سعاد خليل : المناخ لم يعد صحيا ..
ولو استمر الاقصاء سأعلن اعتزالي
بمناسبة حصولها على الجائزة الأولى في مهرجان الشعر عبر حركة
)Poeti2000( الرومانسية الرقمية الجديدة الإيطالية كانت لنا وقفة مع الفنانة القديرة «سعاد خليل» صاحبة التجربة الفنية العريقة التي تجاوزت معها الخمسين عامًا من العطاء لمختلف الفنون، وخاصة المسرح…
كان الحديث مطولًا مع السيدة سعاد التي كانت تتحدث بفخر عن كل منجز قدمته، وحظيت بجائزة عنه، أو عن الذي ما يزال تحت الإنجاز، في الجانب الآخر كان الحديثُ عن التلفزيون والمسرح ذي شجون مما بان ذلك جليًا في نبرة صوتها عندما تطرقتْ معها عن غيابها الطويل عن شاشات التلفزيون، وألحقته مؤخرًا بغياب عن المسرح معشوقها الأول في أنواع الفنون، وهو ما يُسمى أيضًا بـ)أبو الفنون(، ولأن الأمانة الصحفية تقتضي أن نفي بوعودنا فيما يتم نشره، وما يتم الاحتفاظ به بعيدًا عن صفحات الجريدة سننشر ما وافقتْ السيدة سعاد خليل على نشره محبةً، وإحترامًا لمسيرتها المليئة بالإنجازات، والنجاحات ولعل أهمها حب وتقدير الجمهور الليبي، والعربي لها .
ابتعدتُ عن المرئية ولا افكر في العودة
في البداية أود الحديث عن قصيدة «الليل» والجائزة التي تحصلتْ عليها في المسابقة .. وبأي لغة كتبتْ القصيدة؟
هي مسابقة في الشعر نظمتها حركة 2000شاعر وشهدتْ مشاركات من جميع أنحاء العالم، المسابقة تخضع في كل عام لشروط محدَّدة منها أن يكون الموضوع موحدًا هذه السنة موضوع المسابقة عن «الليل»، وشاركتُ بنص شعري باللغة الإيطالية، وتحصلتُ على الترتيب الأول ولله الحمد وسيتم إدراجنا ضمن «انطولوجيا» عن الشعراء لعام 2024.
وهذه ليستْ المرة الأولى فقد شاركتُ العام الماضي بثلاث قصائد في جائزة الأكاديمية العالمية للأدب المعاصر «ليوس سينيكا» 2023 وتحصلتُ على جائزة، وتكريم، لكن لم اتمكن من الذهاب إلى مدينة «باري» الإيطالية لاستلامها بسبب بعض الظروف وفي حال تغيب المكرم عن الحضور الشخصي تُحجب الجائزة للأسف..
أيضاً شاركتُ، هذه السنة وانتظر نتيجة التحكيم التي ستكون آخر سبتمبر القادم.
عن القادم من مشاريعك الفنية والأدبية؟
لدي مشاركات كثيرة في المسابقات والمنتديات باللغات )الإيطالية، والإنجليزية والإسبانية( بكتاباتي التي اترجمها بنفسي وأعمل حاليًا على ترجمة رواية من الإيطالية للعربية انتظر في ناشر لها، وآخر تجهيزات لخمسة كتب عن السينما، الفن التشكيلي، عن الترجمة، الشعر، الأطفال والآخر عن فلسفة الإختيار ترجمة من الإنجليزية للعربية للكاتب الروسي الكسندر كابيشيف ..
أما عن الصعيد الفني كانت آخر مشاركاتي في شهر رمضان الماضي عبر برامج مسموعة وهي ثابتة كل عام رغم عدم صرف المستحقات المالية لكن الأمر أصبح إلتزامًا مع المستمع وعلينا الوفاء معه.
ما السبب في غيابك الطويل عن الظهور التلفزيوني من خلال أعمال درامية وبرامج؟
السبب الرئيس أنَّ المناخ لم يعد صحيًا للعمل في المجال لم يعد العمل بنفوس نقية أو روح مشتركة، وعن نفسي لستْ مستعدة لتفاهات الأمور لدي إلتزامات، وعالمي الآخر الذي يفتح ليّ آفاقًا كبيرة، وتنوعًا في الثقافات وأتعامل مع شريحة متعلمة ومثقفة من كل العالم..
ثانيًا أنا لستُ من عشاق المرئية انقطعتُ منذ عشرين عامًا، و لا أفكر في العودة.
والغياب الأكبر عن المسرح لماذا؟ .. وهل سنشهد عودة قريبة لسيدة الركح سعاد خليل؟
لم أغبْ عن المسرح لفترة طويلة سنة فقط، ولكنَّ ظروفًا تقديم عرضًا مسرحيًا أصبح أمرًا صعبًا في ظل عدم توفر البنية التحتية للمسرح والتي أبسطها خشبات مسرح مجهزة للعروض في بنغازي باستثناء المسرح الشعبي الذي يقدم عليها أعمال الفرقة الخاصة به، أما الفرق الأخرى لا تجد أيًا من سُبل المساعدة في تسهيل تقديم عروضها؛ فلا يصح أن نقوم بالبروڤات في فضاء عادي دون تجهيز إضاءة أو جغرافية المكان «السينوغرافيا» المطلوبة لذلك لا توجد أعمالٌ جديدة للفرق هنا إلا من يملك مسرحًا بكل مكوناته .. أما ما يعرض أو ما يشارك به أغلبها أعمالٌ سبق تقديمها بأكثر من عرض..
ولو استمر هذا الجحود والإقصاء ممن يتصدرون المشهد فقريبًا سأعلنُ اعتزالي والتفرغ للكتابة والترجمة لأني اتعامل بكل إحترام وتقدير و لا يليق بي سوى المعاملة بالمثل.
كيف تتعاملين مع وقتكِ؟، هل لديك أوقاتُ فراغ؟، وفيما تقضينها؟
يومي مزدحمٌ جدًا بإلتزامات أدبية بمقال أسبوعي في صحيفة )الحياة الليبية( مترجم عن اللغة الإنجليزية .. أيضاً في جريدة )رأي اليوم( اللندنية بمقالة او اثنين أسبوعيًا، وصحيفة نصف شهرية إيطالية، ومجلة إيطالية فصلية إضافة لمجلة باللغة الإنجليزية شهرية، وموقع باللغة الإسبانية، ومجلة «سماورد» السعودية بمقالة شهرية..بمعنى آخر وقتي لا يكاد يكفيني مع إلتزاماتي المهمة الأخرى كقراءة القرآن والكتب الأخرى وعائلتي.