ليبيا بلد ذات مساحه كبيرة تستطيع ان تكتفى ذاتيا من انتاجها الزراعى و الحيوانى ان كانت هناك ارادة وطنيه تريد ان تضع خطط يتم تنفيذها بكل جديه و لكن ما يحديث الآن من إهمال للقطاع الزراعى و الحيواني و إهمال المزارع و المربي الليبي و عدم دعمه وصل إلى مرحلة ان بعض المحاصيل قد اتلفت لعدم وجود سياسة تسويقية وغياب الدولة مما أدى الى غلاء كبير فى الخضروات و اللحوم مما زاد من معاناة المواطن و أصبح الضحية امام تجار السوق و تغولهم دون حسيب و لا رقيب و لتسليط الضوء عما يحدث فى قطاع الزراعه و الثروة الحيوانية و تأثيرها على حياة المواطن التقينا بالدكتور حسين محمد بشير رئيس المركز الوطنى للارشاد و التعاون والاعلام الزراعى بوزارة الزراعه و الثروة الحيوانية بحكومة الوحده الوطنية .
ليبيا كانت فى فترة الستينات مصدره للاغنام لماذا تاخرت فى مجال تربيه المواشى و الابقار ؟
فى البدايه ارحب بصحيفة فبراير لاهتمامها بكل ما يهم المواطنين و من الحرف المهنية الأساسية في بلادنا منذ زمن بعيد لاجدادنا واهالينا في ربوع ليبيا كانت حرفة الرعي والزراعة وتربت عليها أجيال قاومت الجفاف والتصحر والحروب في ظل الفقر والوضع الاقتصادي الضعيف وقد أكتسبت هذه الاجيال خبرة كبيرة واسعة امتدت حتى عصرنا الحالي وتناقلت وانتشرت هذه الحرف بين المدن الليبية وأصبحت أهم مصدر للغذاء والحياة .. فيجب علينا الاهتمام بحرف اجدادنا والمحافظة عليها وتطويرها … وفي الجانب المهم الا وهو التطوير .. اهتمت الدولة الليبية بتطوير الزراعة والثروة الحيوانية وفق السياسات الزراعية الاقتصادية والمواصفات العالمية الدولية .. فأنشأت المعاهد الزراعية ومعاهد الإنتاج الحيواني والكليات الجامعية الزراعية وتخرج الكثير منها لدعم قطاع الزراعة والثروة الحيوانية لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجيا في العالم وذلك لزيادة الإنتاج وتحسين جودته وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وقامت الدولة سابقا بإنشاء مشاريع زراعية عامة ومشاريع استيطانية في ربوع ليبيا وإنشأت مجمعات لإنتاج الحيواني في ربوع ليبيا ومن هذه المجمعات الضخمة المنتجة مجمع تاورغاء لإنتاج الحليب ومشتقاته واللحوم والبيض ومجمع غوط سلطان بالمنطقة الشرقية ومجمع الخمس ومجمع الطويشة ومحطات انتاجية اخرى بمصراتة وسرت وفزان والمنطقة الغربية وكانت مشاريع انتاجية استراتيجية تغطي السوق المحلي في جميع أنحاء ليبيا وجميع مكونات الإنتاج الحيواني من حليب واجبان وبيض ولحوم ولها فائض يمكن تصديره بالإضافة إلى منشأت اللحوم في مختلف أنحاء ليبيا وبالاضافة ايضاء إلى مشاريع المراعي والتى اهدافها تربية الاغنام والإبل والابقار وتوزيعها او بيعها للمربين او المواطنين … وللأسف الشديد كل هذه المجمعات والمشاريع والمحطات والمنشأت تعرضت إلى النهب والسرقة والتدمير وتصفية وحل بعض هذه المؤسسات ونتج عنها فراغ كبير جعل المواطن لايعرف أين يتجه لتأمين غذاء أسرته بالمستوى المطلوب .وبالسعر المتناول لمستوى المعيشة واستغلت الشركات القطاع الخاص هذا الفراغ وتوجهت إلى هذا النشاط الهام الذي يمس المواطن بصورة مباشرة وباشرت أعمالها وفق لوائح وتشريعات وزارة الاقتصاد حتى يتم احياء القطاع الخاص ودعمه بحيث يلبي متطلبات السوق والمواطن بأسعار في متناول الجميع ولكن يحتاج القطاع الخاص إلى دعم ورفع معنوياته وتسهيل له الحصول على المواد الخام ومكونات الإنتاج ورسم لها سياسة اقتصادية و إدارية من الخبراء والمختصين من الخبرات الليبية في الزراعة والإنتاج الحيواني والصناعة.
كم تبلغ مساحة الاراضى الرعويه و الزراعية فى ليبيا ؟
ليبيا دولة غنية بمواردها الطبيعية لديها 3مليون هكتار أرض صالحة للزراعة ولديها أكثر من 10مليون هكتار أراض رعوية مساحات مفتوحة تحتوي على أودية وشعاب وأشجار رعوية وشجيرات رعوية واعشاب رعوية متنوعة ذات قيمة غذائية عالية.
مربو المواشى يطالبون بدعم الدوله خاصه فى أسعار العلفه ليتمكنوا من تخفيض أسعار المواشى ؟
الدوله لم تقم باى خطوه لدعمه وفي وجود وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بحكومة الوحدة الوطنية وهيكلها الإداري وتنظيمها الداخلي والذي يتكون من مراكز وأجهزة وإدارات ولجان دائمة فنية ورسمت خطط استراتيجية مبوبة وفق المعايير الفنية من وزارة التخطيط بحيث تشمل هذه الخطط كل متطلبات الإنتاج الزراعي والحيواني وتوفير كل مايحتاجه المربي والمزارع من أعلاف واسمدة ومبيدات وأدوية بيطرية وأدوية حشرية والافات والفطريات كل مايحتاجه المزارع والمربي المنطوي تحت الجمعيات الزراعية والتى بدورها تعتبر هي القناة التي تؤمن هذه الاحتياجات عن طريق وزارة الزراعة والمركز الوطني للإرشاد ولكن للأسف الشديد نعود ونقول أن هذه الخطط وهذه الترتيبات تحتاج الى ميزانية التنمية والتى للأسف لم تصرف لوزارة الزراعة ميزانية منذ ثلات سنوات وهذا يعكس مؤشر سلبي يغيب الثقة بين المواطن و الدولة وزارة الزراعة بالإضافة إلى المركز الوطني للارشاد والتعاون والاعلام الزراعي والذي تتبعه جميع الجمعيات الزراعية والحيوانية وعددها أكثر من 270 جمعية تضم أكثر من ربع سكان ليبيا من المزارعين والمربين وان هذا المركز لم تصرف له ميزانية على الإطلاق ولم تفتح له نافذة مالية وأصبح مكبل لتقديم اية خدمة للمزارع والمربي
كل ماذكر سابقا يشكل عائقا كبيرا للمزارع والمربي ولايستطيع التوسع في الزراعة او تربية الحيوانات والدواجن وبهدا يتزايد الطلب وينقص العرض وترتفع الاسعار ويصبح المواطن يواجه ارتفاع الاسعار في المواد الغدائية واللحوم والبيض وكل متطلبات السوق.
وأيضا توجد لدينا مشكلة في التسويق وهي مشكلة مهمة وتحتاج الى سياسة إدارية منظمة من وزارة الاقتصاد والزراعة والغرفة التجارية حيث يتكدس الإنتاج في الجنوب فزان وفي الواحات والكفرة من التمور والحبوب والمانجا والطماطم ولاتوجد طرق تسويق او طرق تخزين او طرق تصدير والتكدس يهبط معنويات المزارع والمربي في هذه المناطق ولا تشجعه هذه الظروف و المشاكل على الاستمرار في الإنتاج او التوسع في الزراعة والتربية ويتولد عزوف عن زيادة الإنتاج وتحسين جودة الثروة الحيوانية من أهم المصادر لتأمين الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغدائي ويقدر عدد الحيوانات من الماشية ب 7 مليون إلى 10 مليون رأس وهذه الاعداد في طريقها إلى التناقص لعدة اسباب منها ارتفاع أسعار الاعلاف والجفاف والأمراض وعزوف المربين عن تربية المواشى وهدا التناقص سوف يشكل خللا في المنظومة الغدائية ويجب علينا وعلى الدولة التدخل لمعالجة هذا الخلل وتشكيل لجان فنية واعداد ورسم خطط استراتيجية لتنظيم برنامج تنموي له أبعاد مستقبلية تحمي الثروة الحيوانية والمربي والمواطن والغداء وتحقيق الأمن الغذائي والأمن القومي.
العماله الوافدة تحكمت فى بعض السلع من المنتحات الزراعية و الحيوانية و قامت برفع الأسعار ؟ ماهى الحلول التى وضعتها وزارة الزراعه و الثروة الحيوانية للحد من هذا الاستغلال؟
ان العمالة الوافدة مهمة لبلادنا فللأسف الشديد في غياب شبابنا وعزوفهم عن العمل في الزراعة والثروة الحيوانية يشكل فراغا كبيرا أيضا ويعطى فرصة للعمالة الوافدة في اقتحام هذا المجال فهم من يصنع الخبز وهم من يبني البيوت وهم من يزرع ويجني الِثمار وهم من يربي الاغنام والابل والدواجن ولكن يحتاج الموضوع إلى تنظيم ومتابعة وتقييم فأنا شخصيا أحيي العمالة الوافدة ويجب احترامها وفي نفس الوقت يجب نشر الوعي والثقافة الزراعية والحيوانية وثقافة العمل والإرشاد العلمي المتطور لشبابنا واقحامهم وتشجيعهم ومنحهم قروضا زراعية مصغرة وتنمية شباب الريف واشهار الجمعيات الريفية ومشاركة العنصر النسائي وتوضيح لهم الأمن الغدائي وأهميته في حماية البلاد والامن القوميان فالعالم ومن بينها بريطانيا لديها اكِثر من 20 مليون اجنبي عمالة وافدة وهم معتمدة عليهم بريطانيا في جميع الخدمات في المطارات ومحطات القطارات ومحطات الإنفاق والنظافة والبنية التحتية والأسواق والمزارع والحظائر والمصانع جميعهم عمالة وافدة .. ولكن الخطط والأفكار والابتكار والتصميم للأمة الإنجليزية والتى طورت بها اقتصادها وامنها الغذائي والقومي .. ولماذا نحن لانكون افضل منهم .
واخيرا قامت حكومة الوحدة الوطنية بإصدار قرار لإنشاء جهاز تنمية واستثمار المشاريع الزراعية والحيوانية 2023 بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ويهدف هذا الجهاز إلى تنمية واستثمار المشاريع الزراعية والحيوانية التى تعرضت إلى الإهمال والتسيب والتى تعتبر احد الخطوات الناجحة في تطويرالانتاج وتحسين جودته وزيادته ويبلغ عدد المشاريع 137 مشروعات سيتم استثمارها عن طريق الشركات المحلية والاجنبية وتعتبر هده الخطوة مؤشر إيجابي في تحقيق الأهداف الأساسية للإنتاج وتحسين جودته.
د.حسين بشير