فنون

فرناندو بيسوا

ترجمة: عاشور الطويبي

من‭ ‬أعلى‭ ‬نافذة‭ ‬في‭ ‬بيتي

لوّحت‭ ‬بمنديلٍ‭ ‬أبيض‭ ‬مودّعاً

قصائدي‭ ‬الذاهبة‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭.‬

لست‭ ‬سعيدًا‭ ‬ولست‭ ‬حزينًا‭.‬

هذا‭ ‬قدر‭ ‬القصائد‭.‬

كتبتها‭ ‬وعليّ‭ ‬أن‭ ‬اظهرها‭ ‬للجميع

لا‭ ‬عمل‭ ‬لي‭ ‬غير‭ ‬هذا،

مثلما‭ ‬الزهرة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬على‭ ‬إخفاء‭ ‬لونها

ولا‭ ‬النهر‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إخفاء‭ ‬جريانه،

ولا‭ ‬الشجرة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إخفاء‭ ‬ثمرتها‭.‬

ها‭ ‬هي‭ ‬تمضي،‭ ‬بعيدا،‭ ‬كأنها‭ ‬في‭ ‬عربة‭ ‬مسافرين،

ولا‭ ‬استطيع‭ ‬سوى‭ ‬الشعور‭ ‬بالندم

كأنّ‭ ‬ألماً‭ ‬في‭ ‬جسدي‭.‬

من‭ ‬يدري‭ ‬من‭ ‬سيقرؤها؟

من‭ ‬يدري‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬أيدٍ‭ ‬ستقع؟

زهرة،‭ ‬قُدّرَ‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أُقطَف‭ ‬لأكون‭ ‬مرئية‭.‬

شجرة،‭ ‬قُدّر‭ ‬لثمرتي‭ ‬أن‭ ‬أُقطَف‭ ‬لتؤكل‭.‬

نهر،‭ ‬قُدّر‭ ‬لمياهي‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬منّي‭.‬

أُذعنُ‭ ‬وأكاد‭ ‬أشعر‭ ‬بالسعادة،

أشعرُ‭ ‬بالسعادة‭ ‬كرجلّ‭ ‬مَلّ‭ ‬من‭ ‬الحزن‭.‬

اذهبي،‭ ‬اذهبي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عنّي‭!‬

تموتُ‭ ‬الشجرة‭ ‬وقد‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الأرض‭.‬

تذوي‭ ‬الزهرة‭ ‬وغبارها‭ ‬باقٍ‭ ‬أبدا‭.‬

يسيل‭ ‬النهر‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬وماؤه‭ ‬

يبقى‭ ‬أبدًا‭.‬

أموتُ‭ ‬لكني‭ ‬سأبقى،‭ ‬كالكون‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى