أحد ركائز الفن في مدينة بنغازي قدم مئات الاعمال للمسرح والتلفزيون والاذاعة تتلمذ على يديه العديد من الفنانين رحلة عطاء تجاوزت الثلاثين عاماً ضمن حقل من حقول الابداع في ليبيا وهو حقل الاعلام والثقافة والفن والمسرح لم ينقطع خلالها من التواصل مع الجمهور عبر اعمال متنوعة التحق بالمسرح الحديث بنغازي في سنة 1972 أنظم للمسرح الحديث والشعبي ثم الوطني كممثل متفرغ وساهم ايضاً كمخرج مرئي بالاذاعة العامة الليبية وساهم في تأسيس العديد من المسارح بالاضافة الى العديد من النشطات الفنية
– هل تجد صعوبة في العمل والتعامل مع الطفل ؟
الصعوبه ليست في التعامل مع الطفل فهو إنسان في مراحله الاولى ويتطلب منا ان نتعامل معه ببناء الثقة وغرسها فيه والمحاورة ودعمه لتكوين شخصيته وثقته في نفسه وتلمس طريقة لرعاية موهبته الثقافية والفنيةالعلمية الصعوبة تكون في فهم مكامن خصوصية الطفل، ونجاحك أنت في شغلك مع الطفل عندما تحترمه كإنسان، وألا تتعامل معه بسطحية، وألا تبخل عليه بأي شيء، خصوصاً المعلومات، عليك أن تعطيه المعلومات الكافية والوافية عن الأشياء التي يتناولها العمل الفني أوالثقافي أوالرياضي،ومن حقه أن يكون له فن وإعلام وأن تكون له صحافة، وأن تكون له ألعابه، وأنا عشت مع الأطفال فترة كبيرة سواء في المسرح أو محطة «السنابل» التي وقف عندها وتعلم فيها الكثير من الأطفال المبدعين واليوم نراهم نجوماً تتلألأ في سماء الفن والرياضة وحتى في المجالات العلمية الأخرى. وحتى الآن ما زلت أعيش في مراحل طفولة جديدة، وما زلت إلى هذه اللحظة أتعلم، حتى مع هذه التقنيات الجديدة أحاول أن أستفيد منها وأتعلم وأنقل كل ما تعلمته للطفل، وأحرص بشدة على أن كل يوم يزورنا طفل في السنابل يخرج من عندنا محملاً بالمعلومات وبمعارف جديدة وبتحريك الحس الفني والإبداعي لديه، وما يحزنني أنه في وطننا العربي وفي ليبيا خصوصاً الطفل بعيد عن اهتمامنا بشكل صحيح وفعلي، ويكون الاهتمام فقط منصبًا على فئات ومجالات أخرى، ولكن للأسف مصروفات الدولة على الطفل قليلة ولا تكاد تذكر، وإذا أردنا أن ننهض بالطفل يجب أن يكون في أولوية اهتمامنا، ويجب أن تكون هناك قوانين تحميه، وأن يتم دعمه بكل قوة…..
– تجربتك في مسرح السنابل تكللت بالنجاح حدتنا عن ذلك ؟
هي تجربة ناجحة حتى الآن، فنحن تحصلنا على عدد من الجوائز، من بينها المسرح التجريبي في البيضاء وكذلك في المسرح الوطني، بالإضافة إلى جوائز كثيرة من خلال مهرجانات الأطفال التي أقيمت في بنغازي وغيرها، وكذلك تحصلنا على جوائز في تونس والجزائر، ومسرح «السنابل» معروف على مستوى العالم ومسجل في «يونيسيف»، وللأسف الآن يحتاج مقر مسرح السنابل إلى صيانة عاجلة من الداخل، سواء دورات المياه أو المقاعد وخشبة المسرح نفسه، وعلى الرغم من ذلك قمنا بدورات للطفل في مجال الإعداد والتقديم وفي مجال الإخراج والتنفيذ، وأتمنى من الله أن يمد في عمري لأواصل في العطاء للطفل، فأنا أعرف أن كل ما أقوم به من عمل للطفل لن يضيع وهذه السنابل هي التي ستحمل الخير لليبيا بإذن الله متى وجدت من يسقيها ويعطيها لتكبر فناً وألقاً وإبداعاً.
– مالذي يحتاجه الفنان رجب العريبي لتحدى الصعاب ومواصلة العطاء …؟
كل يوم تعيش فيه هو تجربة جديدة وكل يوم نتعلم فيه شيئاً جديداً ونعانق أحداثاً جديدة، منذ فترة وأنا أعاني من مشاكل صحية ولكن لأنني أتنفس الفن وأعشقه أواصل العطاء من خلال إدارتي لمسرح «السنابل» في بنغازي، وهو أحد أهم المسارح والذي يعنى بالطفل وكذلك بالشباب، وشاركنا في السابق في عدة مهرجانات حتى بأعمال للكبار وتحصلنا على جوائز على مستوى ليبيا، كذلك أواصل العطاء من خلال إدارتي لإذاعة «سنابل ليبيا»، ولأنني أحب الفن أجده بلسماً ومعيناً لي لمواصلة الحياة، فالفن حياة، والحياة هي فن ومسرح كبير.
– كيف تلقيت خبر تكريمك بوسام العطاء للطفولة (الاوسكار)؟
كان خبرا مفرخا وتحفيزا للمزيد من العطاء وان اكرم من اجل الاطفال فهذا شرف مضاعف اكسبني الاصرار علي العطاء اكثر وان اعطي كل ماعندي من اجل إعداد اطفال لديهم القوة والعزيمة والارادة والثقة بالنفس لتحقيق كل احلامهم.
– مالذي قدمه مسرح سنابل؟
قدم مسرح السنابل العديد من الندوات والمسرحيات وشارك في عدة مهرجانات دولية ومحلية و تحصل على جوائز عدة وواكب ثورة 17 فبراير بافتتاح إذاعة للطفل وهي الأولى في ليبيا.
س/: ماهي رسالتك الشخصية أو الفنية التي تود إيصالها كفنان في آخر هذا الحوار سواء لجمهور المسرح أو للجهة المسؤولة عن القطاع؟
.الاهتمام بالفنان ومساندته ودعمه لمواصلة مسيرته الفنيه واتمني من القائمين على مشاريع الإعمار الاهتمام ببناء مسارح للطفل ودعم كل المشاريع التي ترتقي به، وبناء مدن للألعاب، في كل المدن الليبية.