رأي

اذهبوا إلى ليبيا

هاشم شليق

إعلان‭ ‬لوكالة‭ (‬سمارت‭ ‬ترافلر‭) ‬يقول‭ (‬مازلنا‭ ‬ننصح‭ ‬بعدم‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬​​الخطير‭ ‬والتهديد‭ ‬الكبير‭ ‬للإرهاب‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وسنحت‭ ‬الفرصة‭ ‬أمامك‭ ‬فغادر‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭)..‬وهكذا‭ ‬وكالات‭ ‬سفر‭ ‬وسياحة‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬متواترة‭ ‬لبعض‭ ‬وزارات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تحذر‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ (‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬الهش‭)..‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬الرحلات‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬وإليها‭ ‬تقع‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المسافر‭ ‬وحده‭..‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬تربطها‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬بلادنا‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬صالح‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الدفع‭ ‬بالقطاع‭ ‬السياحي‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭..‬خصوصا‭ ‬وأنها‭ ‬تتنافس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ليبيا‭ ‬وهناك‭ ‬شواهد‭ ‬إيجابية‭ ‬لمن‭ ‬سبق‭ ‬وزار‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬رعاياها‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭..‬فهل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬لمس‭ ‬أي‭ ‬تقدم؟‭!..‬والغريب‭ ‬إن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬تتكيء‭ ‬عليها‭ ‬المصادر‭ ‬الأجنبية‭..‬اتضح‭ ‬إنها‭ ‬مستقاة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬الكوب‭ ‬الفارغ‭..‬ولا‭ ‬هي‭ ‬تعتبر‭ ‬قبل‭ ‬النسخ‭ ‬واللصق‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬حدثت‭ ‬خروقات‭ ‬أمنية‭ ‬متباعدة‭ ‬فماهي‭ ‬إلا‭ ‬زوبعة‭ ‬في‭ ‬فنجان‭ ‬والأوضاع‭ ‬تتحسن‭ ‬بالمجمل‭ ‬مقارنة‭ ‬بسنوات‭ ‬ماضية‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬تعيش‭ ‬بديهيا‭ ‬حوادث‭ ‬تمس‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني‭..‬والحال‭ ‬يتطلب‭ ‬دائما‭ ‬التفاؤل‭ ‬والسير‭ ‬مع‭ ‬توقيت‭ ‬الساعة‭..‬فلا‭ ‬واحد‭ ‬يمشي‭ ‬وعيناه‭ ‬وراء‭ ‬رأسه‭..‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للدعم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬تصريحات‭ ‬مساندة‭ ‬كافية‭ ‬لما‭ ‬تشهده‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬

الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬مهدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الإستقرار‭..‬فالتقييم

يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬نقطة‭ ‬وصول‭..‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬مثلا‭ ‬تحديث‭ ‬لشبكات‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والطرق‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬ومنتجعات‭ ‬سياحية‭ ‬وتطوير‭ ‬المطارات‭ ‬والموانئ‭ ‬وانتشار‭ ‬مراكز‭ ‬تسوق‭ ‬وبناء‭ ‬ملاعب‭ ‬وتحسن‭ ‬الكهرباء‭ ‬وتشجيع‭ ‬الحرف‭ ‬والصناعات‭ ‬اليدوية‭ ‬والنظافة‭ ‬والصيانة‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭..‬

ووفقاً‭ ‬لتوقعات‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬فإن‭ ‬ثلاث‭ ‬صناعات‭ ‬خدمية‭ ‬ستقود‭ ‬الإقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وهي‭ ‬الإتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والسياحة‭..‬وهنا‭ ‬تبقى‭ ‬بلادنا‭ ‬مقصد‭ ‬سياحي‭ ‬واعد‭ ‬وهذه‭ ‬الصناعة‭ ‬محرك‭ ‬قادم‭ ‬للتنمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وصول‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستهلاك‭..‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإتجاه‭ ‬نحو‭ ‬تقليص‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬وتسليم‭ ‬ملف‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬الخصخصة‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭  ‬للسواح‭ ‬وإشهار‭ ‬الفرص‭ ‬السياحية‭ ‬المتاحة‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬كوسائل‭ ‬جذب‭ ‬سياحية‭..‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬صناعة‭ ‬مركبة‭ ‬تعود‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬

المجالات‭ ‬والأنشطة‭ ‬ومنها‭ ‬المصارف‭..‬مما‭ ‬سيترتب‭ ‬عنه‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الرفاهية‭ ‬الإقتصادية‭ ‬بإتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬والمصالحة‭ ‬الوطنية‭..‬مع‭ ‬امتداد‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة‭ ‬والنائية‭..‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إسهامات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬

توافر‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭..‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬سوف‭ ‬يقام‭ ‬معرض‭ ‬ليبيا‭ ‬السياحي‭ ‬مطلع‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل‭ ‬بطرابلس‭..‬وهذه‭ ‬فرصة‭ ‬لنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬السياحية‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وحافز‭ ‬للأجنبي‭ ‬و‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬سفاراتنا‭ ‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التجوال‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى