ثقافةمتابعات

الليبية للآداب تنظم ندوة نقدية عن أعمال كهال الروائية

 كتب / عبد السلام الفقهي

احتضنت دار حسن الفقيه للفنون , اليومين الماضيين , ندوة نقدية نظمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون , وادارها الكاتب رضا بن موسى تناولت تجربة الروائي الارتري  ابوبكر حامد كهال , بقراءات سلطت الضوء على عوالم الفضاء السردي لأعماله ,والموضوعات التي عالجها والتقنيات الفنية المتبعة بالخصوص .

كتابة وموقف

وقال الكاتب حسين المزداوي في سياق حديثه عن نشأت الرواية الارترية وموقف الكاتب ابوبكر حامد منها أن الاخير جاء الى ليبيا سنة 1979وخرج مها سنة 2011,وخلال هذه الفترة لم يلتقي بأسرته الا بعد عشر سنوات في شرق السودان ,وأضاف أنه درس الاعدادية والثانوية بصبراته ثم انتقل الى جامعة الزاوية ودرس بها علم الفيزياء  وكان موفقا في دراسته , الا أن لقاءه بالأديب رضوان أبو شويشة الذي اطلعه على رواية (وداعا للسلاح )للكاتب ارنست همنجواي  قاده الى اتجاه اخر وهو عالم الادب والكتابة .

وأضاف أنه بعد تعرفه على أبوبكر كهال بطرابلس اكتشف في شخصيته القلق الابداعي ,الا أنه مع الدفع به في اتجاه الكتابة كان يرى عدم استعداده لها وأن استخدامه لأدواتها لازال في طور البدايات , في مقابل سيطرة فكرة الرحيل عليه الا أن اصدقاءه من الكتاب اقنعوه بالعدول عن الفكرة ومحاولة أن يكتب ويدون واقعه الارتري في صورة اعمال سردية , ومن هنا كانت الشرارة.

وتطرق المزداوي الى أعمال كهال الذي صدرت له أول رواية سنة 2004 عن مجلة المؤتمر , وهي تعد وثيقة وجزء مما شاهده أثناء الثورة الارترية عندما كان طفلا صغيرا , وأشار المزداوي كيف وصلت الرواية الى ارتريا وأثرت في الداخل الارتري .

وأوضح أن أول رواية ارترية صدرت في السودان لمحمد سعيد ناود سنة 1979, ويذكر ايضا أحمد عمر شيخ وهو أول من اصدر رواية بالعربية داخل ارتريا وكانت اول روايته بعنوان (لوراي ) و(الاشرعة).

ثوار ومذابح

وتطرق الكاتب ابراهيم احميدان ايضا الى رواية (رائحة السلاح ) التي اشار الى كونها  تقوم على تقنية تعددية الأصوات، وهذا الأمر من سمات الرواية الجديدة، حيث تتيح هذه التقنية تقديم الرواية من عدة زوايا، عوضا عن الزاوية الواحدة كما في السرد في الرواية التقليدية. يأتي السرد في بداية الرواية على لسان طفل صغير، الذي يقدم لنا المشاهد كما تراها عيناه.

وأضاف حميدان أنه  من خلال السرد الذي يأتي على لسان الطفل نطل على  المذابح التي ترتكبها القوات الأثيوبية في حق المدنيين الاريتريين، ويتضح ذلك من النص القائل :»بعد المطر جاءت بنت الشيخ زوجة العم جابر التي تنحدر من أصول بركاوية، جلست وبدأت تبكي قرب الموقد وهي تستعيد سرد الأخبار على مسامع أمي، لأول مرة أسمع مثل ذلك البكاء الملحون، كانت تأتي على ذكر أسماء النساء والرجال الذين ماتوا في المذابح، وتعدد مآثرهم» ص8.

ومن جانب اخر ورغم مشاهد القتال وأجواء الحرب اوضح احميدان  أن الرواية  تقدم لنا  علاقة حب تنمو بين «زهرة» و «أحمد همد» المناضل الأريتري، لكن الطائرات الحربية الأثيوبية تقصف المكان الذي يتواجدان فيه فيفترقان، ليلتقيا ثانية في وقت آخر، في الجبهة يقاتلان جنبا إلى جنب، ويصور لنا السارد كيف تلجأ قوات الاحتلال الأثيوبي إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية تختفي خلفها «خرج قائد الحامية بكرشه الذي اندلق تحت الحزام، بتثاقل من الخيمة وما إن اقترب من المدنيين الذين أحضروا من منازلهم توا حتى صرخ بهم في تبجح: «قولوا لأبنائكم أن يكفوا عن ضربنا.. فإذا ما هاجمونا لن نتردد عن توجيه نيراننا نحو منازلكم» ص 90.

نموذج مكرر

وتطرق الكاتب منصور ابوشناف الى رواية (بركنتيا ) والتي يرى فيها اكتمال شروط الرواية بشكلها السردي والفني , والاهم أن مجموع روايات كهال تجسد سيرته الشخصية ورحلة المقاتلين من اجل الحرية حيث بدأ برائحة السلاح الممثلة لمرحلة الطفولة والمواجهة مع المستعمر ثم في بركنتيا يستمر هذا الوعي أكثر , ولكن تنتهي سيرة المناضلين كما في نموذج أبوبكر وشخوص اعماله الى النفي والهجرة خارج الوطن . وهو نموذج مكرر ويتكرر دائما في دول العالم الثالث . وبذلك فان أبوبكر في مجمل أعماله يعكس  سيرة أي مناضل من مناضلين العالم الثالث ضد الاستعمار والعبودية .

وأكد الشاعر أحمد بللو أننا هنا مع مشهد مختلف والاشارة الى رواية (تايتانيكات افريقية ) حيث السود يركبون المخاطر للوصول الى الشمال الثري بعد ان كانوا في صورة مغايرة سابقا يتم القبض عليهم واسرهم ونقلهم مقيدين بالسلال الى ذات الوجهة .

وأضاف أنه اذا كان كهال يحاكم الشمال فان الحقيقي ايضا محاكمته  لمرحلة ما بعد الاستعمار  والاستعباد , ومحاكمة الانظمة , ان سؤال الهجرة يطرح على أنظمة ما بعد الاستعمار , وهنا وان بدى السؤال سياسيا فانه سؤال وجودي , فما الذي يجعل الاوطان تلفظ ابناءها وما الذي يجعل الابناء يغادرون الوطن الام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى