ثقافةمتابعات

محتفيًا به كاتبًا ومناضلًا: مَجْمَعَ اللغة ينظم ندوة علمية عن المصراتي   

كتب / عبد السلام حسن 

شهد مجمع قاعات ذات العماد، الأيام الماضية ندوة علمية حول الكاتب الراحل علي مصطفى المصراتي، تحت عنوان (علي مصطفى المصراتي :مناضلًا وأديبًا ومؤرخًا)، نظم مجمع اللغة العربية وجامعة طرابلس بالتعاون مع  وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، بحضور نخبة من الأدباء على المستويين المحلي والعربي  .

تخلل فقرات  الافتتاح عرض  فيديو مسجل لمراسم جنازة المصراتي والكلمات التي القيت تأبينًا له اضافة إلى شريط  قصير بتقنية الرسوم يسرد أهم المحطات في حياته.

والقى  الباحث عمار جحيدر أمين عام المجمع كلمة استهلالية وصف خلالها المصراتي ككاتب صحفي غزير النتاج، ومؤرخ ثقافي رائد، وناقد جامع لبعض دواوين الشعر العربي الحديث والمعاصر، وباحث موثق للتراث الشعبي في بلاده، ومثقف عضوي المعي جلي الحضور في الحراك الثقافي.

مرجع أساسي 

فيما أكد على مكانته الادبية  أشار الدكتور خالد عون رئيس جامعة طرابلس أن مؤلفات المصراتي  أعماله محل دراسات ورسائل جامعية، علاوة على ما وفرته من مراجع أساسية للباحثين 

وقال عبدالباسط أبوقندة وكيل وزارة الثقافة أن الراحل لم يكن مجرد كاتب , إذ تتبلور مفاهيمه في كل انجازاته، والذين تتبعوا هذا الرصيد الهائل من التركم المعرفي، وهم بالملايين، لاحظوا تتبعه  لأهم  القضايا الفكرية، والاسئلة التي يعايشها الوطن والمواطن، ويتحسسها في ضميره ووجدانه.

وعبرت ابنته الدكتورة حنان عن ترحابها وشكر أسرتها لهذا  الاحتفاء، والتعريف بسيرة والدها  ونضاله الطويل مع قضايا السياسة والتأليف، كما تحدث الدكتور محمد معافى عن خصال المصراتي بحكم صلته به كيف كان يستمع إليه معجبًا بأسلوبه في الاقناع  وهو يتكلم  عن الأدب والكتابة وعوالم الابداع بصفة عامة .  

منهج وتأليف

قدمت خلال الندوة وعلى مدار اربع جلسات ورقات بحثية من أكاديميين وكتاب تناولت منهج المصراتي في التأليف والجهود التي بذلها خدمة للثقافة ، ومن ضمن تلك الورقات ما ذكره  الدكتور علي ارحومة في تسليطه الضوء حول تجميع الراحل لإعداد مجلة الفنون الصادرة سنة 1898عن مدرسة الفنون والصنائع  في مجلد واحد سنة 2006، مشيرًا أن المجلة برهنت على أن المثقف الليبي قادر على الكتابة في أحدث المجالات العلمية، وعلى اصدار مطبوعات تثير العقول وتنمي المجتمع , وتعلي من شأن التطور الاجتماعي .

وأضاف أن المجلة جمعت بين الزراعة والصناعة والفيزياء والكيمياء والصحة والطب، والاقتصاد والتاريخ، والجغرافيا والسياحة، ويذكر ارحومة شهادة المصراتي عن المجلة بقوله (طرحت قضايا ذات طابع موضوعي وإنساني، عبر كتابها (محمد البوصيري، وعلي عياد، ومحمد التركي، وعثمان القيزاني، وسليمان الباروني، وغيرهم وانتقد الباحث الدكتور عبدالسلام سعود منهجية المصراتي او اسلوبه في التوثيق وعدم تقيده بضوابط التحقيق المتعارف عليها واشار سعود إلى نموذجه في ذلك كتاب (نفحات النسرين والريحان ) لابن الانصاري حيث اغفل علي المصراتي  الاجتهاد في جمع النسخ المخطوطة للكتاب الواحد ونقدها ثم التوطئة للنص المحقق بالترجمة لصاحبه، وتحقيق نسبته إليه، والتعريف بموضوعه والتنبيه على مكنته بين كتب الفن الذي يدرسه .

وفي تصريح ل(فبراير) قال الشاعر سامح درويش من المغرب أنه قدم ضمن من بلده للمشاركة إلى جانب وفود أخرى في فعاليات طرابلس عاصمة الاعلام العربي، وهي فرصة لمواكبة ومعرفة الانشطة المصاحبة لهذه الاحتفالية ومن بينها , تقديم جائزة الدولة التقديرية للغة العربية ليها متابعته لفعاليات ندوة الكاتب الراحل علي مصطفى المصراتي والذي يعد أحد اعمدة الثقافة الليبية وشاهد على عصر من التحولات في بلده والبلدان العربية كافة. منوها إلى ضرورة الاستفادة من تجربته واستلهام الدروس والعبر والاحتفاء بها توثيقا ودراسة، فيما رحبت الاعلامية شفيقة العبدلاوي من المغرب ايضا بأجواء الاحتفالية واضطلاعها على الشهادات المقدمة من الحضور عن شخصية المصراتي.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى