر الكاتم وتقول حقيقة نساء ليبيا المستقرات الهانئات..

 تصوّرهن في مجموعة لوحات هي تفاصيل لوحة واحدة يمكن تسميتها بــ (عذابات الأنوثة) وتفاصيل إعدامها . 

أما الفنان  رضوان بوشويشة فيقول عنها: «خلود محمد أحمد الزَّوي.. رسامة بألوان الألحان».

رحلة دخل مرسمها الذي يعد ملاذها    حيث نرها تقول في اغلب اللقاءات معها أن مرسمها هو ضمن بيتها  .

 تقضي فيه معظم أقاتها بكل شغفيه وحب للفن يأخذ كل وقتها

وهنا تقول خلود :

في لوحاتي أحاول دائمًا البحث عن الجديد في الفن، أسعى لتطوير أدواتي في إنجاز لوحاتي بالاجتهاد؛ والحب وفيما يتعلق عن لوحاتي لتشكيلية، إنها ليًّ الملاذي الآمناً وحماية اتجاه القلق ومرسمي وألواني دائمًا ملاذي الوحيد، فالرسم نوع من التعبير وهو أيضا أراه علاجًا نفسيًا.

 خاتمة رحلتنا مع فنانة تألقت بكل أناقة وجمال مع الحس الفني الذي كمان داخلها بكل حب.

خلود محمد أحمد الزَّوي التي ترسل رسالة ود لكل عاشق الفن بمختلف انواعه واشكاله  مع الحس الفني الذي كمان داخلها.

 الحقيقة هنا أن كل الفنانين هم يعتبرون الفن يحمل رسالة سامية والفنان الحقيقي هو من يخاطب المشاهد ويكون قريبًا منه من معاناته الحقيقية والفنان الحقيقي هو من لديه الجرأة في الطرح لا يهاب البوح ونقول دام الابداع الفني في ليبيا الحبيبة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى