إعلان لوكالة (سمارت ترافلر) يقول (مازلنا ننصح بعدم السفر إلى ليبيا بسبب الوضع الأمني الخطير والتهديد الكبير للإرهاب وإذا كنت في ليبيا وسنحت الفرصة أمامك فغادر في أسرع وقت ممكن)..وهكذا وكالات سفر وسياحة تستند على تصريحات متواترة لبعض وزارات الخارجية التي تحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا (بسبب الوضع الأمني الهش)..وأن جميع الرحلات من ليبيا وإليها تقع مسؤوليتها على عاتق المسافر وحده..رغم أن تلك الدول تربطها علاقات مع بلادنا وبالتالي من صالح كل الأطراف الدفع بالقطاع السياحي لجذب الاستثمارات..خصوصا وأنها تتنافس على أهمية ليبيا وهناك شواهد إيجابية لمن سبق وزار ليبيا من رعاياها وغيرهم من دول الجوار..فهل من المعقول إنه لم يتم لمس أي تقدم؟!..والغريب إن جزءا من المعلومات المبالغ فيها والتي تتكيء عليها المصادر الأجنبية..اتضح إنها مستقاة من بعض صفحات التواصل الإجتماعي المحلية التي تنظر إلى نصف الكوب الفارغ..ولا هي تعتبر قبل النسخ واللصق أنه لو حدثت خروقات أمنية متباعدة فماهي إلا زوبعة في فنجان والأوضاع تتحسن بالمجمل مقارنة بسنوات ماضية..كما أن كل الدول تعيش بديهيا حوادث تمس الجانب الأمني..والحال يتطلب دائما التفاؤل والسير مع توقيت الساعة..فلا واحد يمشي وعيناه وراء رأسه..
ومن جهة أخرى فإن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لا تقدم تصريحات مساندة كافية لما تشهده البلاد خلال الآونة
الأخيرة من تطورات مهدت أكثر من منتصف الطريق إلى الإستقرار..فالتقييم
يجب أن يبدأ من آخر نقطة وصول..حيث هناك مثلا تحديث لشبكات المعلوماتية والطرق وبناء جسور ومنتجعات سياحية وتطوير المطارات والموانئ وانتشار مراكز تسوق وبناء ملاعب وتحسن الكهرباء وتشجيع الحرف والصناعات اليدوية والنظافة والصيانة في الفضاءات العمومية..
ووفقاً لتوقعات الاقتصاديين فإن ثلاث صناعات خدمية ستقود الإقتصاد العالمي وهي الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة..وهنا تبقى بلادنا مقصد سياحي واعد وهذه الصناعة محرك قادم للتنمية في ظل وصول السياحة في دول أخرى إلى مرحلة الاستهلاك..لذا لابد أن يكون الإتجاه نحو تقليص دور الدولة وتسليم ملف السياحة إلى الخصخصة لتقديم الخدمات للسواح وإشهار الفرص السياحية المتاحة والإعلان عن المهرجانات والمناسبات الوطنية كوسائل جذب سياحية..ويعد هذا القطاع صناعة مركبة تعود بالخير على كثير من
المجالات والأنشطة ومنها المصارف..مما سيترتب عنه ارتفاع مستوى الرفاهية الإقتصادية بإتجاه تحقيق درجة عالية من الاستقرار الإجتماعي والسياسي والمصالحة الوطنية..مع امتداد التنمية السياحية إلى المناطق البعيدة والنائية..إضافة إلى إسهامات هذا القطاع في خفض البطالة من خلال
توافر فرص العمل..وفي هذا السياق سوف يقام معرض ليبيا السياحي مطلع يوليو المقبل بطرابلس..وهذه فرصة لنشر الثقافة السياحية بين المواطنين وحافز للأجنبي و مهمة على عاتق سفاراتنا للدعوة إلى التجوال في ليبيا..