رأي

التعليم خارج السيطرة!

هاشم شليق

المزيد‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬الكليات‭ ‬والجامعات‭ ‬سوف‭ ‬يلتحقون‭ ‬بالمدارس‭ ‬افتراضيا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭..‬لذا‭ ‬تشكل‭ ‬الهواتف‭ ‬والأجهزة‭ ‬اللوحية‭ ‬مصدر‭ ‬تسوق‭ ‬أساسي‭ ‬للتنقل‭ ‬عبر‭ ‬العروض‭ ‬التعليمية‭ ‬الإلكترونية‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬يستطيع‭ ‬تجسيدها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭..‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬سوف‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬العمل‭ ‬بإستمرار‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تقارير‭ ‬وأبحاث‭ ‬مختصرة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬جمود‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬وقريبة‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬والتجربة‭..‬لذلك‭ ‬انتهى‭ ‬زمن‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬الطلاب‭ ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬دراستها‭..‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مناهج‭ ‬مثقلة‭ ‬بالمواضيع‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مفيدة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عقلية‭ ‬الطلاب‭ ‬ولا‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬التعلم‭ ‬لديهم‭..‬أي‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬المواءمة‭ ‬بين‭ ‬طبيعة‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭..‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬76‭% ‬منهم‭ ‬يستخدمون‭ ‬اليوم‭ ‬التعليم‭ ‬الذاتي‭ ‬الإلكتروني‭..‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬هيئات‭ ‬تدريسية‭ ‬متخصصة‭ ‬ومؤهلة‭..‬مع‭ ‬محدودية‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭ ‬للتعليم‭..‬ونقص‭ ‬وجود‭ ‬فصول‭ ‬دراسية‭ ‬مجهزة‭ ‬تقنيا‭..‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التنقل‭ ‬بين‭ ‬المنزل‭ ‬والمدرسة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإزدحام‭ ‬المروري‭ ‬أو‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭..‬ووفقا‭ ‬للتوقعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬اليونسكو‭ ‬سوف‭ ‬يحتاج‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬69‭ ‬مليون‭ ‬معلم‭ ‬جديد‭ ‬بين‭ ‬الآن‭ ‬وعام‭ ‬2030‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬والثانوي‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭..‬لذلك‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬وزارات‭ ‬التعليم‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬تضييق‭ ‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يحرم‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لتزويد‭ ‬أنفسهم‭ ‬بما‭ ‬يتطلبه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الحالي‭..‬كذلك‭ ‬دعم‭ ‬قدرة‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬وتعزيز‭ ‬تعلمهم‭ ‬خارج‭ ‬ساعات‭ ‬الدراسة‭..‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬يكون‭ ‬المعلمون‭ ‬أيضا‭ ‬محدودين‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬تدريس‭ ‬متنوعة‭ ‬وتفاعلية‭..‬وثبت‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬مهارة‭ ‬تعليمية‭ ‬هي‭ ‬قيام‭ ‬الطالب‭ ‬بتدوين‭ ‬الملاحظات‭ ‬وتسجيل‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬يصادفها‭..‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أقوم‭ ‬به‭ ‬شخصيا‭ ‬عند‭ ‬كتابة‭ ‬أغلب‭ ‬مقالاتي‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬مختلفة‭ ‬مع‭ ‬الإستنتاج‭ ‬والتحليل‭..‬وهذا‭ ‬وليد‭ ‬أيضا‭ ‬إتجاه‭ ‬الكثير‭  ‬للتعلم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭..‬إذن‭ ‬اليوم‭ ‬الطلاب‭ ‬هم‭ ‬كذلك‭ ‬وراء‭ ‬المدخلات‭ ‬وأيضا‭ ‬يساهمون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬المخرجات‭..‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬بات‭ ‬خارج‭ ‬السيطرة‭..‬وبالمقارنة‭ ‬بدأ‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الخاص‭ ‬بشركة‭ ‬قوقل‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬نفسه‭ ‬والمقصود‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬سريع‭..‬كذلك‭ ‬شركة‭ ‬إنفيديا‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬تزود‭ ‬السيارات‭ ‬بشرائح‭ ‬كمبيوتر‭ ‬تعلمت‭ ‬كيفية‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراقبة‭ ‬السائق‭ ‬البشري‭..‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الفرضيات‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬قررت‭ ‬السيارة‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬عدم‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬إشارة‭ ‬حمراء‭ ‬واصطدمت‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بسيارات‭ ‬أخرى‭ ‬ومشاة‭..‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المهندسون‭ ‬وراء‭ ‬الشريحة‭ ‬والسيارة‭ ‬تحديد‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬أو‭ ‬سبب‭ ‬حدوث‭ ‬الأمر‭..‬لأنها‭ ‬تظل‭ ‬تراقب‭ ‬المركبة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬المكتب‭..‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬سجل‭ ‬لمرضى‭ ‬حقيقيين‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬ماونت‭ ‬سيناي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬لتحليلها‭..‬فتمكن‭ ‬الحاسوب‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬نتائج‭ ‬إضافية‭ ‬يصعب‭ ‬تشخيصها‭..‬إذن‭ ‬يفرض‭ ‬التعليم‭ ‬الذاتي‭ ‬نفسه‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬لكن‭ ‬تشخيص‭ ‬واقع‭ ‬التعليم‭ ‬يتطلب‭ ‬حاليا‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى