الساعة المائية
)القادووس( الساعة المائية التي كان بها يقاس الوقت في واحة غدامس القديمة .. وبواسطتها كانت تحدد كميات المياه المنسابة من عين المدينة الشهيرة «غسوف» التي كانت تسقي أركان الواحة الأربع بشرها وشجرها، ودوابها، وطيرها.
لا يعرف متى شرع أهالي المدينة في استخدام هذه الالة في تحديد الوقت يبدو أنه موغل في القدم كثيرًا .
عن طريق «القادووس» استطاع الأهالي توزيع حصص الماء بشكل دقيق جدًا، وعادلٍ كل حسب حصته، وموعد استحقاقه لحصته .
بُنيَتْ صومعة صغيرة فوق ساقية «تصكو» أهم سواقي غدامس التي تمر تحت المباني السكنية وتمر كذلك على أهم مسجدي المدينة أيضًا لتزويدهما بالماء لغرض الشرب، والطهارة .
«القادووس» عبارة عن وعاء معدني به ثقب صغير في اسفله ينساب الماء من خلاله في زمن معلوم ومحسوب بدقة .
يقوم «القدّاس» بملأ «القادووس» من فتحة فوق الساقية ويعلقه في قضيب معدني ناتيء من الجدار وينتظر فراغه .. يعقد عقدة في خوص من السعف في كل مرة يفرغ فيها القادووس.
يعقد عشر عقد في كل خوصة .. في آخر اليوم يكون قد عقد 480 عقدة 240 عقدة نهارية و240 عقدة ليلية .
قسمت دورة المياه إلى 13 دورة ليلية وأخرى نهارية لكل دورة اسمها الخاص بها والتي تعرف بها .. تسمى هذه الدورة بـ)الضمي( .. تدور دورة السقاية كل 13 يومًا .
يقوم «القداس» بالإضافة إلى قياس الوقت إلى تحديد وقت استحقاق الأهالي لحصص مياههم .. دونت كل تلك الحصص في دفاتر تسمى زمام .. لكل ساقية من سواقي غدامس الخمسة زمامها وقادوسها وحساباتها .
يقام سوق سنوي لبيع وايجار وشراء الحصص للراغبين هذا اليوم هو الأول من مايو من كل عام ولا تفتح الدفاتر إلا في هذا اليوم فقط .
تقاس كميات المياه بوحدات كبيرة، وأخرى صغيرة .. «القادووس» هو الوحدة الرئيسة .. ويساوي حوالي 3 دقائق بحساب الساعة الحالية يقوم المسؤولون بمعايرة «القادووس» بين فينة وأخرى للتأكد من دقته وذلك بملأه من الساقية والعد 300 عدة يتنفس العاد كل عشر عدات في حال فرغ «القادووس» في هذه 300 عدة فهذا يعني انه صالح للاستعمال أما إذا قلت أو زادت فهذا يعني انه بحاجة للمعايرة مجددًا لتستقيم الأمور في الواحة .
تحدد مواعيد الصلاة كذلك من خلال هذه الساعة؛ فيمكن معرفة وقت حلول وقت الاذان من بسؤال «القداس» عن عدد العقد المعقودة .
هذا كل ما يمكن قوله في هذا الشأن .