جمعة عتيقة يكتب.. جريدة فبراير وبزوغ الحلم
أذكر و انا في مدينة مصراتة، التي قدمت اليها من طرابلس في رحلة عبر تونس و بنغازي في فترة احتدام الثورة 2011 و تحديداً في بداية شهر سبتمبر، ان قدم الى هناك المرحوم ادريس المسماري و رضا بن موسى قادمين من مدينة بنغازي بحراً .. لنتوجه فوراً الى مدينة طرابلس التي تحررت للتو كان الحماس و الشوق لرؤية عروس البحر حرة بهية يدفعنا الى طي المسافات و ترقب الوصول و اذكر ان الاخوين ادريس رحمه الله و رضا اطال الله عمره كانا يحملان رسالة من جهة لها علاقة بترشيحهما في موقع اعلامي ما.. ذهبا الى فندق «كورنثيا» لمقابلة المكلف بملف الإعلام آنذاك في المجلس التنفيذي الأستاذ محمود شمام، لم ارافقهما و لكني علمت حين التقيت بهما انهما كلفا بإصدار جريدة يومية لتكون لسان حال الثورة… تعاونت معهما دون ان اتحمل مسؤولية أي موقع رسمي مباشر بل قدمت ما استطيع من جهد متواضع آملاَ في إطلاق منصة صحفية تعيد الاعتبار للكلمة و الصحافة و تفتح طريق حرية التعبير في ظل التحول و التغيير.
اقبل الجميع الذين جاءوا كأسراب النحل للمشاركة و محاولة صناعة الامل.. صرت قريباً من الإيقاع اليومي للعمل في الجريدة الوليدة التي حاولنا ان نحميها من العواصف و الأعاصير.. كان يدير العمل كرئيساً للتحرير بداية المرحوم «ادريس المسماري» كرئيس لهيئة تشجيع الصحافة، كان الطموح ان تنطلق مرحلة الصحف الحرة المستقلة التي تلدها مبادرات خاصة و ان يكون دور الهيئة هو التشجيع و الدعم ( و لكن الرياح كانت اقوى من صواري السفينة) و هنا ليس الحديث عن ذلك، فقط اردت ان اشيد بتلك الخطوة التي لازالت قائمة تصافح بصدورها و صفحاتها القارئ، تعارك و تصارع كي لا يطويها العدم و الموت..
اليوم اكتفي بالتحية و الشد على ايدي الشباب و الشابات الذين يقفون وراء دفة توجيه مسارها متمنيين منهم ان يدركوا ان «فبراير» هي ومضة امل في تاريخنا لابد من حمايتها و الالتفات حولها و صونها من عاديات الزمان.. فالمستقبل لهم و»لفبراير» بعد ان يذهب الزبد جفاءاً و يبقى ما ينفع الناس و يمكث في الأرض.