حدثني صديق ليبي مغترب في كندا منذ سنوات فقال: المتقاعد في كندا لا يشعر بأن دوره قد انتهى ببلوغ السن القانونية للتقاعد.. بل ينخرط في جمعيات خيرية دون مقابل كل في مجال تخصصه.. فمثلاً رجل المرور حين التقاعد يتوجه نحو تنظيم دخول وخروج التلاميذ من وإلى المدارس رغم صرامة قانون السير ..
والمعلم المتقاعد ينصرف إلى مساعدة المعلمين في تعليم الطلبة كل حسب خبرته..والمختص في العلوم الاجتماعية والنفسية يقضي أوقاته في الحديث وتسلية العجزة وكبار السن في ديار إيواء المسنين والذين لا مأوى لهم.. الطيارون والقضاة وأصحاب العلوم التطبيقية لا يمكن الاستغناء عن خبراتهم..
كل ذلك يحدث حسب الرغبة.. وبالتناوب في جدول منظم تشرف عليه الجمعيات الخيرية..
هذا جزء من حديث الصديق «مالك صالح» الذي فضَّل العيشَ في كندا آملاً أن يحظى برعاية واهتمام عقب انضمامه لطائفة المتقاعدين ..
قلتُ له : تمامًا مثلما يحدث في بلادنا.. المتقاعد يتردَّد على حلقات )السيزة والكارطه( بالقرب من المساجد .. وحين النداء للصلاة يتفرق التجمع ليعود مرة أخرى لحلقات اللعب إلى أن تنتهي حياتهم بهدوء .. فكل يوم يفقدون عضوًا بمغادرته لهذه الدنيا..
شيء واحد إيجابي في بلادنا لصالح المتقاعد وهو وصول المرتب الهزيل قبل كل قطاعات الدولة.