يقف تلاميذنا الصغار في بلدنا ليبيا الحبيبة بعد انتهاء اليوم المدرسي أمام مدارسهم أو على حافة الشارع بانتظار أبائهن و أمهاتهن لاصطحابهن إلى المنزل والكثير منهن يذهبن إلى بيوتهن مشيا على الأقدام مما يعرضهن لمخاطر عديدة أهمها التعرض للحوادث السيارات نتيجة عدم انتباههن للسيارات بسبب صغر أعمارهن،قضية خروج هؤلاء التلاميذ والتلميذات من المدارس بمفردهم بعد انتهاء اليوم الدراسي تشكل خطورة حقيقية عليهم قد يغفل الأهل عنها فأمام احدي المدارس العامة أو الخاصة كادت تلميذة (في الصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي ) أن تتعرض للحوادث السيارات بعد أن خرجت من مدرستها لتنتظر أهلها على الشارع العام أمام ازدحام السيارات لحظة خروج التلاميذ من مدارسهم ،فغياب الرقابة على هؤلاء الأطفال وخروجهم من ساحات المدارس بعد انتهاء الدوام الرسمي للمدارس يحمل معه مخاطر كبيرة تعرض حياتهم للخطر خاصة وان المدارس العامة على وجه التحديد لا تبقى تلاميذها في الصفوف لحين قدوم أبائهم أو أمهاتهم لاستلامهم .
والملاحظ أثناء خروج التلاميذ من مدارسهم يحدث ازدحاما بين السيارات وبين التلاميذ أنفسهم الأمر الذي يعرض التلاميذ خاصة في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى إلى مخاطر كبيرة تبدأ بسبب ما يتعرضون إليه من ازدحام بين التلاميذ أنفسهم وتنتهي بخروجهم إلى الشارع لانتظار أسرهم .
و الكثير من هؤلاء التلاميذ تعرضوا لحوادث الطريق التي كادت أن تؤدي بحياتهم بسبب عدم انتباه السائقين وتدافع هؤلاء التلاميذ إلى الشارع لأن التلاميذ في مراحلهم العمرية الأولى يجب أن لا يخرجوا من ساحات المدرسة إلا بوجود أبائهم أو أمهاتهم غير أن الكثيرين منهم يذهب إلى بيوتهم مشيا على الأقدام .
وفي الوقت الذي يعتبر خروج الأطفال للانتظار في الشارع بعد انتهاء الدوام المدرسي ظاهرة غير مقبولة تعرض الأطفال للخطر فان الخطورة تزداد عندما يعود الأطفال إلى منازلهم بمفردهم فمنهم من يكون في الصف الأول ويحمل حقيبته على ظهره ليسير مسافة ليصل إلى منزله .
مشهد هؤلاء الطلاب الصغار وهم يذهبون ويعودون إلى بيوتهم بمفردهم يحملون حقائبهم على ظهورهم مشهد يبعث الشفقة في النفس فهم لا يدركون ما يمكن أن يتعرضوا له من مخاطر تبدأ من حوادث الطريق وقد لا تنتهي عند هذا الحد .
فضياع الأطفال قضية ترافق هذا السلوك الذي يجبر التلاميذ الصغار منهم على إتباعه بسبب عدم وجود من يعيدهم إلى بيوتهم بعد المدارس بسبب اعتقاد أبائهم وأمهاتهم بان قرب موقع المدرسة من بيوتهم يدفعهم إلى إجبار أطفالهم للعودة بمفردهم متجاهلين الخطورة التي يمكنها أن ترافقهم خطوة بخطوة لان الأطفال في عمر معين غير مؤهلين لإدراك آو تقييم الخطأ من الصواب وهذا الأمر يجعلهم أكثر عرضة للخطر فهم يقطعون الشارع دون ان ينتبهوا لحركة السيارات .
وفي حادثة نقلتها معلمة ، راجعت أم لطفل في الصف الثاني من مرحلة التعليم الأساسي المدرسة بعد انتهاء الدوام بساعة تسأل عن طفلها لأنه لم يعد لمنزله رغم انه خرج منها في الوقت المحدد ، لتكتشف لاحقا بأنه انشغل باللعب مع أصدقائه في الشارع المحاذي لبيته ونسي العودة إلى منزله في الوقت المحدد.
وبينت المعلمة انه من ذاك الوقت وبعد أن قامت والدة الطفل بضربه كنوع من العقاب له لتأخره بالعودة تأتي الأم لاصطحابه من المدرسة .
وعقاب طفل بالضرب وهو لا يدرك معنى الوقت وبطفولته البريئة انشغل باللعب هو أيضا سلوك لا يمكنه أن يعلم سوى العنف ويلحق الأذى بالطفل الذي يجب أن لا يعود إلى بيته بمفرده أسوة بباقي الأطفال في المدارس الذين تتعرض حياتهم للخطر كل يوم.
فلنعمل جميعا على تدريب تلاميذنا كيفية احترام الطريق وكيفية التعامل مع الآخر وتعليم قواعد وآداب المرور وذلك بلفت نظرهم عن طريق موضوعات الإنشاء والرسومات المعبرة والأبحاث ومجلة الحائط و الإذاعة المدرسية وتقديم المقترحات من جانب التلاميذ والمدرسين ومناقشتها للحد من ضحايا حوادث الطرق لأنهما من أهم مقومات التنمية في الوقت الحالي بعد ثورة 17 فبراير. عواطف الصغير