كلـمات ..
العم مسعود زوجته تواظب كأي ربة منزل على تجهيز مطالب الأولاد والتفنن لاظهار مائدة الافطار مليانة لأسرتها .. سفرة طعامها لاتخلو من الشربة الطرابلسية والكفتة بالبصلة التي يذكرها بها زوجها دائما كوفاء منه لماض عاشه مع امه وجدتة واقراص الكفتة التي كانت كقرص الشمس من بين اصابعهم وباتت اليوم كقطعة حلقوم تركي معقود
إضافة الى مطالب الابناء المختلفة المذاق من مطابخ عدة اوروبية وشرق آسيوية كالبيتزا والتاكو والشاورما لا يخلو الامر من شاهي اخضر ليبي منعنع مع حلو بعد الإفطار وقهوة للشباب والبنات و لقمة قاضي او كنافة العم مسعود ودود ودائم التبسم بعد متابعته بالسمع لاخبار السوشل ميديا وماتناقله جاريه عن الغلاء وسعر العملة عاد للمنزل اقل ابتساما متجهما وشروده يفضي الي ضفاف بعيدة وقلق حتمي من قادم اخافه حد الارق الذي منعه من النوم كما هو المعتاد
مرت ايام وليالي والسيدة تقدم قائمتها والعم مسعود يلبي المطالب ويقول في سره يا عاطي ياستار سترك.. حتى فاجأته العائلة برغبة ملحة لتجريب الافطار في احد المطاعم الفاخرة للاسماك
مر الطلب على أذنيه وهو في حالة تجاهل تام مقلبا القنوات دون رد استوقفته اغنية لكوكب الشرق ..القلب يعشق كل جميل نظر لابنائه وزوجته وهو يفكر في اعداد افراد اسرته والقصعة اللي لامتهم وقدرته على ان تظل ممتلئة
وحوشنا خيره.. حسم الامر بجواب لارجعة فيه ومع الصباح استيقظ يتفقد بئر الماء ويتجهز للخروج للريف حيث العشب اخضر والشجروارف والسماء واسعة و الماء لا يتوه عن مجراه اطلق العنان لمخاوفه في وحدته و تنهد ملء الهواء النقي الذي احاطه ومر على رفيق الطفولة في مسكنه ليعود بكم كيس زميطة ودقيق شعير وزيت زيتون وتمر
عاد قرابة المغرب بعد ان اقنع نفسه بانه افرغ الهموم اكواما في ارض الله الواسعة ليجد الاسرة نقلت المطعم للبيت وغير كسكسي بالحوت مع ابتسامة زوجته كانت رائحة الاسماك نافذة
هذه المرة غادرته الابتسامة لتختبي في مكان قصي وردد اللهم اني صايم .. كل ماكان يدور في راس العم مسعود هو تخزين الحطب والتاكد من جريان ماء البير وضمان وجود مرطة شعير وزيت زيتون
لان القصعة المليانة غدوة تفرغ لو الجعانين السمان ماخلو شيء فيها وان اللي اليوم موجود غدوة مفقود مفقود يامسعود
ولم العيلة بالشوية ووتي الحطب والزيت والميه وقنغ روحك بلقمة هنية تكفي مية
قاطعه صوت زوجته ياحاج :قالوا مافيش سيولة والبنزينة زحمة وستيكة الدحي بعشرين دينار هو حقه الدولار طار
حك لحيته ومسح على وجهه ونظر لطاسة الشاهي الخضراء
وتمتم ..يا قدير ياكبير استرها ويقعد الجني مايطير.