استيقظ العالم صباح الاثنين السادس من فبراير على كارثة مدوية؛ زلزال بدرجة 7.8يضرب تركيا وسوريا تابع العالم الآثار المدمرة وسقوط الآلاف من البشر ومئات المباني وعشرات الآلف من الجرحى تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الخبر برمته وتعاطى رواد مواقع التواصل مع الحدث بحزن شديد ومتابعة متتالية ماحدث هنا في ليبيا كان مختلفًا؛ فالليبيون لازالت ذاكرة البعض منهم تحفظ آخر هزة زلزالية وقعتْ بمدينة المرج في1963 كفاجعة خلفت وراءها موتى ودمارًا .. اليوم حدثت للشارع الليبي هزة لكنها ليست زلزالية في الصفائح الصخرية للقشرة الأرضية بل في مشاعر النَّاس الأمر الذي أثار مخاوفهم تعاطى الليبيون مع الحدث بوجع واسف شديدين لكن سرعان ماتناقلت الآلسن احاديث وتهويلًا عن الحدث وتوقعات عارية عن الصحة كثرت الاشاعات والاقاويل وخاض الناس وماجوا حتى وصل الأمر ببعضهم من شدة التأثر والمبالغة التجهز لأي حدث زلزالي قريب.
جنوب مصراتة والمرج مناطق نشطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ومن الضـــروري تخصيص شبكات رصد خاصة لها
تهويل وشائعات
تقول فاطمة البالغة من العمر 30 سنة جهزت أهم الأوراق والمكتنزات وشنطة للثياب لأن الزلزال حسب ما اذيع سوف يصل ليبيا وان هناك من شعر بهزة صبيحة الاثنين.
اما أمل الجابري موظفة تقول بإن احتمالية زلزال للمناطق الشرقية واردة وان هناك جهات رصدت هزة في درنة.
ولكن أميرة كانت وجهة نظرها مغايرة تمامًا حيث قالت بإنها لم تتابع «السوشيل ميديا» من قبل ليلة الزلزال إلى اليوم ،لأنها ليست بحاجة الى سماع اخبار حزينة ولا طاقة سلبية والليبيون مش ناقصنا زلازل سادنا ما فينا .
غضب يارب لطفك
الحاج أحمد يقول هذا عقاب من الله وما يفعله العالم والليبيون يجيب غضب الله رحمتك بينا ولطف يارب ..
يضيف علي ممرض في مستشفى ابوسليم بان الليبيين مرت عليهم اهوال شتى ولا يضيف الزلزال شيئًا جديدًا عليهم.
السيدة الستينية التي وجدتها أمام محل المواد التجارية اخبرتني انها سمعت بزلزال في تركيا وسوريا وان ليبيا سوف تتأثر لهذا احاول شراء ما امكن والتوجه إلى الجنوب حيث تقطن ابنتي التي الحت عليَّ بمغادرة طرابلس.
أما سالم البالغ من العمر 55 عامًا قال أن التوقعات التي نشرها العالم الهولندي قبل حدوث زلزال تركيا وسوريا كانت صادقة وحدثت كما توقع إذا نحن ننتظر في اي لحظة اي هزة.
هذا ماناقصنا
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد بل تعاطت شريحة كبيرة من الناس مع خبر الزلزال بشيء من السخرية والتهكم وتوقع حال الليبيين إذا ما اهتزت الأرض تحت أقدامهم ماذا سيحل بهم ؟حتى اظهرت إحدى الصفحات على مواقع التواصل صورة لبرادين معلقين في سقف حجرة يقول صاحبها بانهم علامة استشعار لاي طاريء
أخرى تضيف باننا سنتعرض لتسونامي إذا لم يضربنا الزلزال بينما يؤكد أحد أبناء الخمس بان هناك أصواتًا مسموعة من البحر لربما كانت انشقاقات في القاع واشارات لشيء قادم.
كل هذا يدور في الشارع الليبي، والرأي العام متأثر بهذه الاشاعات ومساحة انتشارها كبيرة فهل الليبيون بحاجة إلى مثل هذا الرعب وأن ظروفهم النفسية مهيئة لمثل هذا الاقاويل والتهويلات ؟
ولكي نصل للحقيقة ونضع المواطن في الصورة ونوضح الغامض ونكشف الحقائق ونقف عندها توجهنا باستطلاعنا للجهات الآتية :
توجهنا بسؤالنا إلى رشيد الصغير
عضو بمؤسسة رؤية لعلوم الفضاء وتطبيقاتها
حسب تقرير مقدم من مؤسستكم عن تعرض قبالة مدينة درنة لهزة بمقياس.00 .4 رغم عدم شعور الأهالي به هل لديكم رصدٌ ودراسة للمنطقة قبل حدوث زلزال تركيا وبعده؟
سجل المرصد الأمريكي raspberry shake هزة ارتدادية قبالة ساحل درنة بحدود 40 كيلو متر وبقوة 4 درجات على مقياس ريختر عند الساعة 4:05 من مساء الإثنين 6 فبراير وسنرفق تأكيدت لتقريرنا صورة التسجيل.
ماذا لديكم من ردود حول التوقعات المشاعة لخبير زلازل هولندي فيما يخص تعرض منطقة حوض البحر لزلازل ؟
يوجد نقطة مهمة جدًا بخصوص الباحث الهولندي، الأسس التي يعتمد عليها الباحث بخصوص التنبؤ بالزلازل غير مقنعة بالوسط العلمي فهو يدرس إصطفاف الكواكب والأجرام السماوية البعيدة ويربطها بحدوث بالزلازل، علمًا أن لا تأثير بالنسبة للكواكب البعيدة على المسطحات المائية للأرض فضلًا عن تأثيرها على الصفائح والألواح التكتونية الصلبة، ثم إن الباحث الهولندي كتب في تغريدته التي تنبأ بها أن الزلزال سيحدث (عاجلًا أم آجلًا) وهذا أسلوب فضفاض؛ فطبيعة المنطقة جنوب تركيا وشمال سوريا تقع بخط الزلازل الدائم أي انها تتعرض للزلال بشكل مستمر، وإن لم يحدث الزلزال عاجلًا فسيحدث آجلًا كقول أحدهم ستهطل أمطار غزيرة على ليبيا عاجلًا أم آجلًا.
وهل لدينا أجهزة رصد زلازل دقيقة؟ وكيف تتعاملون مع الشائعات التي تسيطر على الرأي العام بخصوص زلزال متوقع ونسونامي وأصوات تأتي من البحر في الخمس وطرابلس؟
العلم لم يصل بعد لمرحلة تمكنه من التنبؤ بالزلازل، فلا أحد يستطيع التنبؤ بالزلازل حاليًا وإنما يوجد فقط احتمالات بوقوعها إذا شهدت المنطقة نشاطًا بالهزات الأرضية؛ فهذا إما يكون شيء روتيني أو هو تفريغ سلس للطاقة يقي المنطقة من زلزال كبير أو هي مؤشرات لوقوع زلزال مدمر.
وأضاف لا يوجد بنية تحتية تمكن ليبيا من رصد الزلازل فلا وجود لأي مجس، أو جهاز استشعار ،في ليبيا وكل اعتماد الدولة الليبية والجهة التي تمثلها وهي المركز الليبي للإستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء هو هيئات مسح جيولوجي دولية.
وعن الشائعات نود أن نطمن بأن ليبيا تعد آمنة نسبيًا وذلك لأن الخط الفاصل بين الصفيحة الافريقية والاورواسية بعيدة نوعًا ما بحوالي 300 كيلومتر بوسط البحر ويقترب عند ساحل الجبل الأخضر بنحو 200 كيلومتر وهذه المسافات آمنة بالنسبه للهزات العادية ولكن لو قدر الله أن ضرب زلزال بقيم قوية فبالتأكيد سيصل تأثيرها السواحل الليبية على شكل موجات مد (تسونامي) بالتالي الأمن النسبي من الزلازل محدود وليس مطلق فإذا عدنا للتاريخ نجد اننا تعرضنا لزلزال مدمر بال1963 بمدينة المرج وأيضًا بـ1935 بمنطقة القداحية.
بالنسبة للأصوات التي تأتي من البحر لم تردنا خلال هذه الفترة أي ملاحظات بالخصوص، ولكن وردتنا شهادات بشهر ديسمبر 2019 ويناير 2020 وتسجيلات صوتية تأكدنا من صحتها في البريقة ومصراتة وطرابلس ولم نصل لأي تفسير واضح لهذه الأصوت وتظل ضمن الأحداث الغامضة.
خبير زلازل
أ. عبدالرزاق الشويهدي – ماجستير هندسة زلزالية–
اجابنا السيد عن إذا ما كانت منطقة حوض البحر المتوسط وليبيا تحديدًا مناطق معرضة لزلازل حسب الدراسات الجيوفيزيائية السابقة وقراءات المنظمات الدولية؟
نعم حسب الدراسات الجيوفيزيائية هذا صحيح فمنطقة البحر المتوسط وليبيا منطقة عرضة للزلازل لأن هناك خطًا زلزاليًا يبدأ من غربي البحر المتوسط ، عند المغرب، وجبال أطلس، وشمال الجزائر، ثم تونس وجنوبي، إيطاليا، واليونان، وجنوبي تركيا، وشمال العراق، وإيران، ثم الشرق وبالنسبة للبحر المتوسط فجبال اطلس تعد منطقة نشطة حتى صفيحة الاناضول وشمال سوريا أما عن ليبيا فهي في مواجهة خط الزلزال جنوبي إيطاليا، وكريت، واليونان اي السواحل المطلة شرقا كالجبل الاخضر، والساحل الغربي، وسبق وكان زلزال القداحية بقوة 7رختر زلزال القرن المدمر الذي هز المنطقة بالكامل وشعر به سكان سيشيليا لكن لعدم وجود مبانٍ عالية لم تكن خسائره كالآن وكذلك تعرضت ليبيا لهزة في حوض سرت والجبل الاخضر وزلزال طرابلس في 1974 بقوة 5 درجات وبعد تكوين شبكة الرصد الزلزالي في 2005 بدأ تسجيل ورصد على السواحل الليبية والمناطق الداخلية كزلزال نالوت والخمس بقوة 4 ونص ولم يسجل اي زلزال بقوة 5 قبالة السواحل الليبية حسب المرصود والمسجل إلى الآن
وعن التسجيل الزلزالي اكد بان هناك شبكة مكونة من 15محطة في مختلف المناطق ترصد زمن ومكان الزلزال وقوته لكن اغلبه معطل خصوصًا المنطقة الشرقية اعتقد خمسة فقط لازال تعمل وعملها على نطاق ضيق ومن المفترض انها سجلت زلزال تركيا لأنه الموجات الزلزالية وزمنها الموجي في الصخور وارتداته تنتقل اذا ماكان هناك محطات قريبة.
واضاف فيما يخص المناطق الاكثر عرضة حيث الصفائح المكونة للقشرة كالافريقية والايروآسيوية والصفيحة الامريكية وصفيحة حلق النَّار المحيط الهادي على حوافها تقع اكبر الزلازل واقواها حيث تحدث تصدعات وانكسارات كبيرة اما فيما يخص ليبيا فلدينا منخفض هون جنوب مصراته ،وسبق وحدث فيه زلزال القداحية لانه منخفض وزلزال المرج ما كان على الترب المائعة دمر أما ماكان على الحواف لم يسجل سقوط مبانيه ماحدث في زلزال تركيا وسوريا نتيجة تصدع وحركة للصفيحة لامتار كان مدمرًا للمباني القديمة ، والتي لا تملك كودات لهندسة البناء الخاصة بالمنطقة.
وعن المناطق النشطة في ليبيا قال الخبير إن له رؤيا حيث اعتبر أن منطقة مصراته وجنوبها حسب الكودات الهندسية الزلزالية منطقة نشطة كما يؤكد علماء للزلازل ، وانه كلما طالت المدة اي بعد سبعين إلى تسعين سنة يأتي الزلزال اقوى لهذا من المفترض وضع شبكة خاصة لمنطقة مصراته والمرج لانها مناطق نشطة وتكون محطاتها خاصة لرصد وتسجيل البيانات تحت اشراف البلديات التابعة لها.
ووضح فيصل شنيبه عن لجنة البنية التحتية والتخطيط والاسكان بالمجلس البلدي طرابلس المركز حول ما إذا كانت طرابلس ومبانيها وبنيتها التحتية قادرة على تحمل أي هزات أو زلازل لا قدر الله اجاب:
طرابلس بعيدة عن الزلازل وليست في خط ناري أما عن مبانيها؛ فاغلب مباني المدينة والعاصمة قديمة وتعاني بسبب عوامل طبيعية وأمطار ورطوبة فهي مبنية على الاغلب من الجير لا الاسمنت الحديث واغلب التصاميم قديمة لا تخضع لهندسة عمرانية حديثة مهيئة لمواجهة مثل هذه الظواهر.
وأكد أن اي بناء يستطيع تحمل هزة بقوة 6درجات أما ما فوق لا يتمكن بناء قديم من الصمود واكد بان اللجنة لديها دراسات وتقارير بالخصوص .
وللعلم صحيفة فبراير ستفتح هذا الملف في اعدادها القادمة سوف تفتح ملفها .
المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء
ولكي تكتمل الرؤية توجهنا للسيد
م. أنس محمد المشري
مدير مكتب الإعلام وتقنية المعلومات بالمركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء
صرح عن ما اذا تعرضت ليبيا لهزة خلال الايام الماضية بعد زلزال تركيا وسوريا وحسب ما يشاع بين الناس من الاحساس بهزة صبيحة يوم الزلزال المفجع
ان ليبيا ولله الحمد لم تتعرض لاي هزة وان ما كانت قد نشرته بعد الصفحات والمواقع غير المعتمدة لدينا بان السواحل الليبية قبالة مدينة درنة تعرضت لارتدادات من زلازل سوريا وتركيا غير صحيح وقد نفينا هذا عبر صفحات المركز وان المنظمات الدولية التي يتعامل معها المركز لم تسجل شيئًا من هذا
اما عن آلية الرصد؟ وماذايردون عن عدم وجود أجهزة رصد بالمركز؟
اجاب بان لدينا الشبكة الوطنية لرصد الزلازل وهذه الشبكة متوقفة منذ سنوات بسبب قدم الاجهزة وما طالها من عبث وسرقات وتخريب وحاليًا الشبكة متوقفة فعلًا ويتم الرصد والقراءات عن طريق ادارة علوم الزلازل التي بدورها تتواصل مع المنظمات الدولية والمراكز المجاورة والمحيطة بليبيا حيث يتم تزويدها بالدراسات والقراءات والتي محتاجة لوقت فيما يخص ليبيا لان محطاتنا لا تسجل شيئا
واضاف فيما يخص عدد المرات التي تعرضت فيها ليبيا للزلازل؟
بان ليبيا بعيدة عن الزلازل ولكنها ليست بمنأى عن ذلك سجل في سنوات سابقة زلزال على منطقة القداحية في عام 1935 زلزال كبير وعام 1963زلزال على المرج وليبيا ليست بمنأى ونسأل الله أن يحفظنا من هذا الابتلاء.
وقال بخصوص الشائعات المتداولة بين الناس : بان المركز رد عبر صفحته عن المتداول عبر الصفحات بان لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوث الزلزال قبل وقوعه أو مستقبلًا الشيء الوحيد المتعا ف عليه هو قياس الزلزال لحظة وقوعة من حيث مكانه وعمقه واضراره وقوته وشدة تأثيره واتجاه الهزة ومصدرها وارتداداتها.
على الفيس بوك..
انسحاب الشواطيء..
أصوات من البحر..
براريد شاهي معلقة للاستشعار !!